لا يكف امحمد الهلالي، القيادي في حركة التوحيد والإصلاح، التي يعتبرها الكثيرون الذراع الدعوي لحزب العدالة والتنمية، عن الجلوس خلف حاسوبه المحمول، وإطلاق "صواريخه" هنا وهناك، حتى إنه يكاد لا يسلم منها أحد، معتبرا ما ينطق به هو الحق، ودونه الباطل، وذلك بأسلوب يصفه الكثيرون بالحاد والقاسي إزاء مخالفيه في المواقف والأفكار. وما ينتقده الكثيرون لدى الهلالي أنه لا يقف صامدا أمام مواقفه وآرائه التي غالبا ما يدبجها على شكل تدوينات "فيسبوكية"، تتناقلها الصحف والمنابر الإلكترونية، فما إن يتخذ موقفا يبدو لمن يناصره شجاعا وجريئا، حتى يرجع عن رأيه، ويقدم اعتذارا عما قاله، وهو ما جرى في ما نشره بشأن الزاوية القادرية البودشيشية. فلم تمر سوى ساعات على مطالبة الهلالي السلطات الأمنية بإغلاق زاوية الشيخ حمزة البودشيشي بضريح "بويا عمر"، معيبا الطقوس التي تتم فيها، حتى تراجع سريعا عن موقفه، وقدم اعتذاره لما دبجه، لكنه لم يفعل ذلك لأنه شعر بالخطأ، وإنما بعد أن تعرض ل"ضغوط" قيادة الحركة التي ينتسب إليها. وما إن اعتبرت حركة التوحيد والإصلاح أن تدوينة الهلالي "تتنافى مع منهجها وخياراتها القائمة على التعاون على الخير"، حتى اختبأ القيادي الإسلامي مرة أخرى وراء حاسوبه، وقدم اعتذارا باهتا، قبل أن يظهر في "خرجة" جديدة، وهو المحب للخرجات المثيرة، ليصف الحملة المطالبة بإلغاء معاشات البرلمانيين بكونها "شعبوية أطلقها الباندية، وفعّلها العدميون، وسيقطف ثمارها المتحكمون"..هكذا !!