بعد الانتهاء من مراسيم دفن الطالب، عمر خالق بمقبرة إكنيون بإقليم تنغير، لم تغادر جموع المشيعين محيط المقبرة، بل تنظموا في حلقة، ثم ساروا في مظاهرة توقفت قبالة قيادة المركز، احتجاجا على مقتل الملقب في أوساط الحركة الثقافية الأمازيغية ب"إِزْم"، والتي تعني "الأسد". أحد أفراد عائلة الفقيد تناول الكلمة، وتحدث بالنيابة عن الأسرة المكلومة، فشكر "الذين قطعوا المسافات من مختلف ربوع المغرب ليشاركوا عائلة خالق مرارة الفقد"، كما تحدث عن خصال المرحوم ووصفه بأنه "شهيد القضية الأمازيغية"، وعبر عن امتنانه البالغ لزملائه وأصدقائه. ومن جهته تحدث أحد الطلبة الذين قدموا من مراكش، وأخبر الحاضرين بأن "المعتدين على عمر باغتوه دون أن تكون هناك أي مواجهة أو صِدام، وإنما هاجموه وهو في طريقه إلى منزله"، مضيفا أن "قتلته طلبة ذوو نزعات انفصالية، ينتمون إلى ما يُعرف بالبُوليساريو". واتفق الجميع على أن "عمر خالق ينتمي إلى الحركة الثقافية الأمازيغية"، مشددين على أنها "حركة سلمية تتبنى النضال السلمي، وأن المنضوين تحت رايتها لا ينتظرون مقابلا ماديا أو امتيازات ريعية كي يعلنوا انتماءهم للمغرب، أو يدافعوا عن بلدهم وأرض أجدادهم، كما هو الشأن بالنسبة إلى قتلة عمر". وأكد الحاضرون في الوقت ذاته أن الطالب الراحل "ينتمي إلى مجال جغرافي مُهمّش، تغيب فيه أبسط ظروف العيش الكريم، من مستشفيات وجامعات وطرقات، لكنه مجال قَدّم وما يزال يُقدّم القرابين دفاعا عن الوطن" بحسب تعبير معزين. الحزن على رحيل عُمر، والأسف الذي غمر قلوب المشيعين على طريقة قتله لم يمنعا اسمي رئيس الحكومة، عبد الإله بنكيران، ووزير التعليم العالي، لحسن الداودي، من التداول في مُداخلات الذين تناولوا الكلمة من النشطاء الأمازيغ القادمين من مختلف المدن. وتساءَل ناشط أمازيغي عن سبب "تفضيل بنكيران لطالب ينتمي إلى فصيل إسلامي، لقي مصرعه قبل أزيد من سنة في صدام طلابي، إذ تنقل هو ووزيره في التعليم العالي نحو مسقط رأسه، وقدما تعازيهما لأسرة الفقيد". وأضاف المتحدث "لم نرَ لبنكيران و الداودي أثرا في جنازة عمر، ولم نسمع منهما تعزية في مقتل طالب ينتمي إلى الحركة الأمازيغية، رغم أنه من المفروض أن بنكيران رئيس حكومة جميع المغاربة". ولم يفت أغلب المتدخلين أن يطالبوا الدولة بتحمل مسؤوليتها تجاه المواطنين، مشددين على "ضرورة أن ينال الضالعون في قتل عمر جزاءهم، إذ لا يختلفون عن الإرهابيين في شيء"، وفق تعبيرهم.