الخطاب التاريخي لجلالة الملك محمد السادس لحمة ملك وشعب في الفعل التاريخي سيدي رشيد غلام، أتحدث إليك من منطلق العمل الجماعي، الذي يربطنا مع أبينا الروحي: السيد الحاج كمال لحلو، داخل إذاعة كازا إف إم، ومجموعة إم إف إم، حيث يجمعنا الرزق وخدمة المستمعات والمستمعين، ويوحدنا حب الوطن؛ ولا ضير أن تخالفني أو أخالفك القناعات وقد أشعرتك بهذا مرارا ما دمنا نتعايش على أرض القرآن والكرم والخير: المملكة المغربية. إني والله قد وددت لو أن أجوبتك اتخذت مسارا آخر، تتجنب فيه الجراحات التي شغلت في الزمن والعهد الماضي أفكار الناس وأوقاتهم بدون جدوى، منذ سنة(1967 و 1968م)، حين تقلب قبلها سيدي عبدالسلام ياسين في أثواب قناعات فكرية،حطت رحالها في محطة الزاوية البوتشيشية؛ وهذه صفحات لملف تاريخي بين رجلين، الأول انتقل إلى جوار ربه،وهو: المرحوم برحمة الله، جلالة الملك الحسن الثاني. والآخرهو: سيدي عبدالسلام ياسين. ماذا حدث؟ ولماذا حدث ماكان كما كان؟ مما وقع وحكي، من الأمور التي تطوى ولا تروى، في أسئلة وأجوبة يجمعها قول ربنا عز وجل في سورة الزمر(39/31): "إنك ميت، وإنهم ميتون، ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون". أما اليوم، فالذي نحن فيه، أمور ومشكلات، ومستجدات خطيرة، تستلزم منا بذل الجهود، وجمع الطاقات والأفكار، لاجتثاث الناس وتخليصهم مما يوقع في الشتات، ويسبب الفرقة في زمن كثرت فيه الفتن، وهبت فيه رياح للتغيير المشرقي ومحيطه وفلكه. فلأن يكون كلامك مفتاحا لفاتحة خير، تغلق به أبواب الشر المتنحنحة ببهرجتها وزركشاتها، خير لك من أن تكون عكس ذلك في بحر متلاطم الأمواج العاتية القاتلة. وإني لعلى يقين أن عددا من القراء أو المتتبعين أو المتفرجين، أو رواد المواقع الفايسبوكيين أو التويتريين أو غيرها، من الشابات والشباب ، الصغار والكبار من الذكور والإناث، قد تعجبهم بعض الكتابات، كخرجاتك هذه في هذا الاستجواب، ولكن ما محلها من الإعراب في وقت نحتاج فيه إلى من يعيننا على حماية (بيضة الدين)، ووحدة الوطن، والمحافظة على الثوابت المكتسبة من مورثونا المتنوع والحضاري؟ في زمن كثرت فيه آليات التفرقة والتشتيت، وتفنن فيه المفتنون لدغدغة المشاعر والعواطف الزائفة الزائلة، وجد فيه آخرون لتعطيل حركية العقل المغربي المتزن، الذي يجمع ولا يفرق، ويوحد ولا يشتت، ويحبب ولا يكره، وييسر ولا يعسر، ويبشر ولا ينفر. هي حروف في سطور أكتبها إليك وإلى كل شابة وشاب مغربي، أضمنها عبارات الأخوة والمحبة التي لمستها وتلمسها في علاقتنا، وأصرح فيها للكل وإن اختلفت مشاربنا ووسائل انشغالنا وعملنا، أن التاريخ سيسجل تخاذلنا وخذلاننا، إن لم نجدد عهدنا مع الحاضر الظاهر الواضح، المتشبث بالماضي المغربي الأصيل، الممتد للمستقبل الزاهر الراق، في وحدة المكان وثلاثية الزمان، وثلاثية الشعار الخالد:" الله، الوطن، الملك". *المستشار الديني لإذاعة كازا إف إم ومجموعة إم إف إم تفي. خطيب وواعظ بالمسجد المحمدي بالحبوس، بالمشور السعيد، الدارالبيضاء أستاذ زائر سابق لمادة بلاغة القرآن كلية الآداب والعلوم الإنسانية بعين الشق البيضاء. أستاذ مادة التربية الإسلامية بالتعليم الثانوي التأهيلي، الفداء درب السلطان.