اشرأبت أعناق سكان الأقاليم الجنوبية بشغف وتفاؤل إلى المشاريع التنموية ذات الصبغة السوسيو اقتصادية الجهوية التي بادر الملك محمد السادس، عصر اليوم الجمعة، إلى تدشينها، والتي تتوزع إلى 3 محاور رئيسة، الأول مشاريع للتنمية الصناعية، والثاني تعزيز التعليم والبحث الأكاديمي، والثالث الابتكار والمحافظة على البيئة. وبعد أن افتتح أمس الخميس أكبر محطة للطاقة الخضراء في العالم بضواحي ورزازات، وضع العاهل المغربي اليوم حجر الأساس لمشروع تكنوبول العلوم والتكنولوجيا لفم الواد بالعيون، وذلك من أجل تقوية مكانة الجهات الجنوبية للمملكة في مجال التكوين العالي والبحث الأكاديمي. وسيحتضن التكنوبول جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية للعيون الموجهة نحو البحث، والتطوير والتكوين في المجالات العلمية والتقنية الخاصة بالمناطق الجافة والصحراوية، كما ستتضمن الجامعة قطب التعليم والبحث والتطوير في المجالات الاقتصادية والبيئية المتعلقة بهذه المجالات ويضم التكنوبول مركز الكفاءات الصناعية الذي يقدم تكوينات خاصة بصناعة الفوسفاط حيث سيعمل من جهة على مواكبة إنجاز الإستراتيجية الصناعية لمجموعة OCP وفوسبوكراع، وعلى تنشيط نظم التكوين بالجهة من جهة أخرى، وسيتم إنجاز تكنوبول العلوم والتكنولوجيا لفم الواد على مدى ثلاث مراحل، باستثمار يقدر بملياري درهم في أفق 2022. ومن المشاريع التي أشرف عليها الجالس على عرش البلاد في المنطقة، إعطاء انطلاقة أشغال تشييد مركب مندمج لإنتاج الأسمدة، ترعاه شركة "فوسبوكراع"، ما سيتيح تنويع منتجاتها الفوسفاطية، وفضلا عن عمليات معالجة الفوسفاط وتصديره، ستتمكن فوسبوكراع من إنتاج وتسويق الحامض الفسفوري والأسمدة، كما سيحدث المشروع عند استغلاله نحو 1270 منصب شغل. ولأن هذا المركب المندمج لإنتاج الأسمدة يحتاج إلى بنية خاصة للاستجابة إلى متطلباته، فإنه تم بحضور الملك إعطاء الانطلاقة لتشييد ميناء جديد يتناسب مع خاصيات حوض العيون، والذي سيمكن من تعزيز القدرات اللوجستية الجهوية، وفق المعطيات المتوفرة لهسبريس. وخصصت لهذه المشاريع الموجهة للتنمية الصناعية والسوسيو اقتصادية، والممتدة على خمس سنوات، مبالغ مالية وصلت إلى 17 مليار درهم، منها 1.2 مليار لاستخراج الفوسفات، و3.1 مليار لمعالجة هذه المادة، و8.3 مليار لمنصة إنتاج الأسمدة، ثم 4.2 مليار للميناء الجديد. وأما المحور الثالث من هذه المشاريع التي يُطمح أن تعمل على تحسين ظروف عيش الساكنة بالمنطقة، وتشرف على تنفيذها مجموعة OCP، فيتعلق بالابتكار والمحافظة على البيئة والموارد الطبيعية، من خلال اعتماد المنصات الصناعية المنجزة على أساليب تكنولوجية مستدامة، مثل تقنيات تحلية مياه البحر، والطاقة الريحية، والتوليد المشترك للطاقة الكهربائية، بدون غاز ثاني أكسيد الكربون.