اهتزت هايتي ليلة الثلاثاء على وقع زلزال عنيف بلغت قوته سبع درجات على سلم ريشتر وخلف دمارا واسعا خصوصا في العاصمة بورت أو برانس، وتلت الزلزال حوالى ثلاثين هزة ارتدادية قوية بلغت قوة بعضها 5,9 درجات . وقد أدى الزلزال إلى انهيار أغلب البنايات بما فيها القصر الرئاسي والمؤسسات الرسمية والحكومية بالإضافة إلى مقر بعثة الأممالمتحدة لحفظ السلام في هذا البلد الفقير الذي مزقته الحرب الأهلية والصراعات الإجتماعية ويعيش أغلب سكانه تحت خط الفقر. الزلزال الذي استمر حوالي دقيقة، وهي مدة طويلة، استمد قوته التدميرية من كونه قريبا من السطح، كما أن مركزه كان على بعد كيلومترات قليلة من العاصمة، وهو ما زاد من احتمال سقوط آلاف الضحايا خصوصا أن هايتي لا تتوفر على إمكانيات لمواجهة مثل هذه الكوارث. وكانت بعثة الأممالمتحدة لحفظ السلام في هايتي من ضحايا هذا الزلزال، حيث أعلن مسؤول في الأممالمتحدة الثلاثاء أن عددا كبيرا من موظفي المنظمة الدولية في هايتي هم في عداد المفقودين، موضحا أن مقر البعثة أصيب بخسائر مادية جسيمة وكغيره من مقرات الأممالمتحدة. وقد أعلن الأردن وقوع ثلاثة قتلى و21 مصابا بين قوات حفظ السلام الأردنية في الزلزال، فيما صرح وزير الخارجية الفرنسي بأن مبنى بعثة الأممالمتحدة في هايتي، وبداخله عدد كبير من الفرنسيين، قد انهار، مضيفا أن باريس لا تعرف شيئا عن مصير الأشخاص الذين في داخله وبينهم عدد كبير من الفرنسيين ورئيس البعثة الدبلوماسي التونسي هادي عنابي. ومعلوم أن المغرب كان يشارك بدوره في قوات حفظ السلام بهايتي، حيث أرسل في 2004 تجريدتين عسكريتين في خطوة مغربية - إسبانية مشتركة، لكنهما عادتا إلى المغرب في وقت لاحق .