انتشلت فرق الإنقاذ 4 أشخاص أحياء من تحت الأنقاض في عاصمة هايتي وسط عجز المستشفيات عن استيعاب المزيد من الجرحى وانتشار آلاف المشردين في شوارع بور أوبرانس، بعد خمسة أيام من الزلزال المدمر.وتمكنت فرق إنقاذ تركية وأميركية من انتشال رجل وطفلة في السابعة ومواطنة أميركية من تحت إنقاذ متجر وسط العاصمة، بينما انتشل فريق إنقاذ آخر موظفا دوليا دانماركيا حيا من تحت أنقاض مقر بعثة الأممالمتحدة. وكانت جثة رئيس البعثة التونسي هادي عنابي انتشلت أول أمس بعد أن قضى مع نائبه البرازيلي، لويس كارلوس دا كوستا، القائم بأعمال قائد شرطة الأممالمتحدة في هايتي الكندي دوج كوتس. وقضى بمقر البعثة أيضا عشرات آخرون تحت ركام المبنى، فيما يستمر البحث عن المئات الذين ما زالوا في عداد المفقودين. وقال رئيس وزراء هايتي ماكس بيليريف في وقت سابق إنه انتشلت 25 ألف جثة، في حين تتواصل عمليات انتشال جثث ضحايا الزلزال. في هذه الأثناء بات عشرات الآلاف لليوم الخامس ليلتهم في العراء خوفا من حدوث هزات ارتدادية، رغم انتشار آلاف الجثث المتحللة في الشوارع، ما ينذر باحتمال تفشي الأوبئة وسط الناجين من الزلزال، الذي بلغت قوته سبع درجات على مقياس ريختر. وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن مستشفياتها لم تعد قادرة على استيعاب المصابين. وأشار المتحدث باسم اللجنة إلى أن شوارع بور أوبرانس تعج بآلاف المشردين، الذين لا يجدون مأوى لهم. وعلى صعيد أعمال الإغاثة قال الأمين العام للأمم المتحدة، بان غي مون، لدى وصوله إلى مطار بور أوبرانس لدعمها إن هنالك ثلاث أولويات للمنظمة الأممية، أولاها إنقاذ أكبر عدد من الناس وزيادة المساعدات الإنسانية وضمان توزيع الكمية الضخمة من المساعدات التي وصلت هايتي. في السياق نفسه، قال ضابط أميركي إن حوادث عنف تعرض لها عمال الإغاثة المسؤولون عن توزيع المساعدات ما يستدعي الاهتمام بأمن عمليات الإغاثة. وأضاف أن القوة الأميركية المكونة من 1000 جندي ستعمل على هذا الصعيد بالتنسيق مع قوة الأممالمتحدة والشرطة المحلية. وأدى انتشار عمليات السطو على مواد الإغاثة إلى إبطاء عمليات توزيع الأغذية والماء الصالح للشرب والمواد الطبية. وتطلق دوريات للشرطة في شوارع بور أو برانس النار في الهواء وقنابل الغاز المسيل للدموع بين الحين والآخر لتفريق اللصوص. وتتنامى مشاعر التذمر والغضب لدى عدد كبير من الهايتيين بسبب تأخّر وصول المساعدات الدولية وسوء توزيعها في مناطق عديدة خاصة تلك الموجودة خارج العاصمة. وأعلن رئيس وزراء هايتي أن التقديرات تشير إلى انتشال 70 ألف جثة من تحت أنقاض الزلزال في بور أو برنس. من جانبه، أعلن مصدر دبلوماسي لوكالة فرانس برس أن الاتحاد الأوروبي أقر أمس الاثنين، مساعدة تفوق قيمتها 100 مليون يورو لإعادة إعمار هايتي بعد الزلزال المدمر الذي ضربها وأوقع عشرات ألاف القتلى. وأوضح المصدر أن المبلغ موضوع البحث من ثلاثة أرقام، أي أكثر من 100 مليون يورو. وأضاف أن الإعلان عن هذه المساعدة سيجري الاثنين خلال الاجتماع الوزاري المقرر في بروكسل والذي سيضم وزراء شؤون التنمية في دول الاتحاد الأوروبي وستترأسه وزيرة خارجية الاتحاد، كاثرين آشتون، التي جعلت من هذه القضية أولوية. وأوضح المصدر أن المبلغ النهائي يفوق 200 مليون يورو، لكن هذا الأمر رهن بالمباحثات التي ستجري خلال الاجتماع. وشدد المصدر على أن هذا المبلغ يختلف عن المساعدة الإنسانية الطارئة، التي أقرتها دول الاتحاد لمساعدة ضحايا الزلزال والتي بلغت حتى الساعة ما بين 20 و30 مليون يورو والتي ستزيد أيضا وبنسبة كبيرة، حسب قوله. من جهتها، أعلنت الحكومة الكندية أن الدول المانحة لهايتي ستعقد اجتماعا في 25 يناير الجاري في مونتريال يشارك فيه خصوصا رئيس وزراء هايتي جان ماكس بيلريف ووزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون. وقال وزير الخارجية الكندي لورانس كانون إن مؤتمر مونتريال سيخصص لوضع خطة لإعادة إعمار هايتي، وكذلك لضمان أن الأممالمتحدة تنسق الجهود الدولية بالشكل الذي يضمن للشعب الهايتي الاستفادة من هذه الجهود على أكمل وجه.