تنطلق الدورة الثانية والعشرون من المعرض الدولي للنشر والكتاب بمدينة الدارالبيضاء، في 12 فبراير الجاري، بمشاركة 668 عارضا، من دور نشر وتوزيع، ومؤسسات حكومية، ومعاهد وجامعات، وجمعيات مدنية، من 44 بلدا؛ وسيُعرض في مختلف أروقته 103002 عنوان. وفي خضمِّ تنامي مخاطر التطرّف، كشفَ مسؤولو وزارة الثقافة أنَّ اللجنة المُشرفةَ على النظر في مضامين الكتب، والمُشكّلة من ممثلين عن وزارات الثقافة، والاتصال، والأوقاف، واتحاد الناشرين المغاربة، تعملُ على تفادي دُخول الكتب التي تحرّض على العنف والكراهية والتطرّف، أو الماسّة بثوابت المغرب. وقالَ الكاتب العامّ لوزارة الثقافة، لطفي المريني، إنَّ هذه الكتُبِ، وإنْ كانت محدودة، "لا يجبُ أن تدخل إلى المغرب"، مضيفا: "نحنُ نقومُ بحمايةٍ زجريّة قويّة للحيلولة دون دخولها"؛ فيما أكد مديرُ مديرية الكتاب، حسن الوزاني، أن ذلك لا يعني أنَّ هُناكَ توجّها لمنْع عرْض كُتُبٍ مُعيّنة في المعرض. وأوضح الوزاني، في تصريح لهسبريس، أنَّ اللجنة المُشرفة على النظر في محتويات الكتُبِ المُرشّحة للعرض لم يسبقْ لها أنْ منعتْ كُتُبا، بما في ذلك الكُتبُ القادمة من دُوَلٍ منعتْ عرْضَ كُتبٍ مغربيّة في معارضها. وتحلّ دولة الإمارات العربية المتحدة ضيف شرف على الدورة الحالية للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدارالبيضاء، الذي يُناهز عدد الأنشطة التي من المزمع تنظيمها في فضائه 132 نشاطا ثقافيا، تتضمن ندوات موضوعاتية ولقاءات مباشرة بين المبدعين والجمهور، علاوة على أنشطة خاصة بالأطفال، بمعدل 13 نشاطا في اليوم. وتتصدّر العناوين الأدبية لائحة الكتب التي ستُعرَض خلال المهرجان بنسبة 25 بالمائة. وحسب المعطيات التي قدمها مسؤولو وزارة الثقافة، في ندوة صحافية صباح اليوم بالرباط، فإن العناوين العربية تتصدّرُ قائمة الكتب التي ستُعرض، بنسبة 68 بالمائة (70042 كتابا)، في حين يبلغ عدد الكتب المكتوبة باللاتينية 32960 كتابا. وزير الثقافة، محمد الأمين الصبيحي، قال في كلمة ألقاها نيابة عنه الكاتب العام للوزارة، لطفي المريني، إن أبرز إضافة تعرفها دورة هذه السنة من المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدارالبيضاء هي إطلاق منصّة بيع الحقوق، التي ستعرف تنظيم لقاءات مهنية بتعاون مع مصلحة التعاون والعمل الثقافي التابعة للسفارة الفرنسية بالمغرب، واتحاد الناشرين المغاربة. واعتبر وزير الثقافة أن إحداث منصة لاقتناء الحقوق، سيحوّل المعرض الدولي للنشر والكتاب بالبيضاء إلى "سوق دولية لتداوُل حقوق النشر". وتروم منصة شراء الحقوق فسح المجال أمام الناشرين، ومقتني حقوق النشر، والمهنيين، والباحثين عن جديد المطابع، والوكلاء الأدبيين الذين سيفدون من حوالي عشرين بلدا. الصبيحي قال إن الدورة القادمة من المعرض الدولي للنشر والكتاب تندرج في إطار "الورش الكبير للمغرب الثقافي الذي انخرطت فيه الوزارة بمعيّة كافة شركائها"، مشيرا إلى أنَّ الصيغة الجديدة لدعم نشر الكتاب، التي أطلقتْها الوزارة منذ سنتين، مكّنت خلال السنتين الماضيتين من دعم 879 مشروعا. وجواباً على سؤالٍ حوْل الجدوى من هذا الدعم الذي تقدمه الوزارة، في ظل استمرار غلاء الكتُب، اعترفَ الكاتب العامّ لوزارة الثقافة، بأنَّ الدعمَ المُقدّم للناشرين لمْ يُفْضِ إلى تخفيض أسعار الكتب، وعزَا ذلك إلى أنّ المرحلة الحالية "هي مرحلة أوَّلية لتأهيل وتطوير صناعة الكتاب". ولفت المسؤول ذاته إلى أن "هامش المخاطرة في هذه الصناعة عالٍ جدّا، ونحنُ نسعى إلى تقليص هذا الهامش"، غيْرَ أنّه أكّدَ أنَّ الوزارةَ ستمرُّ بعْد "فترة التأهيل" إلى ربْط الدّعم بالثمن الذي يباع به الكتاب في السوق المغربية.