أدى أمير المؤمنين الملك محمد السادس، اليوم، صلاة الجمعة بمسجد الحسن الثاني بمدينة العيون. واستهل الخطيب خطبتي الجمعة بالتذكير بأن أي نعمة يسعد بها الانسان فالله تعالى هو المنعم بها، مصداقا لقوله تعالى "وما بكم من نعمة فمن الله"، موضحا أن من أعظم نعم الله على الإنسان نعمة الأمن والاطمئنان على النفس والعرض والمال، تستوجب حمد الله وشكره عليها بما يضمن دوامها ويحقق مزيدها وتواصلها. ومن شكر النعم واستدامتها، يضيف الخطيب، عزم المؤمنين وثباتهم وإقدامهم ويقينهم، أمام كل أنواع الفتنة وضروب التنطع، " فأما ثبات المؤمنين فيكون بمعرفة الحق والتمسك به وعدم المساومة فيه، ورفض التأويلات الفاسدة للدين، والدعاوى الباطلة التي يبغي المفسدون الدخول منها على عقول المؤمنين، ليشككوهم في عقائدهم ومذاهبهم، ويلبسوا عليهم الحق كما هو دأب الشياطين، وأما إقدامهم فيكون في المبادرة إلى العمل النافع، والمسارعة إلى الخيرات، غير مكترثين بما يقوله المبطلون، الذين لا هم لهم إلا إرباك العاملين الصالحين، وصرفهم عن البناء والتشييد". وتابع في السياق ذاته أن يقين المؤمنين في مواجهة مكايد الفتانين يتجلى في أمور كثيرة منها جزمهم بأن الحق ظاهر، وأن الباطل زاهق، وأن العاقبة للمتقين، مذكرا بأنه قد مرت بالمسلمين في تاريخهم فتن كثيرة، تصدى لأصحابها ولاة الأمر والعلماء والصلحاء وعامة الناس فقضوا عليها قضاء مبرما، "وهو ما يصدق على بلدنا المصون، حيث تربصت به النحل ودعوات الضلال غير ما مرة، فما لبثت أن تكسرت على صخرة صمود أهله البررة الصامدين". أما الأمر الثاني الذي يتجلى فيه يقين المواطنين، يقول الخطيب، فهو "استمرار الالتفاف حول أمير المؤمنين، في جبهة متراصة البنيان للدفاع عن قضايا الوطن، التي هي من صميم قضايا الدين، وعلى رأسها الأمن الذي لا يستقيم شرع الله بدون توفره واستتبابه". ومن جهة أخرى سجل الخطيب أن "من فضل الله تعالى على هذه الأمة أن قيض لقيادتها سبط نبيه المصطفى، صلى الله عليه وسلم، أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس أعز الله أمره، الذي تشهد له الأمة بالقيام على العبادة الكبرى، وهي حراسة البلاد وإسعاف العباد وما نراه من الترحال للتفقد وإنشاء المرافق، والاطلاع على أمور الدين والدنيا"، موضحا ان "المساجد تدعو لجلالته لأنه يبنيها ويرعاها، وأهل الصلاح من علماء الأمة وأئمتها وذاكريها، يدعون له لأنه يحبهم ويحبونه، كما يدعو له سائر أفراد الأمة ولا سيما المغاثون والملهوفون والمحتاجون". وأكد أن لأمير المؤمنين أيادي بيضاء على المغرب كله، وله على هذه الأقاليم الجنوبية أفضال لا تحصى، وحكمته في تدبير شئونها مثال يحتذى، مشيرا إلى أن "المؤمنين الصادقين يرون ويشهدون أنه يبلغ رسالة جده المصطفى عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام، قولا وعملا".