اهتمت الصحف الرئيسية الصادرة اليوم الخميس في بلدان أوروبا، على الخصوص، بالتراجع القوي الذي تشهده البورصات الأوروبية والمخاوف الذي يثيره هذا التراجع ، وبالجدل القائم حول ملف اللاجئين خاصة في ألمانيا . ففي بلجيكا اهتمت الصحف بانهيار أكبر البورصات عقب تراجع أسعار النفط حيث كتبت (لافونير) أن البورصات العالمية أقفلت مساء أمس الأربعاء على وقع الانخفاض، تحت تأثير المخاوف من حالة الاقتصاد العالمي. وبالنسبة لجريدة (لوسوار)، فإن هذه الوضعية مرشحة للاستمرار، مشيرة إلى أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أكدت أن أسعار النفط الخام قد تتراجع أكثر فأكثر بسبب العرض الذي سيظل متوفرا. غير أن تراجع أسعار النفط، تضيف الجريدة، يعد إحدى السببين في انكماش سوق البورصات منذ بداية السنة، بالإضافة إلى تباطؤ الاقتصاد في الصين وعدد من البلدان الصاعدة. من جانبها، اعتبرت (لاديرنيير أور) أن النفط الخام يواصل التأثير على أسواق البورصة لدرجة أن الخبراء يخشون انهيارا عالميا. في بريطانيا ، ركزت الصحف بدورها على التراجع القوي لأسواق الأسهم الأوروبية ، و على الهجوم الدموي ضد إحدى الجامعات الباكستانية وتدمير الجهاديين لواحد من أقدم الأديرة المسيحية في العراق. وأشارت صحيفة "فاينانشال تايمز" بخصوص تراجع أسواق الأسهم الأوروبية ، في أعقاب الركود المسجل في الأسواق الآسيوية الى أن بورصة لندن فقدت 3.46 في المائة ، والفرنسية نسبة 4 في المائة والألمانية 2.48 في المائة . أما صحيفة "الغارديان" فتطرقت لهجوم مسلحين على جامعة في شمال غرب باكستان، مما أسفر عن مقتل 30 شخصا على الاقل من بين الطلبة والأساتذة ، وفقا لحصيلة غير نهائية. وأشارت الصحيفة الى أنه تم نشر قوات التدخل الخاصة الباكستانية بسرعة ، والقوات البرية وطائرات هليكوبتر وعربات مدرعة مضيفة أن هذا التدخل القوي مكن من قتل أربعة انتحاريين قبل أن يتمكنوا من تشغيل أحزمتهم الناسفة. أما صحيفة "الديلي تلغراف"، فأعربت عن استنكارها لتدمير جهاديي الدولة الاسلامية لواحد من أقدم الأديرة المسيحية في العراق ، وهو دير القديس إيليا قرب الموصل في شمال العراق الذي كان بمثابة مكان للعبادة للعديد من الرهبان عبر عدة قرون. وفي ألمانيا تناولت الصحف عددا من المواضيع أهمها احتدام الجدل بخصوص ملف اللاجئين مما زاد من الضغوطات على المستشارة أنغيلا ميركل لتغيير سياستها في معالجة هذا الملف. وكتبت صحيفة (زود دويتشه تسايتونغ)، أن المستشارة أنغيلا ميركل لن تغير طريقتها في تدبير الوضع ولن تتراجع عن قرارها "لأنها ابنة قس " فالقضية ، تقول الصحيفة ، بالنسبة لها ليست مرتبطة بموقف سياسي بقدر ما هي قناعة وتربية ، وشعور بهموم أناس يعانون الفاقة ويحتاجون إلى مساعدة في الوقت الذي لا يجدون فيه من يوفر لهم هذه المساعدة . من جانبها ذكرت صحيفة (لاندستياتونغ )، بقرار النمسا التي أكدت أنها تنوي تحديد سقف طالبي اللجوء الذين ستستقبلهم سنة 2016 بحدود 37 ألف لاجئ وهو القرار الذي انتقدته المستشارة ميركل رغم أنها تواجه سياسة شد الحبل من كل الجهات بسبب سياستها في معالجة ملف اللاجئين. وأبرزت الصحيفة أن الضغط على ميركل يأتيها من حركة "بيغيدا" المعادية للمسلمين والأجانب ، ومن حزب البديل من أجل ألمانيا المناهض للأورو ، ومن حليف حزبها الحزب المسيحي الاجتماعي ، ثم أعضاء من الحزب الديمقراطي الاشتراكي والآن النمسا التي كانت ضمن الدول القليلة التي انخرطت في حل أزمة اللاجئين . أما صحيفة (نويه أوسنابروكر تسايتونغ ) ، فأشارت إلى أن الحزب المسيحي الاجتماعي ، مازال يصر على ميركل أن توافق على تحديد سقف لعدد اللاجئين الذين ستستقبلهم ألمانيا مما يضعها في مأزق حقيقي . معتبرة أن المثير للاهتمام في هذا الجدل هو المسافة التي اتخذها زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي اتجاه ميركل. وفي فرنسا اهتمت الصحف باجتماع وزراء دفاع البلدان السبعة في التحالف الدولي لمحاربة داعش في سورياوالعراق، حيث كتبت صحيفة (لوموند) ان هذا الاجتماع انعقد بدون حضور ممثل لتركيا حليفة الناتو، وممثل روسيا بذريعة انها ليست عضو في التحالف،وايضا بدون القوى السنية الاقليمية التي تعتمد عليها الدول الغربية من اجل شن هجوم بري. واضافت الصحيفة انه بالنسبة لفرنسا هناك العديد من النقاط التي يتعين الحسم فيها بهذا الخصوص، متسائلة عما اذا كان الرئيس هولاند سيستجيب للطلب الامريكي باقحام قوات خاصة في هجمات بسوريا، وعن كيفية تنظيم هجوم بري بمعاقل تنظيم الدولة بالرقة والموصل. كما تساءلت الصحيفة عما اذا كان سيتم استعمال طائرات مروحية من اجل دعم حاسم للقوات المحلية. من جهتها ذكرت صحيفة (لوفيغارو) ان وزراء دفاع البلدان الغربية حددوا كهدف أولوي سقوط الرقة والموصل ، مشيرة الى ان الحملة ضد داعش تدخل في مرحلة جديدة مع التحضير لحرب طويلة هدفها تحرير مدينتي الرقة والموصل عاصمتا الدولة الاسلامية بسورياوالعراق. وفي إسبانيا، لا زال الجمود الذي يعرفه المشهد السياسي بالبلاد منذ الانتخابات العامة ل20 دجنبر الماضي يشكل أبرز اهتمامات الصحف الصادرة اليوم. وهكذا، كتبت (إلموندو) أنه في حال الدعوة لانتخابات جديدة، ما لم يتم التوصل لاتفاق بين الأحزاب لتشكيل الحكومة، فإن الحزب الشعبي والحزب الاشتراكي العمالي الإسباني سيحسنان نتائجها، فيما ستسجل الأحزاب الأخرى تراجعا ملحوظا. أما صحيفة (لا راثون)، فأشارت إلى أن حزب بوديموس اليساري المتطرف لم يعد يعتبر تنظيم استفتاء حول تقرير المصير بجهة كاتالونيا أولوية، وذك للتوصل إلى اتفاق مع الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني لتشكيل حكومة يسارية. من جهتها أوردت صحيفة (أ بي سي) الدعوة التي أطلقها الاتحاد الإسباني لمنظمات العمل، والتي أكد فيها على أهمية تمكين البلاد من "حكومة مستقرة" بغية طمأنة المستثمرين ورجال الأعمال. وفي سياق متصل نقلت (إلباييس) تصريحات زعيم حزب اليسار الموحد، ألبرتو غارزون، التي قال فيها إنه خلال لقاء مع الملك فيليبي السادس، بدا هذا الأخير مقتنعا بضرورة إجراء مراجعات دستورية لمواجهة التحدي القومي في كاتالونيا. في فنلندا، كتبت صحيفة (سافون سانومات) أن مشروع خط الأنابيب في بحر البلطيق "نورد ستريم 2"، الذي سيربط روسيا مع ألمانيا والذي يمكن أن ينقل كميات كبيرة من غاز "نورد ستريم 1"، يوجد في صلب نقاش حاد داخل الاتحاد الأوروبي. وفي هذا السياق، أشارت الصحيفة، المقربة من الأوساط الليبرالية، إلى انتقاد الرئيس البولوني أندريه دودا، لهذا المشروع الذي اعتبره سياسيا، مضيفة أنه "من الواضح أن نورد ستريم 1 ونورد ستريم 2 ، مشروعان سياسيان بالأساس". وأوضحت الصحيفة أن من شأن بناء هذين الخطين الجديدين من 1200 كلم أن يرفع من القدرة على نقل الغاز بطريقة تستطيع روسيا من خلالها توقيف نقل الغاز عبر خطوط الأنابيب الأوكرانية. وبحسب كاتب المقال، فإنه يمكن للمرء انتقاد دول الاتحاد الأوروبي لكونها لم تأخذ على محمل الجد الدعم المخصص لأوكرانيا والعقوبات الاقتصادية ضد روسيا. وتساءلت الصحيفة في هذا الصدد، عما إذا كان الاتحاد الأوروبي يستطيع منع مشروع خاص. وفي لتوانيا، انتقدت صحيفة (دلفي) ما سمته ب"العجز" الذي أبانت عنه الطبقة السياسية في أوروبا في مواجهة الأزمات الاقتصادية المختلفة السياسية والاجتماعية التي تعرض مستقبل المشروع الأوروبي للخطر. ويرى كاتب المقال أن أزمة الأورو والتدفق الكبير للمهاجرين يلقيان بظلالهما على الطبقة السياسية الغربية سواء داخل اليسار أو اليمين. وقالت الصحيفة "يبدو أنه لا يوجد يمين حقيقي من شأنه أن يكون مستعدا لحماية الثقافة والهوية الوطنية، ولا يسار حقيقي أكثر ميلا إلى تعزيز العدالة الاجتماعية". واعتبرت أن الديمقراطية الليبرالية تعيش أزمة، لأن المواطنين لم يعودوا مهتمين بأن يصبحوا سياسيين، مشيرة إلى أن الطبقة السياسية تميل حاليا إلى الليبرالية المتشددة أو اليمين الشعبوي. وفي النرويج، تطرقت صحيفة (كلاسيكامبن) إلى الجانب المتعلق بقانون اللجوء في معالجة تدفق المهاجرين إلى البلاد والنقاش الدائر حاليا حول بعض الإجراءات التي من شأنها تشديد اللجوء إلى البلاد. وأشارت الصحيفة إلى أنه لسنوات عديدة كان هناك اعتقاد بأنه ينبغي أن تكون سياسة اللجوء "صارمة ولكن عادلة". ونقلت عن خبراء في هذا المجال تأكيدهم أن العديد من طالبي اللجوء حاليا يمكن إرجاعهم، ولكن ينبغي معالجة الكثير من الحالات الفردية التي تتطلب ذلك. وبعدما أشارت إلى بعض الحالات التي رفضت العودة، أكدت الصحيفة على ضرورة احترام القانون الدولي مع ما يتطلب ذلك من ضمانات خاصة باللجوء.