واصلت الصحف الرئيسية الصادرة اليوم الثلاثاء ببلدان أوروبا تعاليقها حول نتائج الانتخابات التشريعية الاسبانية وتداعياتها على المستوى السياسي ، كما اهتمت كذلك بقرار لجنة الأخلاقيات التابعة ل" الفيفا" بتوقيف جوسب بلاتر وميشيل بلاتيني لمدة ثماني سنوات لتورطهما في قضايا رشاوي. ففي فرنسا خصصت الصحف تعالقيها لنتائج الانتخابات التشريعية التي جرت أول أمس الاحد باسبانيا، اذ كتبت صحيفة (لوموند) انه يتعين على الوزير الاول المنتهية ولايته ماريانو راخوي تشكيل ائتلاف افتراضي، مضيفة ان هذه الانتخابات التي لم يفز فيها أي حزب بالاغلبية تميزت باندثار الثنائية الحزبية مما يدخل البلاد في مرحلة من عدم اليقين. واضافت الصحيفة انه بهذا التصويت لفائدة احزاب جديدة، اراد الاسبان طي صفحة الازمة التي يعرفها البلد منذ 2009 . من جهتها اشارت صحيفة (ليبراسيون) الى انه مع يمين في المقدمة لكن معزولا، واشتراكيين يليهم حزب بوديموس ووسطيين في موقف الحكم، يتعين على الاحزاب ان تتوصل الى توافقات اذا كانت ترغب في تشكيل حكومة بعد 37 سنة من التناوب الميكانيكي بين الحزبين المهيمنين، الحزب الاشتراكي والحزب الشعبي. من جانبها كتبت صحيفة (لوفيغارو) انه لا يبدو ان أي ائتلاف في اليمين او اليسار قادر على الحصول على الاغلبية بالبرلمان. وفي إسبانيا، واصلت الصحف كذلك اهتمامها بتطورات المشهد السياسي بعد الانتخابات التشريعية لأول أمس الأحد والتي فاز فيها الحزب الشعبي دون الحصول على الأغلبية. فتحت عنوان "الأحزاب تتموقع" كتبت صحيفة (إلبايس) على صفحتها الأولى أن مختلف الأحزاب السياسية بدأت المفاوضات "دون خطوط حمراء" من أجل بناء تحالفات تفضي إلى تشكيل الحكومة. من جهتها أوردت (إلموندو) أن رئيس الحكومة المنتهية ولايته وزعيم الحزب الشعبي، ماريانو راخوي، يعتزم اقتراح ميثاق دستوري على حزب سيوددانوس والحزب الاشتراكي العمالي الإسباني ضد حزب بوديموس أقصى اليسار والتشكيلات الانفصالية. وفي سياق متصل، لاحظت (أ بي سي) أنه بالنسبة لراخوي تبقى الأولوية الوحيدة هو تشكيل حكومة مستقرة عبر "مفاوضات مرنة" مع الأحزاب المعنية، مشيرة إلى أن رئيس الحكومة المنتهية ولايته اقترح أيضا تجديد قيادة الحزب الشعبي. أما (لا راثون) فأشارت إلى أن الأمين العام للحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، بيدرو سانشيز، يعتزم ربط "ميثاق اجتماعي" مع بوديموس، لكن دون دعم أحد الأسماء الوازنة داخل هذه الهيئة السياسية، ويتعلق الأمر برئيسة جهة الأندلس سوزانا دياز. وفي سويسرا ، اهتمت الصحف بتوقيف السويسري جوزيف بلاتر والفرنسي ميشيل بلاتيني على التوالي رئيس الفيفا المستقيل و رئيس الاتحاد الاوروبي لكرة القدم ، لمدة ثماني سنوات لتورطهما في قضية فساد. فتحت عنوان '' عملية إعدام لبلاتيني وبلاتر '' كتبت " لا تريبيون دو جنيف" أن الحكم جاء أكثر صعوبة بالنسبة للفرنسي الذي سبق أن قدم ترشيحه لرئاسة الفيفا حيث اعتبر نفسه قادرا على استعادة هيبة الاتحاد التي شوهت بفعل قضايا الرشاوي. أما صحيفة " لوتان" فكتبت تحن عنوان '' بلاتر وبلاتيني يعلنان الحرب على الفيفا"، أن لجنة الاخلاقيات لم يسبق أن اتخذت مثل هذه العقوبات مشيرة الى أن الحرب الكبرى بدأت من أجل السلطة ، وأن هناك تنافس غير مسبوق بين عدة أقطاب داخل "الفيفا". أما صحيفة " 24 أور " فقالت إنه بالنسبة لميشيل بلاتيني فإن الامر هو أقرب الى " إعدام "، وذلك بعدما كان يشكل المرشح الأكثر حظوة لخلافة بلاتر. أما صحيفة " لوسوار" البلجيكية، فاعتبرت أن القول بأن لجنة الأخلاقيات في الفيفا فاجأت بإدانتها لسيب بلاتر وميشيل بلاتيني سيكون ذلك بمثابة كذب. وأضافت أن '' الاهم في الموضوع ليس هو المصير الذاتي لهذين الشخصيتين اللذين بصما رياضة كرة القدم لثلاثين أو أربعين عاما الماضية. و لكن أشياء أخرى وهي أن هناك شيئا فاسدا في هذه الرياضة، يتمثل في السلطة المالية والسياسية و الاقتصادية الهائلة من جهة والمؤسسات الغامضة التي تعود أحيانا بممارساتها للعصور الوسطى. صحيفة "لا ليبر بلجيك" كتبت من جهتها ، أن توقيف سيب بلاتر ليس سوى حلقة في مسلسل بدأ منذ عدة أشهر باتهام عدد من المديرين التنفيذيين " للفيفا". أما صحيفة " لاديرنيير أورو" فكتبت في افتتاحيتها، أن الرجلين اللذين كانا قوين في وظائفهما، أصبحا مطرودين من قبل نفس المؤسسات التي تغاضت على أفعالهما الطائشة لعدة سنوات. وقالت انه في نهاية المطاف، سيشعرون ولابد بمرارة دائمة جراء هذا القرار. وفي هولندا، ركزت الصحف على قرار الاتحاد الأوروبي القاضي بتمديد فرض عقوبات تجارية على موسكو لمدة ستة أشهر. وذكرت صحيفة " دي فولكس كرانت" في هذا السياق ، أن الاتحاد الأوروبي مدد لمدة ستة أشهر العقوبات المفروضة على روسيا، والتي كانت ستنتهي أواخر شهر يناير، مشيرا إلى أن القرار الذي اتخذ يوم الجمعة الماضي، تمت الموافقة عليه قبل مجلس وزراء دول الاتحاد أمس الاثنين. أما صحيفة " أ دي" فنقلت عن وزير الخارجية الهولندي ، بيرت كوندرز، قوله إن قرار تمديد العقوبات ، '' إشارة مهمة، واضحة وقاطعة '' اتجاه موسكو. وقال الوزير ، تضيف الصحيفة ، إنه ينبغي الحفاظ على الضغط على روسيا، التي لا تزال تلعب دورا حاسما في النزاع بين أوكرانيا والانفصاليين الموالين لموسكو. على غرار صحيفة (بوليتكن)، واصلت الصحف الدنماركية التطرق إلى الجدل الدائر في البلاد حول مشروع للحكومة بمصادرة الأشياء الثمينة التي في حوزة طالبي اللجوء من أجل تمويل إقامتهم في مراكز اللجوء. وفي حديث مع هذه الصحيفة الدنماركية، أكد نائب دنماركي ازداد في سورية، أن حزب المحافظين لا يعتزم دعم "مشروع القانون المثير للجدل لمصادرة الأشياء الثمينة لطالبي اللجوء، إذا تم السماح للشرطة بحجز المجوهرات والساعات". ودعا ناصر خضر، وهو المتحدث باسم حزبه، وزارة الاندماج، التي تشدد سياسة الهجرة، إلى توضيح أكثر للقانون، الذي من المنتظر أن يتم التصويت عليه في يناير المقبل على الرغم من الانتقادات الحادة للمعارضة اليسارية ومنظمات حقوق الإنسان. وفي السويد، تطرقت صحيفة (داغن نيهيتر) إلى قرار لجنة القيم في الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) حظر ممارسة سيب بلاتر وميشيل بلاتيني أي أنشطة متعلقة بكرة القدم لمدة ثماني سنوات، مشيرة إلى أن الحكم يكشف كيف أن الجهاز الدولي المكلف بتدبير كرة القدم على المستوى العالمي غارق في الفساد. واعتبرت الصحيفة أن "بلاتر بنى في عهد جو هافيلانج إمبراطورية فاسدة لأكثر من 40 عاما"، متسائلة بالقول "لماذا كان ينبغي انتظار كل هذا الوقت الطويل من أجل إشهار البطاقة الحمراء ضده¿". وفي النرويج، استأثر موضوع البطالة في هذا البلد الاسكندنافي باهتمام صحيفة (داغبلاديت) التي تطرقت بالتحليل إلى إشكالية ارتفاع معدل البطالة في البلد، ما يثير قلقا لدى الأوساط الاقتصادية. وأشارت الصحيفة إلى أن ارتفاع معدلات البطالة قد يؤثر بشكل جلي على اختيارات استكمال الدراسة وبعض المهن ما يجعل الأمر صعبا مع مرور الوقت. ونقلت عن خبراء تأكيدهم أنه ينبغي التفكير في هذا الإشكال الذي له تداعيات على المدى الطويل. وذكرت بالأرقام الصادرة عن إدارة الإحصاء بالنرويج التي تشير إلى أن نسبة البطالة بلغت نحو 4.6 في المائة، معتبرة أنه مع تسجيل هذا الارتفاع، فإنه سيكون من الصعب مستقبلا تحديد التخصص أو الدراسة التي يمكن اتباعها من أجل التوفر على مناصب شغل آمنة في المستقبل.