في الوقت الذي كنت منهمكا في إلقاء عرض بمؤسسة " علال الفاسي يوم الجمعة 8 فبراير 2015 حول التعقيدات العديدة لإملاء اللغة الفرنسية و التي تربك عقول متعلميها أكثر مما تفعله اللغة العربية الفصيحة بعقول من يقبل على تعلمها ،هذا الإملاء الذي خلق جوا مكهربا في الأوساط الأكاديمية بفرنسا نظرا لامتناع الكثير من المثقفين الفرنسيين من تطبيق التعديلات التي أدخلت عليه مؤخرا و التي أعلنت عنها الجريدة الرسمية الفرنسية رقم 18 بتاريخ 3 مايو من سنة 2012 ،دخل القاعة فجأة السيد عبد الإله بن كيران وجلس يستمع إلى العرض بكل تمعن .و كان حضور السيد رئيس الحكومة غير منتظر وفاجأ الجميع .و في الوقت المخصص للمناقشة ،أعطيت الكلمة للسيد رئيس الحكومة ليدلي برأيه في الموضوع وقال ما قال،ومنه أنه استفاد من العرض. وعندما صرح أنه يحضر للمؤسسة بوصفه كمواطن و ليس كمسؤول سياسي، تنازلت شخصيا عن مطلب كنت أود أن أبلغه له ، ويتعلق الأمر برسالة كانت الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية قد وجهتها له يوم 19 محرم 1437 الموافق لفاتح نونبر 2015 نلتمس فيها من السيد رئيس الحكومة أن يستقبل مكتبها الوطني لمساءلته في مسائل تهم الوضع اللغوي بالمغرب .و لحد كتابة هذه السطور ،لم نتوصل بأي جواب على رسالتنا التي نحتفظ بنسخة منها وبها طابع رئاسة الحكومة المسلمة لنا من كتابة الضبط بمقر رئاسة الحكومة. في وقت من الأوقات ،وبما أن الجواب على طلبننا لم يأت ،اعتقدنا أن رئاسة الحكومة ظنت أننا نود أن نطلب منها معونة مادية كما تفعل جل الجمعيات ، لكننا في الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية أعلنا مرارا في الصحافة الوطنية أنه يستحيل علينا أن نطلب من مسؤول حكومي أية معونة مادية لسبب بسيط هو أنه من التناقض بمكان أن نطلب مساعدة من مسؤولين يشاهدون في كل مكان تدمير اللغة العربية الفصيحة و لا يتحركون . ماذا سنفعل بمعونة تأتي من جهات تشاهد استحواذ اللغة الفرنسية على كل مجالاتنا الحياتية و لا تحرك ساكنا ؟ لا يا سيدى رئيس الحكومة ، كنا نريد مقابلتكم لتفسروا لنا ما الذي يمنعكم من أن تجبروا المحلات التجارية ،على سبيل المثال لا الحصر، أن تستعمل اللغتين اللتين ينص عليهما الدستور على واجهاتها... فما كنا نقرأ في جريدة "التجديد " من تنديد لتبخيس اللغة العربية الفصيحة، و هي الجريدة التي كانت تعبر عن توجهاتكم و أنتم في المعارضة يتناقض كلية مع الواقع المؤلم الذي تعيشه اللغة العربية الفصيحة اليوم ،هذه اللغة التي غابت عن شوارعنا و إشهارنا و إدارتنا و أصبح حتى بعض الوزراء يتهجمون علانية عليها . سيدي رئيس الحكومة ، رسالتنا وصلتكم و ننتظر أن تستجيبوا لطلبنا كما استجبتم لهيئات جاءت إلى الساحة بعدنا بسنوات ...ولكم واسع النظر و السلام . *رئيس الجمعية المغربية لحماية اللغة العربية