تفيد التقارير الواردة من العاصمة الهايتية بورت أو برنس بوجود مخاوف من سقوط آلاف القتلى نتيجة إلحاق الزلزال, الذي ضرب هذه الجزيرة أمس الثلاثاء, خسائر كبيرة بالمباني ضمنها القصر الرئاسي ومقر بعثة السلام التابعة للأمم المتحدة والمقار الحكومية. ولم تتمكن السلطات الهايتية لحد الآن من تحديد عدد ضحايا هذه الهزة التي فاقت قوتها 7 درجات على مقياس ريشتر فيما تشير تقارير إخبارية إلى اختفاء أو مقتل عدد من الأشخاص. ففي وقت صرح فيه سفير هايتي في المكسيك بأن رئيس البلاد ريني بريفال "على قيد الحياة" وأنه نجا من الزلزال القوي الذي دمر القصر الرئاسي أفاد شهود عيان بأن مشاهد من الفوضى أعقبت الزلزال الذي أدى إلى انقطاع الاتصالات الهاتفية الأرضية والنقالة وتعثر عمليات الإنقاذ. ومن جهته أعلن الجنرال البرازيلي كارلوس بارسيلوس أن أربعة على الأقل من الجنود البرازيليين الذين يعملون في بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة بهايتي لقوا مصرعهم في الزلزال كما فقد عدد كبير من الجنود. وفي عمان أعلن مصدر عسكري مسؤول في القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية في بيان , سقوط ثلاثة قتلى و21 مصابا بين قوات حفظ السلام الأردنية . وذكرت الصحف الصينية أن ثمانية من جنود حفظ السلام الصينيين طمروا تحت الأنقاض بينما يعتبر عشرة آخرون في عداد المفقودين. ويتمركز في هايتي نحو تسعة آلاف من رجال الشرطة والجنود التابعين للأمم المتحدة في إطار الحفاظ على النظام. وذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيليب كراولي أن الدبلوماسيين الأمريكيين في بورت أو برنس "شاهدوا العديد من الجثث في الشوراع وعلى الأرصفة". موضحا أن هناك العديد من القتلى تحت الأنقاض, وقال "إنها كارثة حقيقة" . كما أن توقعات الخبراء تشير إلى أن الدمار الناجم عن الزلزال سيكون كبيرا, حيث نقلت وسائل إعلام عن عالم متخصص في الزلازل قوله إن زلزال هايتي استمد قوته التدميرية من كونه قريبا من السطح إذ وقع "على عمق عشرة كيلومترات". وفي إطار ردود الفعل الدولية بعد وقوع هذه الهزة, أبدت الولاياتالمتحدةوفرنسا ودول المنطقة استعدادها لتقديم مساعدات لهايتي تتمثل في فرق الإنقاذ أو المساعدات الإنسانية. وهكذا أعلنت الولاياتالمتحدة عن عزمها إرسال فريق للتعامل مع الكوارث يشمل كلابا وأطنانا من معدات الإنقاذ. كما أعلنت فرنسا عن إرسال طائرتين اليوم إلى هايتي وعلى متنهما رجال إنقاذ ومساعدات إنسانية فيما أعربت فنزويلا عن استعدادها لإرسال مروحية عسكرية محملة بمساعدات غذائية وطبية.وسبق أن شهدت هايتي, التي تعتبر الدولة الأفقر في الأمريكتين, سلسلة من الكوارث في الآونة الأخيرة إذ ضربتها ثلاثة أعاصير وعاصفة استوائية سنة 2008 مما أدى إلى مقتل 793 شخصا وفقدان أزيد من 300 آخرين حسب أرقام رسمية.