ارتفع عدد ضحايا إعصار توماس إلى ثمانية قتلى في هاييتي، وسط مخاوف من أن يؤدي الفيضان الناجم عن العاصفة إلى تفاقم تفشي الكوليرا في الدولة الكاريبية الفقيرة التي لم تتعاف بعد من كارثة الزلزال المدمر الذي ضربها مطلع العام الحالي. وأسفرت العاصفة أيضا عن فقدان شخصين وإصابة 11 آخرين على الأقل رغم تفادي هاييتي السيناريو الأسوأ بعد أن تجاوز الإعصار معظم أراضيها وتراجع إلى مستوى العاصفة الاستوائية. وحدثت بعض الفيضانات في عدد من المناطق في جنوب غرب ووسط البلاد، وألحقت العاصفة أضرارا بالكثير من المنازل وأسقف الأكواخ. لكن العاصمة بورت أو برنس، التي تعرضت لدمار كبير جراء زلزال ضرب البلاد في يناير الماضي، لم يلحق بها سوى بعض الأضرار المحدودة. ومع إقامة حوالي مليون شخص في خيام وملاجئ مؤقتة في جميع أنحاء منطقة الزلزال، يحاول مسؤولو الصحة العامة احتواء تفشي وباء الكوليرا، الذي بدأ الشهر الماضي في منطقة نائية غير أنه لم يصل بعد إلى المخيمات في العاصمة المكتظة بالمشردين جراء الزلزال. وقال مسؤولو الصحة في هاييتي إن إجمالي عدد وفيات الكوليرا ارتفع إلى 500 شخص مطلع الأسبوع الجاري فضلا عن إصابة أكثر من 7350 شخصا. وتسببت الكوليرا التي بدأت تتفشى في هاييتي في العشرين من أكتوبر الماضي، في وفاة 32 شخصا كل يوم وإدخال 404 أشخاص يوميا إلى المستشفيات للمعالجة، حسب إحصاءات رسمية. وكشفت نتائج تحاليل مختبرات عامة أميركية نشرتها السلطات الهاييتية مؤخرا أن البكتيريا المسؤولة عن الوباء مشابهة لنوع من البكتيريا اكتشف في آسيا. وتخشى سلطات هاييتي تفشيا جديدا لوباء الكوليرا بسبب الفيضانات التي تسبب بها مرور الإعصار الذي ضرب البلاد، خاصة أن 1.3 مليون هاييتي من أصل عشرة ملايين نسمة في البلاد يعيشون في مخيمات للاجئين منذ الزلزال المدمر، ما يزيد المخاوف من وباء الكوليرا، وهو مرض شديد العدوى يساعد القصور في الشبكات الصحية وغياب النظافة في انتشاره.