استُقبِل اسم السفير السعودي المعتمد حديثا لدى المغرب، عبد العزيز بن محي الدين خوجة، من طرف عدد من الشيعة المغاربة بغير قليل من الارتياح والأمل في أن يكون عاملا مساهما فيما سموه "نزع فتيل الصراع المذهبي"، وإمساك العصا من الوسط، من خلال دعم ثقافة الحوار والتعايش. وكانت الرياض قد عينت خوجة سفيرا لها لدى المملكة المغربية، خلفا للسفير السابق الدكتور عبد الرحمان محمد الجديع، حيث أدى القسم إلى جانب سفراء آخرين معتمدين لدى موريتانيا وكوريا الجنوبية والصين الشعبية، أمام الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود. ووضع عصام احميدان، الناشط الشيعي البارز، تعيين السفير خوجة بالمغرب في سياقه الجيوسياسي الراهن، الذي وصفه بالدقيق والحساس، مشيرا إلى أن خوجة يعود إلى أرض المغرب بعد أن كان سفيرا بالرباط خلال الفترة الممتدة بين 1996 و2004، وهو بذلك شهد فترة حكم الملك الحسن الثاني، وأيضا بدايات حكم الملك محمد السادس. وذكّر احميدان بأن خوجة شهد أحداث 16 ماي الإرهابية سنة 2003، وغادر المغرب إلى لبنان، حيث بقي فيه إلى سنة 2009، وكانت مواقفه معتدلة، وكان منفتحا على كل أطياف المجتمع اللبناني، وساهم بعيد "حرب يوليوز" في دعم المناطق الجنوبية، وعاد إلى بلده ليتولى منصب وزير الثقافة والإعلام. الناشط ذاته أورد أن للسفير السعودي الجديد بالرباط "موقفا مشهودا عقب العمل الإرهابي الذي استهدف مسجدا للشيعة في المنطقة الشرقية بالسعودية، حيث أصدر قرارا بمنع قناة وصال المتطرفة وقنوات أخرى، غير أنه لضغوط ما طلب إقالته من منصبه نهاية 2014". ووصف احميدان خوجة بأنه "أديب ومثقف ومسؤول إعلامي قد يكون له دور إيجابي في دعم ثقافة العيش المشترك، والحوار، ومناهضة التطرف"، مبرزا أن هذا هو جوهر المسار الذي سينفتح عليه المغرب، تعزيزا لمنطق "وسط العصا"، وتشجيع أطراف الصراع على الحوار". من جهته قال محمد أوريش، ناشط شيعي، لهسبريس إن السفير السعودي الجديد بالمغرب "شخصية منفتحة وغير منغلقة، ويمكنه أن يساهم في التعرف على حقيقة الطيف الشيعي بالمملكة، والدفع أيضا، عند الاقتضاء، بمسار الحوار مع الشيعة، تفاديا لنار الفتنة والتسعير الطائفي التي لا تبقي ولا تذر". وشدد المتحدث على أن تعيين السفير الجديد بالمغرب خطوة إيجابية ومحمودة، لما عُرف عنه من مرونة وتفتح بفضل مساره كرجل إعلام وثقافة، ولتجربته في مجال الحوار بين الحضارات، داعيا إلى ضرورة "تجنب الخلط بين المعتقد الديني مع الخلاف السياسي، لأنه كمن يصب الزيت على النار". ناشط شيعي آخر ذهب إلى أن السعودية بتعيينها لسفراء من طينة خوجة، باعتباره "مثقفا غير متزمت"، في مختلف بلدان العالم، فإنها تكون قد "خطت خطوة أولى في درب ألف ميل، في أفق الوصول إلى تحقيق ولو الحد الأدنى من ثقافة الحوار، واحترام الغير في فكره ومذهبه وطريقة تفكيره"، بحسب تعبيره.