في الوقت الذي انفجر فيه التوتر بين المملكة السعودية وإيران، فإن تنظيم الدولة الإسلامية يسيطر على بنيات تحتية كبيرة لآبار النفط في ليبيا، وكوريا الشمالية قامت بتجربة القنبلة الهيدروجينية، وأسعار النفط الخام تسجل أدنى مستوياتها خلال العشر سنوات الأخيرة، حيث وصل سعر البرميل إلى 34 دولارا في مقابل تجاوزه مائة دولار في صيف 2014، والتعاملات في نيويورك ولندن هبطت بنسبة 5 في المائة. هذه الوضعية، يؤكد تقرير لمجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، تدعو إلى القلق حول مستقبل أسعار النفط، بعد هذا الهبوط الحاد والزيادة التي يعرفها العرض مقابل تدني الأسعار، مقابل طفرة تشهدها الصخور النفطية في الولاياتالمتحدةالأمريكية، والتي تزود السوق العالمي يوميا بما يناهز 4 ملايين برميل، حيث عرفت الصناعات الاستخراجية في هذا المجال تطورا خلال السنوات الثلاثين الأخيرة. وتعيش الأسواق البترولية حالة من التضخم، سيتزايد، بحسب "فورين بوليسي"، خلال هذه السنة، في ظل الظرفية التي يعرفها العالم، ما سيكون له وقع سلبي على الاقتصاد العالمي، في حين يؤكد الخبير الاقتصادي الأمريكي، بوبيرت ماكينلي، أن انخفاض أسعار النفط لن يستمر، وقد يتحول إلى ما أسماه "ذكرى عزيزة"، خاصة مع التحولات التي يشهدها العالم. روبيرت ماكينلي توقع أن تعود أسعار النفط لتتجاوز حاجز 100 دولار مع نهاية العقد الحالي، حيث تشير عدد من المعطيات إلى التطور الذي تشهده اقتصادات العالم، خاصة الآسيوية منها، مثل الصين، التي عرفت نموا في الطلب خلال هذا العام، مع انخفاض فاتورة التكاليف نظرا لانخفاض الأسعار. وفي الوقت ذاته، تشهد صهاريج تخزين النفط في جميع أنحاء العالم حالة من الامتلاء، مع تطور منشآت هذا التخزين، خاصة في الولاياتالمتحدةالأمريكية، ما أدى إلى تزايد كميات النفط الخام أكثر من أي وقت مضى، في حين تستعد الدول الغربية لرفع العقوبات التي كانت قد فرضتها على إيران، بسبب برنامجها النووي، مما قد يساهم في مزيد من إغراء السوق المتضخم أصلا، كنتيجة طبيعية لزيادة صادرات إيران النفطية بعد رفع العقوبات. مقابل ذلك، تصر المملكة السعودية، باعتبارها أكبر المصدرين في منظمة "أوبيك"، على عدم تقليص إنتاجها، على عكس ما تدعو له روسيا، ذلك أن الانخفاض الذي عرفته الأسعار لم يدفع المنتجين، خلال العام الماضي، لاتخاذ قرار خفض الإنتاج، في ظرفية يتطور فيها إنتاج الصخور النفطية في الولاياتالمتحدة بشكل مضطرد، في حين يتوقع أن ينكمش إنتاج دول خارج منظمة "أوبيك"، خلال العام الجاري، ب 600 ألف برميل في اليوم، وهو أول انكماش بهذا الحجم منذ 2008، تاريخ الأزمة الاقتصادية التي عصفت بعدد من الاقتصادات العالمية.