غادر عبد الرحمان المكراوي، الشاب الذي بات يُلقّب ب"فاضح الطريق المغشوشة بجمعة اسحيم"، وصاحب "فيديو الزفت"، مساء اليوم، أسوار السجن المحلي لمدينة آسفي، وفق ما أكده مسؤول التواصل في قضية الشاب المعتقل، حفيظ زرزان. وجاء قرار السراح المؤقت عن عبد الرحمان، في سياق حملة تضامنية كبيرة واكبت ملف هذا الشاب، في مواجهته لما سمي بفساد صفقة طريق بجماعة جمعة اسحيم، فيما احتج ناشطون بالمدينة ضد وكيل الملك لدى المحكمة، باعتبار أن "الملف فارغ قانونيا"، بحسب الناشط الجمعوي ذاته. وكانت هيئات حقوقية وجمعيات المجتمع المدني بآسفي، قد نظمت صباح اليوم، مسيرة تضامنية مع المكراوي، جابت عددا من شوارع المدينة، رفع خلالها المحتجون شعارات تدين رئيس جماعة اسحيم، باعتباره محرّك الدعوى القضائية ضد عبد الرحمان بتهمة السب والقذف. ومن بين المشاركين في المسيرة التضامنية مع المكراوي التنسيقية المحلية من أجل مناهضة الفساد والمفسدين بآسفي، والمركز المغربي لحقوق الإنسان، وجمعية المجاز المعطل، والجبهة الموحدة لجمعيات المعطلين، والجمعية المغربية لخريجي المعاهد المعطلين، وجمعية شباب آسفي المعطل، وجمعية إنصاف للمجازين المعطلين، وجمعية أهل تراب الصيني للتنمية والتضامن الاجتماعي. ووجّه الناشط الحقوقي محمد رشيد الشريعي، في كلمته له أمام المحكمة الابتدائية بآسفي، انتقادات لوكيل الملك لدى المحكمة، مستنكرا "كيله بمكيالين في واقعة اعتقال مواطن حاول فضح الفساد، وإطلاق سراح ناهبي الرمال واللصوص والمجرمين"، ومطالبا إياه ب"الرحيل من تلك المحكمة". وأعلن المتحدث ذاته عزم كلّ المتضامنين تنظيم ما سماها "وقفة الغضب" يوم الأربعاء، تزامنا مع انعقاد جلسة محاكمة عبد الرحمان المكراوي، من أجل "التعبير عن السخط الجماهيري، وتحميل المسؤولية لكل المفسدين، والمطالبة بمحاكمتهم، سواء العاملين في المؤسسات العمومية أو جهاز القضاء". وأكّد الشريعي، في تصريح لهسبريس، أن عبد الرحمان خرج من السجن عشية اليوم، بعدما بلغهم من مصادر قضائية أن ملتمس إطلاق سراحه حظي بالموافقة، مشدّدا على أن ذلك لا يعني إلغاء "وقفة الغضب" التي ستُنظّم في جميع الأحوال، داعيا وزارة العدل إلى إيفاد لجنة للوقوف على الاختلالات والخروقات التي شابت ملفات عديدة بالمحكمة الابتدائية".