أعلنت منظمة الصحة العالمية أن ظاهرة النينيو تهدد 60 مليون إنسان على الأقل بالدول النامية، مشيرة إلى طلب سبع دول دعما ماليا بلغ 76 مليون دولار لمواجهة آثار الظاهرة. والنينيو هو ظاهرة يحدث فيها ارتفاع في درجة الحرارة في اتجاه شرق المحيط الهادي الاستوائي بشكل يؤثر على أنماط هطول الأمطار ودرجات الحرارة في أجزاء كثيرة من العالم، وبشكل مكثف في المناطق الاستوائية في أفريقيا وآسيا والمحيط الهادي وأميركا اللاتينية. وأضافت المنظمة العالمية في بيان أمس الجمعة، أن هناك عواقب صحية وخيمة تترتب على حالات الطوارئ هذا العام بسبب ظاهرة النينيو، موضحة أن الأضرار الناجمة عن الظاهرة يتم ملاحظتها ابتداءً من إثيوبيا إلى هايتي وحتى بابوا وغينيا. وبحسب البيان، قال مدير إدارة المخاطر في حالات الطوارئ وإدارة الاستجابة الإنسانية بالمنظمة ريتشارد برينان إنهم يرجحون استمرار تأثير الظاهرة على الصحة العامة طوال العام الجاري 2016، مضيفا أنه يجب على الحكومات أن تستثمر الآن في تعزيز جهود التأهب والاستجابة لمنع الوفيات والأمراض. وحسب تقرير المنظمة، يمكن للأمطار الشديدة الغزارة والفيضانات والجفاف وارتفاع درجات الحرارة أن تؤدي إلى انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية وتفشي الأمراض، فضلا عن نقصٍ حادٍ في المياه وتعطل الخدمات الصحية. وأعربت المنظمة عن توقعها أن يكون عاما 2015 و2016 الأسوأ بالنسبة لظاهرة النينيو مقارنة بعامي 1997 و1998. وحتى الآن طلبت سبع دول معرضة للخطر، وهي إثيوبيا وليسوتو وكينيا وبابوا غينياالجديدة والصومال وتنزانيا وأوغندا، دعما ماليا لمواجهة تكاليف الرعاية الصحية بسبب ظاهرة النينيو بلغ 76 مليون دولار. وتسببت الأمطار الغزيرة والفيضانات في شرق أفريقيا في مخاطر مثل وباء الكوليرا الذي أصاب 12 ألف شخص في تنزانيا في الآونة الأخيرة، كما ستواجه دول أخرى تفشي المرض. وفي القرن الأفريقي تؤثر الأمطار الغزيرة على 22 مليون شخص، فضلا عن وجود خطر انتقال الملاريا وتفشي الأمراض المعدية الأخرى، بما في ذلك الحصبة والكوليرا، مع ارتفاع معدلات سوء التغذية. وأوصت المنظمة بضرورة اتخاذ الخطوات اللازمة للحد من الآثار الصحية الناجمة عن ظاهرة النينيو ومنعها، بما في ذلك مراقبة الأمراض والتحكم في انتقالها عبر التطعيم مثلا، وتحسين خدمات المياه والصرف الصحي وتوفير الرعاية الطبية.