قال رئيس هايتي، رينيه بريفال، أمس الأربعاء، إنه جرى إحراز "تقدم كبير" في جهود الإغاثة في بلاده إثر الزلزال العنيف الذي ضربها يوم 12 يناير.وصرح الرئيس بريفال لشبكة "سى إن إن" الأميركية اليوم أنه "جرت إعادة خطوط الاتصالات التي انقطعت جراء الزلزال كما عادت الطرق إلى طبيعتها بالإضافة إلى تكثيف العمل من أجل مساعدة الشعب الذي تضرر من الكارثة". من جهة أخرى، أعلن رئيس وزراء هايتي، جان ماكس بيليريف، أمس الأربعاء، أن الحكومة عثرت على 72 ألف جثة وقامت بدفنها من ضحايا الزلزال المدمر. وقال بيليريف إن هذا العدد لا يتضمن جثث الضحايا، الذين قام ذويهم بدفنهم بشكل خاص، أو تلك التي عثرت عليها قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. وما زالت هايتي تكافح من أجل إمدادات الغذاء والمياه وعودة الاتصالات والكهرباء والنشاط التجاري بعد أسبوع من تعرضها لزلزال عنيف، في حين وافق مجلس الأمن على نشر 3500 جندي لتعزيز الأمن فيها وحماية عمليات الإغاثة. وقال منسق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة جون هولمز إن مراكز توزيع الأغذية التي حددتها المنظمة الدولية وتبلغ 15 لا تعمل كلها. وفي السياق ذاته، قال الأمين العام الأممي بان كي مون، إن وكالات الإغاثة التابعة للمنظمة الدولية وزعت وجبات جاهزة على نحو 200 ألف شخص، ويتوقع أن يصل هذا العدد إلى مليون شخص خلال أسبوع. وأشار إلى أن موارد المياه بدأت في التحسن، وبدأت الخيام ومستلزمات الإيواء المؤقت بالتدفق على هايتي بأعداد متنامية، إضافة إلى بدء تشغيل المستشفيات التي تضررت من الزلزال وتعزيزها بأطقم طبية دولية. وطبقا لمصادر الأممالمتحدة فإن الدول المانحة تعهدت بدفع 1.2 مليار دولار لجهود الإغاثة والإعمار في هايتي. ومنذ وقوع الزلزال قبل ثمانية أيام يعيش عشرات الآلاف في مخيمات عشوائية أقيمت في الساحات العامة، لا يبعد كثير منها سوى كيلومترات قليلة عن مطار العاصمة ورغم ذلك لم تصلهم المساعدات. وحتى الآن ما تزال فرق الإنقاذ الدولية والمحلية تسابق الزمن للعثور على أحياء تحت الأنقاض. في هذه الأثناء، اعتمد مجلس الأمن الدولي بالإجماع قرارا بإرسال 3500 جندي في جلسة بحث خلالها الوضع الإنساني في البلد المنكوب، بحيث ترتفع قوات حفظ السلام في هايتي إلى 8940 عسكرياً بالإضافة إلى 3711 شرطياً، على أن يبقى هذا العدد قيد المراجعة بحسب ما تقتضيه الحاجة. وقال مندوب الصين ورئيس مجلس الأمن للشهر الحالي يانغ يسوي إن توسيع قوة السلام الأممية سيكون لمدة ستة أشهر فقط، يقرر بعدها المجلس ما تقتضيه الأهمية. في سياق متصل حطت مروحيات عسكرية أميركية في محيط قصر الرئاسة بالعاصمة بور أوبرانس وعلى متنها عشرات الجنود. ويأمل الجيش الأميركي إعادة فتح ميناء بور أوبرانس المحطم في غضون يومين أو ثلاثة، لكنهم يعتمدون حتى الآن على الإسقاط الجوي في توزيع الطعام والماء بالمروحيات بدلا من إعاقة المطار المزدحم. يأتي ذلك بعدما شهد الوضع الأمني تدهورا في بور أوبرانس إثر سيطرة عصابات النهب والسلب على أحياء واسعة من العاصمة المنكوبة خلال الليل، ما يجعل التجوال أمرا محفوفا بالمخاطر. ونفى سفير هايتي لدى الولاياتالمتحدة في مقابلة مع الجزيرة أن تكون واشنطن تريد غزو أو بلاد ه.