استقبلت الأقاليم الجنوبية للمملكة وفدا من المستثمرين الإيطاليين عن شركة "زانوتي" العالمية، التي يقودها المستثمر الإيطالي المعروف "باولو بالدونيتشي". وهمت الزيارة جهتي كلميم - واد نون والعيون الساقية الحمراء، واطلع من خلالها المستثمرون على أهم المؤهلات الاقتصادية للمنطقة، وفرص الاستثمار المتاحة بها. وعرفت الزيارة لقاءات تواصلية مع مسؤولين عن إدارة الفريق النيابي لحزب العدالة والتنمية بمجلس النواب، بحضور نواب عن الصحراء، إلى جانب تنظيم لقاءات مع مسؤولين في الوزارات المعنية بقطاع الاستثمار بالرباط، كوزارتي التجهيز والنقل والطاقة والمعادن؛ ما خلف انطباعا جيدا لدى الزوار، في إطار بناء وتعزيز الثقة وتحفيز المستثمرين، خاصة منهم الأجانب، للرفع من مردودية الاقتصاد المحلي بالأقاليم الجنوبية، كما أوصى بذلك النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية. وأفادت النائبة البرلمانية خديجة أبلاضي، في تصريح لهسبريس، بأن "دعوة المستثمرين الأجانب تأتي في إطار التنزيل العملي للنموذج التنموي للأقاليم الجنوبية الذي أعلنه الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء، والتي عرفت إعلان مشاريع ضخمة بالجهات الجنوبية الثلاث، بميزانية قدرت ب 77 مليار درهم". وفي إطار تقريب الوفد من مؤهلات الجهات الجنوبية، والتعريف بأهم مميزاتها، تحقيقا للتنمية المحلية، زار الوفد ميناء طانطان، فتم التواصل مع المستثمرين المحليين في كل ما يتعلق بالصناعة المرتبطة بمنتجات الصيد البحري، فضلا عن زيارة جماعة تكليت للتعرف على خصائصها في ما يتعلق بإنعاش الواحات واستغلال فاكهة الصبار التي تزخر بها المنطقة. كما تم تنظيم زيارة خاصة إلى ميناء طرفاية، حيث اطلع الوفد الإيطالي على أشغال الورش الكبير لتوسعة الميناء الذي سيشكل جسرا بحريا يربط بين المغرب وأوربا عبر جزر الكناري، لتختتم بلقاء تواصلي في العيون، تم التعريف من خلاله بمؤهلات المنطقة السياحية والاقتصادية. وأكدت البرلمانية المذكورة أن "الزيارة كانت ناجحة، إذ ضرب الوفد المكون من 6 رجال أعمال إيطاليين و3 مغاربة موعدا بداية شهر يناير المقبل، لإعداد دراسة مشاريع قابلة للتنزيل على أرض الواقع، وإعلان التوقيع على اتفاقيات شراكة مع القطاعات الحكومية المعنية، ورجال الأعمال، وكل الفاعلين الذين لهم رغبة حقيقية لتنمية المنطقة". وكشفت أبلاضي حرصها، رفقة عدد من المسؤولين المحليين والسياسيين، على "فتح نقاش يهم مشروع الحكم الذاتي، باعتباره الحل الواقعي والمناسب للنزاع المفتعل حول الصحراء، مع رجال الأعمال الإيطاليين، مبرزين لهم بالدليل الملموس زيف المغالطات التي يتم الترويج لها، من خلال ما اطلعوا عليه من تقدم في المشاريع التنموية بالصحراء منذ جلاء المستعمر الإسباني، والأجواء الآمنة والاستقرار الذي تنعم به". وأكدت البرلمانية أن "الزيارة كانت فرصة لتغيير صورة الوفد الإيطالي عن قضية الصحراء، استحضارا لما يعبر عنه الفاعلون السياسيون والمدنيون بإيطاليا من تعاطف قوي مع قيادة جبهة البوليساريو، نظرا للضغط الذي تمارسه الأخيرة داخل الاتحاد الأوروبي، عبر التأكيد على أن الصحراء جزء لا يتجزأ من الوطن الأم، وأن ساكنتها لن ترضى بديلا عن وطنها المغرب".