قدر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أن نحو 14 مليون شخص يواجهون خطر الجوع بدول جنوب أفريقيا، في أعقاب نوبات الجفاف لفترة طويلة، والتي أدت إلى ضعف المحصول في العام الماضي، معرباً عن قلقه المتزايد بشأن الأمن الغذائي في تلك الدول. وأشار البرنامج، في بيان، أن ظاهرة النينو المناخية العالمية التي تفاقم موجات الجفاف في جميع أنحاء منطقة جنوب أفريقيا، تلقي بظلالها على محصول هذا العام، مؤكداً أن قلة المطر أو عدم سقوطه في العديد من المناطق، ينذر بالخطر. وذكر البرنامج، أن عدد الأشخاص الذين ليس لديهم ما يكفي من الغذاء، في دول جنوب أفريقيا، قد يرتفع بشكل ملحوظ خلال الأشهر المقبلة، "لأن المنطقة تتحرك سريعاً صوب موسم جاف". وأوضح أن المعرضين للخطر بشكل خاص هم المزارعون، أصحاب الحيازات الزراعية الصغيرة الذين يشكلون معظم الإنتاج الزراعي. وأكثر الدول تضرراً في المنطقة بسبب قلة الامطار العام الماضي، كانت ملاوي (2.8 مليون شخص يواجهون الجوع)، ومدغشقر (ما يقرب من 1.9 مليون شخص) وزيمبابوي ( 1.5 مليون شخص)، حيث تراجع محصول العام الماضي، بمقدار النصف مقارنة بالعام 2014. وتعاني أثيوبيا وبعض دول الجوار، في الوقت الحالي من موجة جفاف، هددت الأمن الزراعي للبلاد، بسبب وجود ظاهرة النينو المناخية، وهي ظاهرة تحدث كل ثلاث سنوات، نتيجة تسخن القسم الشمالي من المحيط الهادي، وتتسبب في تبدلات مناخية في كل الكرة الأرضية، تتمثل في الجفاف، والفيضانات، وتدمير المحاصيل الزراعية. يذكر أن منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (الفاو)، نبهت في مارس الماضي، أن ظاهرة "النينو" الحالية ستكون قوية التأثير، ويبدو حالياً أنها الأقوى خلال 18 عاماً. وبرنامج الأغذية العالمي هو أكبر منظمة للإغاثة الإنسانية، تُعنى بمكافحة الجوع في جميع أنحاء العالم، كما أنه أحد منظمات الأممالمتحدة ويعتمد في تمويله على التبرعات الطوعية.