توقعت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أن يفوق عدد ضحايا زلزال هايتي كثيرا ضحايا كارثة تسونامي التي ضربت المحيط الهندي عام 2004، وأودت بحياة نحو 230 ألف شخص، فيما توقع رئيس وزراء هايتي جان ماكس بيلريف أن تتجاوز حصيلة قتلى الزلزال المدمر الذي ضرب بلاده الثلاثاء 100 ألف قتيل. وتواترت الأنباء عن أعداد ضحايا قوات حفظ السلام الدولية في هايتي، وموظفي الأممالمتحدة التي انهار مقرها المكون من 5 طوابق في الزلزال الذي خرب عاصمة البلاد.وقال بيلريف في تصريحات صحفية إنه "من الصعب تحديد عدد الضحايا والمباني التي دمرت، مع السكان في داخلها أعتقد أننا سنتخطى حصيلة من 100 ألف قتيل". من جانبه قال الرئيس بريفال في تصريحات لصحيفة ميامي هيرالد الأمريكية: "المشهد في العاصمة بورت أو برنس لا يمكن تخيله فالبرلمان انهار ومصلحة الضرائب والمدارس والمستشفيات انهارت"، مناشداً دول العالم مساعدة بلاده في مواجهة الكارثة التي خلفها الزلزال. وقال الصليب الأحمر إن ما يربو على ثلاثة ملايين شخص قد تأثروا بالزلزال، ويوجد أسقف العاصمة المونسينيور جوزيف سيرج ميو من بين القتلى، بحسب موقع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي". وتحدثت تقارير عن انهيار السجن المركزي في العاصمة، وقال ناطق باسم وكالة إغاثة تابعة للأمم المتحدة إن عددا من نزلائه قد تمكنوا من الهروب، فيما تسبب الزلزال في تدمير كل مستشفيات العاصمة ولم يبق سوى مستشفى وحيد عامل، هو المستشفى الأرجنتيني الذي استقبل حتى الآن800 نزيل معظمهم من الأطفال والنساء. وبسبب انقطاع وسائل الاتصال، لا يمكن معرفة مدى الدمار الذي لحق بالعاصمة، غير أن التقارير تتحدث عن تكدس الجثث في الشوارع، وسعي الأهالي إلى التعرف على أقاربهم من قتلى الزلزال. وقد تضررت من الزلزال بلدتان قريبتان من بور أوبرانس هما جاكميل وكارفور، وقدرت يونيسيف حجم خسائر جاكميل بانهيار خُمس بناياتها. ولم تستطع السلطات الهاييتية على الفور تقديم أية حصيلة بعدد القتلى والجرحى بعد الزلزال بقوة 7 درجات الذي ضرب مساء الثلاثاء العاصمة الهاييتية التي يقطنها أكثر من مليوني نسمة. ضحايا دوليون وفيما أكد رئيس هاييتي أن رئيس بعثة حفظ السلام التونسي الهادي عنابي، قد لقي حتفه تحت أنقاض مقر البعثة الأممية، لم تؤكد الأممالمتحدةالخبر، واكتفت بذكر أن أكثر من 200 شخص فقدوا تحت أنقاض مقر قيادة القوات الدولية في هاييتي وأن رئيس البعثة نفسه بين المفقودين. وقالت المنظمة الأممية يوم الأربعاء: إن 16 من أفراد بعثتها لقوا حتفهم حينما انهار مقرهم ومبانٍ أخرى خلال زلزال مدمر، وتوقعت أن يزداد عدد الوفيات، وقالت سوزانا مالكورا المسئولة الرفيعة في مجال حفظ السلام بالأممالمتحدة إن التقدير المبدئي لعدد المصابين هو 56. وقال قائد قوات حفظ السلام الين لي روي إنه من المتوقع أن يرتفع بشدة العدد النهائي لوفيات الأممالمتحدة مع استمرار عمال الإنقاذ في البحث في أنقاض المقر المؤلف من خمسة طوابق والمباني الأخرى، مضيفاً أن "عدد الإصابات والقتلى سيكون مرتفعا جدا". وتضم بعثة الأممالمتحدة لتحقيق الاستقرار في هاييتي نحو 7000 جندي و2000 شرطي إلى جانب 500 مدني أجنبي و1200 موظف محلي. في السياق ذاته ألغى كل من وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، ووزير الدفاع روبرت جيتس رحلتيهما إلى أستراليا، وعادا إلى أمريكا لمتابعة إجراءات مساعدة هاييتي، وتوقعت كلينتون أن يكون عدد ضحايا الزلزال أعلى كثيرا مما خلفه تسونامي الذي ضرب المحيط الهندي عام 2004، وأودى وقتها بحياة نحو 230 ألف شخص. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية بي.جيه. كرولي إنه يعلم باحتمال أن يكون ثلاثة أمريكيين لقوا حتفهم في الزلزال. كما أعلن الأردن مقتل 3 عسكريين أردنيين من قوات حفظ السلام العاملة في جزيرة هاييتي وإصابة 23 آخرين، بالإضافة إلى إصابة 5 أردنيين ضمن بعثة الأممالمتحدة بجراح طفيفة. كذلك أفادت وسائل إعلام صينية بقتل ثمانية جنود صينيين وفقدان عشرة آخرين، في حين أشارت البرازيل إلى مقتل 11 على الأقل من أفراد بعثتها. هاييتي يشار إلى أن جمهورية هاييتي الواقعة بمنطقة الكاريبي تعاني مما يوصف بأسوأ مستويات الفقر بنصف الكرة الغربي، وقد حولت حالة عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي المستعمرة الفرنسية التي كانت غنية ذات يوم إلى دولة تعاني من الفقر المدقع. ويعيش نحو 80% من السكان الذين يربو عددهم على تسعة ملايين نسمة على الهامش وبأقل من دولارين أمريكيين يوميا. وهاييتي هي أول بلد بمنطقة أمريكا اللاتينية يحصل على استقلاله وذلك في العام 1804، ولا تتعدى مساحته 28 ألف كيلومتر مربع، ويعيش نحو 1.2 مليون من السكان في العاصمة بورت أو برنس، وغالبية السكان ينحدرون من أصول إفريقية وهم من الكاثوليك وإن كانت عبادة الفودو لا تزال تمارس هناك أيضا. وعندما انتخب جان بيرتراند أرستيد، وهو قس سابق، رئيسا للبلاد عام 1990 بعد 30 عاما عاشتها في ظل حكم عائلة دوفالير والجيش بدت البلاد تتطلع إلى مستقبل أفضل. بيد أن التقدم الاقتصادي والسياسي توقف، واتهمت حكومة أريستيد بالفساد وإساءة استخدام السلطة، وفي خاتمة المطاف طرد من البلاد عقب مصادمات عنيفة عام 2004. ونشرت قوات حفظ سلام أممية منذ العام 2004 في مسعى لاستعادة الأمن، وقد استمرت هاييتي تعاني من الكوارث الطبيعية ومنها العواصف والفيضانات والزلازل والبراكين مع تأثيرات كارثية.