سادت حالة من القلق بين العديد من الدول بسبب بعوضة مصرية تعرف علميا ب”الزاعجة المصرية”، تهدد الأجنة وتؤثر على حجم الجمجمة، كما أنها تحد من نمو الدماغ. وأوضح الخبراء أن فيروس “زيكا” ينقله البعوض إلى الأشخاص عن طريق لسع البعوض حامل المرض إلى شخص آخر، وهى البعوضة نفسها التي تنقل حمى الضنك والشيكونغونيا والحمى الصفراء. وظهر فيروس زيكا فى دول امريكا الجنوبية ( البرازيل ، وكوستاريكا والارجنتين والاكوادور)، وبدأ فى الزحف شمالا إلى الولاياتالمتحدةالامريكية، حيث إنه ينتقل عن طريق نوع من البعوض يسمى “الايدس”، مما دعا منظمة الصحة إلى إطلاق تحذير للسيدات الحوامل من السفر لهذه المناطق تجنباً للإصابة بالمرض، الذى يؤدى إلى تشوهات الاجنة في أرحام أمهاتهن وولادتهم بمخ صغير الحجم غير مكتمل النمو، الأمر الذى يتسبب فى إصابتهم بعاهات مستديمة بعد الولادة. وأوضح خبراء الصحة البرازيلية، أن البلاد البالغ سكانها 200 مليون “شهدت حتى 16 يناير الجاري ولادة 3893 طفلا، رؤوس جميعهم صغيرة” بسبب فيروس “زيكا” المعروف باسم “الزعاج المصري” المتخصص بنقل حمى الضنك ونظيرتها الصفراء. أعراض المرض يشكو الأشخاص المصابون بفيروس زيكا من الحمى الخفيفة والطفح الجلدي (الطفحية) والتهاب الملتحمة. وفترة الحضانة لفيروس زيكا غير واضحة، ولكنها تمتد على الأرجح لعدة أيام، وتشبه أعراضه أعراض العدوى بالفيروسات الأخرى المنقولة بالمفصليات، وتشمل الحمى والطفح الجلدي والتهاب الملتحمة والألم العضلي وآلام المفاصل والتوعك والصداع. وعادة ما تكون هذه الأعراض خفيفة وتستمر لمدة تتراوح ما بين يومين و7 أيام. وتتمثل أفضل طريقة للوقاية منه في الحماية من لسع البعوض، لأنه لا يوجد حالياً أي علاج محدد لهذا المرض أو لقاح مضاد له. ”زيكا” يهدد العالم فيروس زيكا استمد اسمه في 1947 من غابة أوغندية، ظهر في قرودها لأول مرة ذلك العام، وأصبح يهدد حتى دورة الألعاب الأولمبية الموعود تنظيمها في مدينة ريو دي جانيرو الصيف المقبل، وقد انتقل واستقر، وفقا لآخر تقرير صدر الاثنين الماضي عن منظمة الصحة العالمية، في 21 دولة ومنطقة بأمريكا الوسطى والجنوبية حتى الآن، وبدأ يعبر حدود القارة بشهية كبيرة لغزو مزيد من الدول، وسط عدم القدرة على وقف انتشاره حيث يتكاثر البعوض. وسبب انتشار “زيكا” السريع في القارة الأمريكية حاليا، هو أنه جديد عليها وعلى سكانها، ممن أجهزة المناعة غير محصنة فيهم لمكافحته، وهو يظهر بعد عضة من بعوضة، ثم تبدأ أعراضه التي تستمر أسبوعا، باحمرار في العينين، مع حرارة مرتفعة، يرافقها تعب وطفح جلدي موزع وآلام بالمفاصل. وأوضحت منظمة الصحة أنه لم يتم التثبت بعد من أنه ينتقل، ولا العلة التي يسببها أيضا، من شخص إلى آخر، إلا عبر الحيوان المنوي أو نقل الدم. كما يعتقد خبراء برازيليون أن “زيكا” وصل إلى البرازيل من مصابين أفارقة، حضروا “مونديال” كأس العالم في 2014 بكرة القدم. ولاحظت السلطات الصحية في البرازيل مؤخراً زيادة معدلات العدوى بفيروس زيكا بين عامة الناس وزيادة في عدد الأطفال المصابين بصغر الرأس عند الميلاد في شمال شرق البرازيل. وقد وجدت الوكالات التي تعكف على تحري فاشيات فيروس زيكا مجموعة متنامية من البيانات التي تشير إلى الصلة بين فيروس زيكا وصغر الرأس. ومع ذلك، فيلزم إجراء المزيد من التحريات كي نفهم الصلة بين صغر رأس المواليد وفيروس زيكا. كما يجري بحث الأسباب المحتملة الأخرى. ويقول باحثون في البرازيل ومنظمة الصحة العالمية إن هناك أدلة متنامية تربط بين الفيروس زيكا وصغر الرأس (مايكروسيفالي)، وهو خلل في النظام العصبي يؤدي إلى مواليد ذوي رؤوس وأدمغة أصغر من المعتاد. وفي شمال شرق البرازيل، رصدت زيادة كبيرة في حالات المواليد المصابين بصغر الرؤوس والأدمغة، وقالت وزارة الصحة البرازيلية إن حالات الإصابة المشتبه بها بين المواليد بالمايكروسيفالي ارتفعت إلى 3893 حالة حتى 16 يناير، حيث يوجد في البرازيل أعلى معدل للعدوى بفيروس زيكا، يعقبها كولومبيا، كما وردت تقارير عن تفشي الفيروس في الإكوادور والسلفادور وغواتيمالا وهايتي وهندوراس والمكسيك وبنما وبراغواي وبويرتوريكو وسورينام وفنزويلا ودول أخرى. كما قالت وزارة الصحة في كولومبيا إن زيكا أصاب 13500 شخص في البلاد، ويمكن أن يشهد هذا العام سبعمئة ألف حالة، لذا نصحت وزارة الصحة في كولومبيا النساء بتأخير الحمل ما بين ستة وثمانية أشهر لتفادي مخاطر محتملة ذات صلة بزيكا. أما وزارة الصحة في جاميكا نصحت النساء بتأجيل الحمل ما بين ستة أشهر وعام، بينما نصحت السلفادور نساءها بتأجيل الحمل حتى عام 2018. الوقاية ينبغي على المسافرين اتخاذ التدابير الوقائية الأساسية الموضحة أعلاه من أجل حماية أنفسهم من لسع البعوض. عادة ما يكون مرض فيروس زيكا خفيفاً نسبياً ولا يتطلب علاجاً محدداً. وينبغي للأشخاص المصابين بفيروس زيكا أن يحصلوا على قسط كبير من الراحة، وأن يشربوا كميات كافية من السوائل، وأن يعالجوا الألم والحمى باستخدام الأدوية الشائعة. وفي حال تفاقم الأعراض يتعين عليهم التماس الرعاية والمشورة الطبيتين. ولا يوجد حالياً لقاح مضاد لهذا المرض