ركزت جل الصحف الأوروبية الصادرة اليوم الجمعة على تطورات فضائح الرشاوي التي هزت الاتحاد االدولي لكرة القدم (الفيفا) في ضوء افتتاح مؤتمره اليوم الجمعة بمدينة زيوريخ، وسعي رئيسه جوزيف بلاتر لتولي الرئاسة للمرة الخامسة. ففي بلجيكا، واصلت الصحف تغطيتها لفضيحة الفساد التي تهز الفيفا، إذ كتبت صحيفة (لافونير)، تحت عنوان "هذه الفيفا المهزلة"، ''أن الفيفا ذات العادات المتخلفة والهجينة تجد نفسها مجددا متهمة من قبل العدالة والشرطة السويسرية والمحاكم الأمريكية، وكذا العديد من الاتحادات الوطنية المراقبين، أي ما يعني في الواقع الجميع تقريبا''. وأشارت الصحيفة إلى أن الفضائح المتعاقبة على مدى السنوات العشر الماضية، والتي ارتبطت جميعها تقريبا بالرشوة، غيرت بشكل جوهري هوية الفيفا، تلك الجمعية الصغيرة التي أسستها سنة 1904 في باريسبلجيكا وغيرها. وكتبت صحيفة (لاليبر بلجيك)، من جانبها، أن المنظمة تعاني من غياب الشفافية والفضائح التي تواجهها باستمرار، مشيرة الى أنه في الوضع الراهن لم تشمل التحقيقات الأمريكية جوزيف بلاتر، وإذا كان تاريخ بعض الوقائع يعود لفترة ما قبل رئاسة بلاتر في 1998، فهذا لا يمنع من أن فترة حكمه شهدت العديد من الفضائح. وذكرت الصحيفة بأن شبهات الفساد التي كانت تحوم حول المنظمة عندما انتخب بلاتر في عام 1998 لا تزال قائمة اليوم. بدورها، ذكرت صحيفة (لوسوار) أن الأمير الأردني علي بن الحسين وحده قادر على منع جوزيف بلاتر من تولي رئاسة الفيفا للمرة الخامسة اليوم الجمعة في زيوريخ، مشيرة الى أن الرئيس الثمانيني يحتكر رئاسة المنظمة منذ 1998 بعد أن تولى منصب أمينها العام منذ 1981 إبان ولاية جواو هافيلانج الخبير كذلك في فن الرشوة، على حد تعبير الصحيفة. وفي فرنسا، كتبت صحيفة (ليبراسيون) في الموضوع ذاته أن هذه الفضيحة أثارت ردود فعل المستشهرين ورؤساء الدول وقد تشوش على إعادة انتخاب بلاتر على رأس الفيفا، مضيفة أن هذا الأخير يتصرف وكأن شيئا لم يقع، إذ سيقدم ترشيحه اليوم الجمعة بزوريخ لولاية خامسة. من جهتها، قالت صحيفة (لوموند) إن الاتحاد الدولي لكرة القدم الذي يعقد مؤتمره بزوريخ تهزه أزمة غير مسبوقة، مبرزة أن الفيفا أضحت مثل كرة قديمة ممزقة . وأضافت أن التوتر بلغ ذروته بين الاتحاد الأوروبي لكرة القدم الذي يرأسه الفرنسي ميشيل بلاتيني، والاتحادات الخمس القارية التي تدعم جوزيف بلاتير (79 سنة) لانتزاع ولاية خامسة. من جانبها، أشارت (لوفيغارو) إلى أن بلاتر قام، أمس الخميس بزوريخ وكأن شيئا لم يحدث، بافتتاح المؤتمر ال65 للاتحاد الدولي لكرة القدم، وذلك غداة اعتقال 14 شخصا، بينهم تسعة من من كبار مسؤوليه بتهمة تلقي رشاوى، مضيفة أن ميشيل بلاتيني دعا إلى التصويت على المرشح المعارض للرئيس المنتهية ولايته. وفي إسبانيا، اهتمت الصحف بالأزمة داخل الحزب الشعبي (الحاكم) بعد الهزيمة التي مني بها في الانتخابات االبلدية والجهوية يوم الأحد الماضي. وكتبت (إلباييس) أن زعيم الحزب الشعبي ورئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي يعد لتغييرات على قيادة الحزب ولتعديل وزاري قبل فصل الصيف، بعد طلب وزير التربية والتعليم والثقافة والرياضة خوسيه إغناسيو ويرت، ترك منصبه ليعين سفيرا لإسبانيا لدى منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية. وتحت عنوان "الحزب الشعبي يسير نحو الإخفاق"، قالت (إلموندو) إنه رغم الوعود التي قدمها راخوي بمراجعة استراتيجيات الحزب قبل الانتخابات العامة المقبلة، طالب 12 عمدة، خلال اجتماع عقد ببلنسية، باستقالة زعيم الحزب الشعبي، مشيرة إلى أن الزعيمة الأكثر انتقادا من قبل أعضاء الحزب الشعبي تبقى الأمينة العامة ماريا دولوريس دي كوسبيدال. وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة (أ بي سي) أن نائبة رئيس الحكومة سوريا ساينز دي سانتاماريا طلبت، أمس الخميس، من المسؤولين الجهويين للحزب الشعبي "التحلي بالروية والحكمة" خلال هذه المرحلة، ووجهت رسائل دعم للأمينة العامة للحزب ماريا دولوريس دي كوسبيدال، التي طالب العديد من قادة الحزب باستبدالها. من جهتها، أوردت صحيفة (لا راثون) أن كوسبيدال، التي دعمتها ساينز دي سانتاماريا، عبرت عن عدم رضاها عن ماريانو راخوي في أعقاب الانتقادات التي وجهها عدد من أعضاء الحزب لطريقة إدارتها لأمور هذه الهيئة السياسية. كما أشارت اليومية إلى أن ماريانو راخوي سيعقد لقاء مع زعيم حزب سيوددانوس الشاب ألبرت ريفيرا، لدراسة إمكانية إقامة اتفاقات انتخابية بين الحزبين. من جهتها، اهتمت الصحف النرويجية بفضيحة الفساد في الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، في ضوء التحقيق الذي أعلنته أول أمس الأربعاء وزارة العدل الأمريكية، إذ أشارت صحيفة (في غي) إلى بعض ملامح مسار جوزيف بلاتير رئيس الاتحاد الدولي الذي يواجه عاصفة كبيرة من الانتقادات. واعتبرت الصحيفة أنه من المؤكد أن السويسري بلاتير يعرف كل ركن من الاتحاد الدولي، وهو المسؤول عن منح كأس العالم لروسيا وقطر، مشيرة إلى مواقف العديد من الاتحادات الوطنية لكرة القدم التي لا تعتزم التصويت عليه لنيل ولاية جديدة على رأس الفيفا. من جانبها، تساءلت صحيفة (داغبلاديت) عن الكيفية التي يمكن بها عقد الآمال على مندوبي الاتحاد الدولي لكرة القدم بسبب فضيحة الفساد المعلن عنها. وأشارت إلى أن الاتحاد الدولي يتوفر حاليا على أموال كافية لتنظيم نهائيات كأس العالم المقبلة، مذكرة بمختلف الملاحظات التي وجهت للفيفا في القضايا المالية وإلى بعض البرامج التي تم تمويلها من أموال الاتحاد الدولي لكرة القدم ومدى تأثير ذلك على السياسة العامة لكرة القدم العالمية. من جهتها، أشارت صحيفة (افتنبوستن) إلى تراجع الاتحاد الأوروبي عن طلبه بتأجيل انتخاب رئيس الفيفا المقررة اليوم الجمعة لمدة ستة أشهر كي يتم تفادي تحول الانتخاب إلى مسرحية. ونقلت عن رئيس الاتحاد الهولندي ميكايل فان براغ تأكيده أنه إذا تمت مقاطعة الانتخاب فإنه سيتم انتخاب سيب بلاتر رئيسا، في حين أنهم يرغبون في تفادي ذلك بأي ثمن.