"نصيحتي إليك إذا كنت تعلم، وقد علمت أنه سب النبي عليه الصلاة والسلام، ولم تكفره فأنت كافر، وإذا شككت في كفره فأنت كافر"، هكذا هاجم الناشط السلفي عبد الحميد أبو النعيم، رئيس حركة التوحيد والإصلاح، عبد الرحيم الشيخي، بمبرر أنه تبرأ من فتاواه التكفيرية التي طالت إحداها الناشط الحقوقي أحمد عصيد، الذي اتهمه مرة أخرى ب"الردة والكفر". وكان عصيد قد ظهر في شريط وثق جلسة مفتوحة حضرتها شخصيات سياسية وحقوقية مغربية، وهو يطالب بالحق في الاختلاف والتعبير عن الرأي، قبل أن يقاطعه عبد الرحيم الشيخي مستغربا: "كلما تحدثتم عن التيار المحافظ إلا وتقحمون معنا أبو النعيم..أنا بريء من كل شيء قاله وأندد به"، ليضيف عصيد أن "التوحيد والإصلاح" لم تصدر أي بيان، وهو ما نفاه القيادي الإسلامي. إعلان الشيخي براءته من فتاوى أبو النعيم أغضب هذا الأخير، ودفعه إلى الرد قائلا: "رجال من جماعتك وآخرون من حزبك قالوا إن هذه ردة، وإننا نبرأ إلى الله من المرتدين"، مضيفا: "لولا ذلك لقلت لحزبك وجماعتك أن يتوبا إلى الله"، ليوجه له دعوة تهديدية: "نصيحتي لك أن تتوب قبل الموت قبل أن تبعث مع فرعون وهامان وقارون وأبي بن خلف". وشبه الناشط السلفي ذاته الشيخي ب"القط"، مقابل وصفه عصيد ب"القرد"، موردا: "كنت جالسا مع قرد وأنت "بحال مشيش" يتلاعب بك ووجدك ضعيفا..لا أرضاها لك"، ليضيف مجددا: "نصيحتي أن ترجع إلى الله وتقول كلمة حق وتعلن ردة المرتدين، وألا تتبرأ من الفتاوى التي تبنى على الدليل"، في إشارة إلى فتاواه المثيرة للجدل. واستعرض أبو النعيم، في شريطه المرئي الجديد، مجموعة من الفتاوى التي قال إن الشيخي تبرأ منها، بقوله: "ما هي الفتاوى التي تتبرأ منها..تتبرأ من أني كفرت من سب النبي عليه الصلاة والسلام، ومن أراد أن يزيل المواريث والأحكام القطعية، وهو مصر على كفره..ومن أني قلت في رائدة البغاء التي تريد أن تدخل النساء عرايا إلى المساجد إنها منكر فظيع". وتابع المتحدث ذاته بأن من ضمن فتاواه أيضا أن "قول رئيس مجلس حقوق الإنسان بالمساواة في الميراث كفر بواح وحرب على الله ورسوله"، وأن "وزير السياحة الجنسية يريد أن يفسد العباد والبلاد"، وأن "الأمين العام للحزب الاشتراكي ينتسب إلى النسب الشريف ظلما وعدوانا.."؛ مضيفا: "تتبرأ من هذا كله وتتقرب إلى أعداء الله ورسوله لقضايا انتخابية ساقطة إرضاء للمرتدين".