أصاب زلزال كبير دولة هايتي الفقيرة، أول أمس الثلاثاء، فانهارت المباني في العاصمة بورت أو برنس ودفن السكان تحت الأنقاض وسقط كثيرون بين قتيل وجريح، حسبما أفاد به شهود عيان في المدينة.كان مركز الزلزال، الذي بلغت قوته 7 درجات في البر على بعد 16 كيلومترا من العاصمة بورت أو برنس ونزل السكان الذين استبد بهم الفزع إلى الشوارع، بينما تصاعدت في السماء سحابة من التراب والدخان من المباني المنهارة. وتداعت المباني الإدارية والفنادق والمتاجر وراح الناس يصرخون ويجرون في كل اتجاه. وانهار قصر الرئاسة الأبيض وتحول إلى أطلال، وقد هوت قبابه فوق الجدران التي سويت بالأرض. وتجمع الناجون الذين تلطخوا بالدماء وقد أصابهم الذهول في العراء وانحشرت الجثث تحت الأنقاض. وقالت الأممالمتحدة إن عددا كبيرا من موظفيها في هايتي لا يعرف مصيرهم بعد انهيار مبنى من خمسة طوابق في مقر بعثة الأممالمتحدة. وقال رشماني دومرسانت مدير العمليات في جماعة /الطعام للفقراء/ لرويترز "المدينة كلها يعمها الظلام والاف من الناس يجلسون في الشوارع ولا يجدون مكانا يذهبون إليه." وأضاف قوله "الناس يجرون ويصرخون ويصيحون." وقال دومرسانت إنه في ضاحية بتيونفيل لم ير أثرا للشرطة أو مركبات الإنقاذ. وأضاف قوله "رأيت سبعة مبان أو ثمانية من المباني الإدارية إلى الفنادق والمراكز التجارية انهارت ... واعتقد أن القول إن هناك مئات الإصابات نتيجة حجم الكارثة." وقال مسؤولو الأممالمتحدة إن الاتصالات العادية انقطعت وان الوسيلة الوحيدة للتحدث مع الناس على الأرض هي من خلال الهاتف الذي يعمل عبر الأقمار الصناعية. ومع حلول الظلام وسط مشاهد الفوضى وصرخات الضحايا راح السكان يحاولون يائسين النبش بين الحطام لإخراج الناجين أو يبحثون عن أقاربهم المفقودين في الشوارع التي تناثرت فيها الأنقاض. وقال سفير هايتي لدى واشنطن ريموند السيدي جوزيف لشبكة تلفزيون (سي.ان.ان) إن قصر الرئاسة كان من بين المباني التي تضررت. وقال "بلدي يواجه كارثة عظيمة." وتبعت الزلزال هزات تابعة دفعت مركز التحذير من طوفان التسونامي في المحيط الهادي إلى الحث على الترقب لاحتمال حدوث موجات مد طاغية في أجزاء من الكاريبي. وقال جوزيف جايلر ديلفا مراسل رويترز في مدينة بورت أو برنس عاصمة هايتي "كل شيء بدأ يهتز والناس يصرخون والمنازل بدأت تنهار... إنها فوضى تامة". وأضاف قوله "شهدت أناسا تحت الأنقاض وأناسا قتلوا." وقال الرئيس الأميركي باراك اوباما إن "مشاعره وصلواته" مع شعب هايتي بعد أن ضرب البلاد زلزال كبير وتعهد بنجدتهم إذا احتاجوا. وقال اوباما في بيان "نحن نتابع باهتمام الوضع وعلى أهبة الاستعداد لمساعدة شعب هايتي." وقالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كيلنتون إن الولاياتالمتحدة ستقدم معونات عسكرية ومدنية من الكوارث لهايتي بعد الزلزال المدمر هناك. وقالت كلينتون في بداية كلمة عن العلاقات الأسيوية في هونولولو بهاواي "تعرض الولاياتالمتحدة مساعداتنا الكاملة على هايتي وعلى الآخرين في المنطقة. وسوف نقدم مساعدة عسكرية ومدنية للإغاثة من الكوارث ومساعدات إنسانية وصلواتنا مع المنكوبين وعائلاتهم وأحبائهم." وتعهد زوجها الرئيس الأميركي السابق، بيل كلينتون، وهو المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى هايتي أيضا بتقديم المساعدة. وقال بنك التنمية للدول الأميركية إنه سيقدم معونة فورية طارئة قيمتها 200 ألف دولار. وقالت كاثي اسكيبر المتحدثة باسم المؤسسة الخيرية الأميركية (طعام للفقراء) إن موظفا محليا في الجماعة قال انه شهد مبنى من خمسة طوابق ينهار في بورت أو برنيس. وقال موظف آخر في الجماعة إن عدد المنازل التي انهارت أكثر من عدد التي بقيت على حالها في طريق ديلماس بالعاصمة. وقال مايك جودفري الذي يعمل في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية لشبكة تلفزيون (سي.ان.ان) "خلال دقيقة من الزلزال .... تصاعد التراب والغبار والدخان فوق المدينة سحابة غطت المدينة تماما وأظلمتها لمدة 12 دقيقة تقريبا حتى ساعدت الأحوال الجوية في تبدء الغبار." وأضاف قوله "يبدو أن المطار الدولي يعمل." وقال انه رأى طائرة تقلع بعد الزلزال. وقال خبراء إن مركز الزلزال كان على عمق 10 كيلومترات وهو الأمر الذي ساعد على الأرجح في تضخيم الدمار. وقال ديل جرانت عالم طبيعة الأرض في هيئة المسح الجيولوجي الأميركية في جولدن بكولورادو لرويترز إنه لم تقع زلزال بهذه القوة في هايتي منذ أكثر من 200 عام.