لقي التدخل العنيف الذي واجهت به الحكومة الطلبة المتدربين في مهن التربية والتكوين، والذين اختاروا التصعيد ضد مرسومي وزير التربية الوطنية والتكوين المهني، رشيد بلمختار، القاضيين بفصل التكوين عن التدريب وتقليص المنحة إلى ما يقارب النصف، حملة واسعة من الاستنكار. ووصف نشطاء ما أقدمت عليه قوات الأمن، اليوم الخميس، في حق "أساتذة الغد"، بأنه مجزرة حقيقية نظرا لدموية المشاهد التي تلت التدخل الذي عرفته عدد من المدن المغربية، وذلك بعد يومين فقط من الرسالة التي وجهها لهم وزير الداخلية، محمد حصاد، بالبرلمان، عندما خاطبهم بالقول: "تضيعون وقتكم وستضيعون مستقبلكم". وفي جواب على سؤال للصحافيين حول التدخل الأمني العنيف، قالت الحكومة على لسان ناطقها الرسمي مصطفى الخلفي، اليوم الخميس، إنه لا تراجع عن المرسومين، حيث صرح بأن "الموقف الحكومي واضح، ولم يتغير"، مضيفا: "لا علاقة للتكوين بالتوظيف، وليس هناك تراجع عن هذا الموقف". وتأتي مواقف الحكومة الرافضة لأي تراجع عن تطبيق المقتضيات التي جاءت في المرسومين، بمبرر أن من شأن مقتضياتهما توسيع دائرة حاملي الشواهد المستفيدين من التكوين، وبالتالي إمكانية التحاقهم بالوظيفة العمومية أو بالتعليم الخصوصي. وكان مرسوم للحكومة قد منع على خريجي المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين التوظيف المباشر، ذلك أن شهادة التأهيل التربوي التي يحصل عليها الطالب الأستاذ نهاية سنة التكوين ستتيح له المشاركة في مباريات توظيف الأساتذة لا غير، وذلك حسب الحاجيات وعدد المناصب المالية، وهو ما أثار موجة من الاحتجاجات من قبل الدفعة الأولى من الطلبة. وينص المرسوم على تنظيم مباراة لفائدة المترشحين الحاصلين على شهادة التأهيل التربوي للتعليم الأولي والتعليم الابتدائي، وشهادة التأهيل التربوي للتعليم الثانوي الإعدادي، وشهادة التأهيل التربوي للتعليم الثانوي التأهيلي المسلمة من المراكز الجهوية لمهن التربية والتكوين.