تصاعدت حدة الغضب واليأس في هايتي التي ضربها زلزال مدمر الثلاثاء حيث لا تزال جثث الضحايا ممدة في شوارع العاصمة بور أو برنس ومع تأخر تسليم المساعدات الدولية للمنكوبين لأسباب لوجستية، فيما أعلن الصليب الأحمر أن ما يصل إلى 50 ألف شخص قد يكونوا قتلوا في هذه الكارثة. وفيما يبحث سكان العاصمة بين أنقاض المباني المنهارة عن ناجين محتملين، قضوا ليلة أخرى في العراء خوفا من الهزات الارتدادية بعد زلزال الثلاثاء الذي بلغت قوته 7 درجات. ورغم إطلاق عملية إغاثة دولية ضخمة، لم تصل المعدات اللازمة لرفع الأنقاض فيما لا تزال مواد الإمدادات الأولية عالقة في المطار الدولي. وتم دفن حوالي سبعة آلاف قتيل الخميس، كما أعلن رئيس وزراء بيرو فيلاسيكيز كويسكين من بور أو برنس بعدما حذر مسؤولون هايتيون من أن الحصيلة قد تصل إلى مئة ألف قتيل. وقال مسؤولو هايتي إن عدد المنكوبين من جراء الزلزال بلغ ثلاثة ملايين شخص. وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن الزلزال، الأعنف الذي يضرب هذا البلد الكاريبي منذ أكثر من 150 عاما، أدى إلى مقتل ما بين 40 و 50 ألف شخص. وقالت لوسيل وهي ناجية من الزلزال "إذا لم تصل المساعدة الدولية فان الوضع سيتدهور سريعا. نحن بحاجة للماء والمواد الغذائية سريعا". وسمعت عيارات نارية متفرقة فيما قال شهود إن المدينة شهدت أعمال نهب. ويتوقع أن تصل "يو اس اس كارل فينسون" حاملة الطائرات الأمريكية العملاقة إلى هايتي الجمعة، وزودت حاملة الطائرات هذه، المجهزة أساسا لحمل مقاتلات، ب 19 مروحية لنقل المياه والأدوية ومساعدات أخرى إلى آلاف الهايتيين. وفي بور أو برنس سجلت حركة كثيفة في المطار الصغير الذي كان يستقبل طائرات من أنحاء العالم. وألغت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون ووزير الدفاع روبرت جيتس رحلات إلى الخارج للمساهمة في تنسيق جهود الإغاثة الأمريكية التي تشمل مائة مليون دولار كمساعدة عاجلة ونشر أكثر من خمسة آلاف جندي أمريكي إلى جانب إرسال سفن برمائية. وأعلن البيت الأبيض أن احد مستشاري الأمن القومي الأمريكي للرئيس الأمريكي باراك أوباما غادر مساء الخميس إلى هايتي مع مسؤول في البنتاجون لتنسيق المساعدة الأمريكية على الأرض. وأعلن رئيس هايتي السابق جان برتران اريستيد المقيم في المنفى في جنوب أفريقيا منذ الإطاحة به عام 2004، استعداده للعودة إلى البلاد للمساهمة في إعادة الإعمار. من جهته أعلن وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير أن المؤتمر الدولي لإعادة إعمار وتنمية هايتي الذي تحضر له بشكل خاص الولاياتالمتحدة وفرنسيا سيعقد في مارس على الأرجح بدون تحديد مكان انعقاده. وفي العاصمة بور أو برنس كان عدد من المواطنين يستخدمون أياديهم لرفع الأنقاض فيما أقام البعض ملاجئ مؤقتة في ساحة عامة. وتنتشر مئات الجثث، بعضها مقطع الأطراف، أمام مبنى مدمر فيما يقوم مواطنون بتفقدها بحثا عن أقربائهم ويعمل الأطباء على معالجة المصابين والمرضى، وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن ثمانية فرق أنقاذ تشمل 260 شخصا تعمل ميدانيا فيما تعهدت حوالي 30 دولة بإرسال مساعدات. وأرسل الجيش الإسرائيلي الجمعة طائرتي مساعدات تنقلان تجهيزات طبية وفريقا طبيا إلى هايتي، وقالت ناطقة باسم الجيش أن "الفريق الإسرائيلي يضم 220 شخصا وسيقوم بإنشاء مستشفى ميداني". ويضم الوفد 40 طبيبا و20 ممرضا و24 ممرضة وفريقا تقنيا. من جهته أعلن الأردن الخميس إرسال طائرة عسكرية محملة بمواد إغاثة ومستشفى ميداني عسكري إلى هايتي. وغادرت الطائرة التابعة لسلاح الجو الملكي الأردني عمان مساء الخميس "محملة بمساعدات إنسانية ومستشفى ميداني عسكري متحرك إلى هايتي لمساعدة المنكوبين ... وتقديم الخدمة الطبية أيضا لقوات حفظ السلام الدولية العاملة هناك" كما جاء في بيان رسمي. وتحمل الطائرة مساعدات "مقدمة من الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية والقوات المسلحة تزن حوالي 6 أطنان وتضم مواد تموينية وأغاثية وأدوية وملابس".