قال رئيس هايتي، رينيه بريفال، إن تقديرات عدد قتلى الزلزال المدمر، الذي ضرب البلاد في العاصمة بورت أو برانس، يمكن أن تصل بسهولة إلى عشرات الآلاف، فيما قال مسؤولون آخرون إن أكثر من مائة ألف شخص قتلوا نتيجة هذا الزلزال.ونقلت شبكة (سي إن إن) الإخبارية الأميركية عن بريفال قوله" حتى الآن سمعت أن خمسين ألفا لقوا حتفهم، وسمعت أنهم ثلاثين ألفا... دعنا نقول إنه من المبكر للغاية تحديد العدد"، معترفا في الوقت نفسه بأن أي محاولة لتحديد حجم الخسائر ستكون صعبة للغاية، وأضاف" ما زلت أحاول شخصيا أن أتفهم حجم الحدث". وقال رئيس وزراء هايتي "أرجو ألا يكون هذا صحيحاً، وأتمنى أن الوقت كان كافياً أمام الناس للخروج" من المباني، التي دمرها الزلزال، إلا أنه أضاف قائلاً "نظراً لأننا نرى كثيراً من الناس في الشارع الآن، فليس في مقدورنا معرفة أين يعيشون، ولكن كثير من المباني وكثير من الأحياء دمرت تماماً، ولم نشاهد ناجين في أحياء أخرى". إلى ذلك، أعربت منظمات دولية عن مخاوفها من أن الآثار الكارثية الناجمة عن الزلزال المدمر، الذي بلغت شدته سبع درجات على مقياس ريختر، قد طالت نحو ثلاثة ملايين شخص، يمثلون ثلث سكان الدولة الواقعة في البحر الكاريبي. كما قال بول كونيالي، المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر لCNN، إن فرق الإنقاذ تواجه صعوبات بالغة، بسبب حجم الدمار الهائل، الذي خلفه الزلزال، فيما أشارت تقارير إلى أن السلطات تنتظر حتى صباح الأربعاء المنصرم، بالتوقيت المحلي، للوقوف على الحجم الحقيقي للكارثة. وأعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون, مقتل 16 فردا على الأقل من طاقم البعثة الأممية في هايتي في الزلزال، الذي ضرب العاصمة بورت أو برانس. وأوضح بان كي مون, عقب اجتماع غير رسمي للجمعية العامة, أن من بين القتلى 16 هناك11 برازيليا من قوات حفظ السلام وأرجنتيني واحد وثلاثة من ضباط الشرطة الأردنيين وضابط تشادي, وأن هذا العدد أولي. وأعلنت الأممالمتحدة أن نحو150 من موظفيها الذين يعملون في هايتي ما زالوا محاصرين في المباني المنهارة وضمن عداد المفقودين بمن فيهم رئيس البعثة هادي عنابي ونائب الممثل الخاص له لويز كارلوس دا كوستا. ونقلت وكالة الأنباء الأردنية "بترا" عن مصدر عسكري مسؤول أن القتلى هم الرائد عطا عيسى حسين المناصير، والرائد اشرف علي محمد الجيوسي، والعريف رائد فرج مفلح الخوالدة، مشيراً إلى إصابة 21 آخرين، إلا أنه ذكر أن جميع إصاباتهم خفيفة. ولم يتضح حتى اللحظة عدد القتلى والجرحى الذين قضوا في الهزة، إلا أن الخارجية الأميركية توقعت، وعلى لسان الناطق باسمها، بي. جيه كرولي، "خسائر فادحة في الأرواح". وتسببت الهزة المدمرة التي وقعت خارج العاصمة "بورت أو برينس" في خسائر فادحة وانقطاع خطوط الكهرباء والاتصالات في دولة تعد فيها البنية التحتية من بين الأسوأ في العالم، وفق ريمون جوزيف، سفير هايتي لدى الولاياتالمتحدة. وقال جوزيف لCNN "لقد كانت كارثة في انتظار أن تحدث". وتُعد الهزة أقوى زلزال تشهده هذه الدولة الكاريبية الفقيرة خلال أكثر من عقد، ما أثار مخاوف من سقوط آلاف القتلى، إثر الدمار الكبير الذي خلفه، خاصة في العاصمة بورت أو برينس. وأوضح شهود عيان أن المدينة المحاطة بالتلال غطتها سحابة ضخمة من الغبار مباشرة بعد وقوع الزلزال، في إشارة لانهيار عدد ضخم من المباني هناك. وقال مركز المسح الجيولوجي الأميركي إن قوة الهزة بلغت 7 درجات، وتمركزت على بُعد 10 كيلومترات تحت باطن الأرض، وهو عمق ليس بالكاف لامتصاص قوة الهزة، التي شعر بها في شرقي كوبا، ما استدعى إعلان إنذار من تسونامي، جرى إلغاؤه في وقت لاحق.