بعد اجتماع طارئ لها في جنيف السويسرية، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن فيروس "زيكا"، الذي يشتبه في كونه سببا في تشوهات خلقية، أصبح يشكل تهديدا عالميا، معلنة "حالة طوارئ عالمية". هذا النوع من اجتماعات منظمة الصحة العالمية، التابعة للأمم المتحدة، نادر ويدل على قلقها من انتشار الفيروس على المستوى العالمي، كما يشير إلى أنها تريد محو ذكرى الانتقادات التي تعرضت لها بعد تحركها الذي اعتبر ضعيفا جدا في مواجهة وباء "إيبولا"، الذي شهدته أفريقيا مؤخرا. وقالت المنظمة إن هناك "شكوكا قوية" بوجود علاقة سببية بين فيروس "زيكا" الذي ينقله البعوض وارتفاع حالات صغر الرأس عند المواليد واعتبرته "حالة طوارئ صحية على المستوى العالمي". وحذّرت "الصحة العالمية"، في وقت سابق، من الانتشار السريع للبعوض الذي ينقل "زيكا" على نطاق واسع، وتوقعت أن يصل عدد المصابين في الأمريكتين، حيث يتفشى المرض، ما بين ثلاثة وأربعة ملايين شخص خلال هذا العام. وبحسب "OMS"، فإن مرض فيروس "زيكا" ينتج عن فيروس ينقله البعوض، حيث يشكو الأشخاص المصابون ب"زيكا" من الحمى الخفيفة والطفح الجلدي (الطفحية) والتهاب الملتحمة، وعادة ما تستمر هذه الأعراض لمدة تتراوح بين يومين و7 أيام، في حين لا يوجد حالياً أي علاج محدد لهذا المرض أو لقاح مضاد له، وتبقى أفضل طريقة للوقاية منه هي الحماية من لسع البعوض. وتعد الدول الإفريقية ودول أمريكيا اللاتينية من أكثر الدول التي يستهدفها هذا الفيروس، حيث كشفت مديرة منظمة الصحة العالمية، ماركاريت شان، أن "زيكا" لا يزال يلفه الغموض، في حين لم تحدد أسبابه ونتائجه بشكل دقيق. البرازيل، التي تضررت من هذا الفيروس، دقت ناقوس الخطر منذ أكتوبر الماضي، حيث سجلت 270 إصابة مؤكدة بصغر الجمجمة، مع الاشتباه في 3448 حالة خلال سنة 2014، فيما حذرت دول أخرى؛ ككولومبيا والسلفادور والإكوادور وجامايكا، بالإضافة إلى بورتوريكو، من انتشار أعراض هذا الفيروس. في المقابل، لم تصدر منظمة الصحة أي توصيات تتعلق بالسفر إلى المناطق التي ينتشر فيها الفيروس، بينما أكدت أن أفضل وقاية من المرض هي إزالة المياه الراكدة التي ينتشر فيها البعوض واستخدام مواد تطرد هذه الحشرات.