اختار رئيس الحكومة، والأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران، لغة التحدي في مواجهة الطلبة المتدربين في مهن التربية والتكوين، والذين اختاروا التصعيد ضد مرسومي وزير التربية الوطنبة والتكوين المهني رشيد بلمختار، القاضيين بفصل التكوين عن التدريب، وتقليص المنحة لهم إلى ما يقارب النصف، معلنا أنه لن يتراجع عن المرسومين ولو أدى الأمر لسقوط حكومته. وصعّد بنكيران من لهجته في مواجهة مطالب "أساتذة الغد"، جوابا على مداخلات أعضاء برلمان حزبه الرافضة للتدخلات الأمنية التي طالتهم، بالقول: "أقسم بالله لن أتراجع عن المرسومين، ولو أدى الأمر لسقوط الحكومة"، رغم المطالب التي وُجّهت له بفتح باب الحوار مع الطلبة الأساتذة من قبل أعضاء المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية. وأعلن رئيس الحكومة، في الجلسة التي شهدتها ليلة السبت، رفضه لم اعتبرها أي ضغوط من أي جهة كيفما كانت، مشددا على ضرورة تطبيق القانون مع جميع فئات المجتمع، وهو الأمر ذاته الذي سبق أن عبر وزيره في الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى الخلفي، عندما قال، "أنه لا تراجع عن المرسومين"، وأن "الموقف الحكومي واضح، ولم يتغير، وأنه لا علاقة للتكوين بالتوظيف، وليس هناك تراجع عن هذا الموقف". ويأتي موقف الحكومة الجديدة بعد التدخل العنيف الذي واجهت به احتجاجات "أساتذة الغد"، والذي لقي حملة واسعة من الاستنكار، وصفت بأنها مجزرة حقيقية نظرا لدموية المشاهد التي تلت التدخل الذي عرفتها عدد من المدن المغربية. وكان مرسوم للحكومة قد منع على خريجي المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين التوظيف المباشر، ذلك أن شهادة التأهيل التربوي التي يتحصل عليها الطالب الأستاذ نهاية سنة التأهيل والتكوين ستتيح له المشاركة في مباريات توظيف الأساتذة لا غير، وذلك حسب الحاجيات وعدد المناصب المالية، وهو ما أثار موجة من الاحتجاجات من قبل الدفعة الأولى من الطلبة. وينص المرسوم على تنظيم مباراة لفائدة المترشحين الحاصلين على شهادة التأهيل التربوي للتعليم الأولي والتعليم الابتدائي، وشهادة التأهيل التربوي للتعليم الثانوي الإعدادي وشهادة التأهيل التربوي للتعليم الثانوي التأهيلي المسلمة من المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين.