ركزت الصحف الصادرة اليوم الاثنين في أوروبا على نتائج الانتخابات التشريعية التي جرت امس الاحد في إسبانيا في ضوء فوز الحزب الشعبي المحافظ وتراجع الحزب الاشتراكي وتقدم الحزبين الصاعدين " بوديموس" ، اليساري المتطرف ، والليبيرالي " سيودادانوس". ففي إسبانيا، شكلت نتائج الانتخابات البرلمانية ، أبرز اهتمامات الصحف حيث كتبت (إلموندو) تحت عنوان "إسبانيا وضعت حدا للثنائية الحزبية وتركت الحكومة معلقة"، أن الحزبين التقليدين، الحزب الشعبي والحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، خسرا أزيد من 5 ملايين صوت، فيما تجاوز الحزبين الناشئين بوديموس وسيوددانوس الثمانية ملايين صوت في انتخابات أمس. من جهتها قالت صحيفة (لا راثون) إن الحزب الشعبي فاز بانتخابات أمس لكن ب"برلمان غير قابل للحكم"، مشيرة إلى أنه رغم كونه اللائحة الأكثر تصويتا بفارق بلغ 6,7 في المائة، فإنه سيتعين على هذا الحزب المحافظ الدخول في ائتلاف إذا أراد الاستمرار في تسيير دفة الحكم بالبلاد. وفي سياق متصل، أشارت صحيفة (إلباييس) إلى أن فقدان الحزب الشعبي للأغلبية البرلمانية فتح الباب على مصراعيه أمام سيناريو قيام تحالفات ما بعد الانتخابات، وأوردت في هذا الإطار تصريحات، زعيم هذا الحزب، ماريانو راخوي، الذي قال مساء أمس الأحد إنه سيسعى لتشكيل "حكومة مستقرة". أما صحيفة (أ بي سي) فكتبت، بدروها، تحت عنوان "من سيحكم إسبانيا"، أن المشهد السياسي الإسباني الحالي يبقى مفتوحا على جميع الاحتمالات، مضيفة أن المفاوضات من أجل التوصل إلى ميثاق بين مختلف الأحزاب السياسية ستكون "معقدة للغاية". وفي بلجيكا، كتبت صحيفة " لوسوار " ان ماريانو راخوي نجح حيث فشل العديد من القادة الأوروبيين، مشيرة إلى أنه بعد أربع سنوات من الولاية التشريعية التي تميزت بأزمة اقتصادية ، فاز رئيس الوزراء المحافظ المنتهية ولايته في الانتخابات التشريعية لكن لا شيء يقول انه سيكون الرئيس القادم للحكومة. وأوضحت الصحيفة انه إذا كانت الثنائية الحزبية لم تمت تماما الليلة الماضية في إسبانيا، فإنه يبدو أنها أصيبت بضعف شديد مشيرة إلى أن أهم درس يستخلص من نتائج الانتخابات هو بروز أحزاب ناشئة وضعت حدا لهيمنة الاحزاب التقليدية . وتحت عنوان '' موجة بوديموس تهز اليمين '' كتبت صحيفة "لا ليبر بلجيك" من جانبها ، أن الأحزاب التقليدية خسرت ثقة الناخبين رغم كونها لازالت مهيمنة. وأضافت أن المفاوضات التي سوف تجري الآن لتشكيل ائتلاف ستستمر لعدة أسابيع ، مشيرة إلى أن هناك عدة سيناريوهات ممكنة: اتفاق بين حزبي الشعبي و"سيودادانوس" ، أو تحالف بين الحزب الاشتراكي وحزب "بوديموس" ، أو حكومة أقلية يسيرها الحزب الشعبي أو الدعوة الى انتخابات جديدة. وفي إيطاليا، خصصت جل الصحف تعاليقها وتحليلاتها لنتائج الانتخابات التشريعية في اسبانيا حيث كتبت صحيفة "المساجيرو" أن راخوي فاز في الانتخابات، ولكن سوف يحتاج إلى حلفاء من اجل تشكيل الحكومة مشيرة الى أن الحزب الشعبي تقدم على الاشتراكي وعلى " يبوديموس" و" سيودادانوس" اللذين لم يكن يتوفران على ممثلين في البرلمان السابق. وفي هولندا، كتبت صحيفة "دي فولكس كرانت '' تحت عنوان " المحافظون الاسبان يفوزون بأكبر عدد من الأصوات، لكن ليس بالأغلبية ''، أن الحزب الشعبي لا يزال أكبر حزب ، لكنه خسر الأغلبية في البرلمان، مما يعني أن إسبانيا ستشهد تشكيل حكومة ائتلافية. وأضافت ان حزب " بوديموس" المناهض لسياسة التقشف حقق اختراقا حيث أصبح يزاحم الحزب الاشتراكي . وتحت عنوان '' المحافظون يفوزون في الانتخابات " كتبت صحيفة " إن إر سي" أن نسبة المشاركة في الانتخابات البرلمانية بلغت أكثر من 58 في المائة، أي بزيادة طفيفة عن الانتخابات السابقة (57.6 في المائة). صحيفة " أ دي" أبرزت من جهتها أن حزب " بوديموس " الذي جعل من مكافحة الفساد شعاره الانتخابي نجح في إقناع الناخبين الذين يصوتون تقليديا للحزبين الشعبي الاشتراكي ببرنامجه السياسي. وفي سويسرا كتبت صحيفة "لوتان" أن '' هذا التغيير غير المسبوق يعكس ضجر الاسبان اتجاه البنيات القديمة التي يعتبرونها مسؤولة جزئيا عن الأزمة الاقتصادية لعام 2008 وعواقبها بطبيعة الحال " . وأشارت الصحيفة إلى أن تفتت الاصوات سيجبر قادة الأحزاب على بدء مفاوضات لتشكيل أغلبية. أما صحيفة "لاتريبيون دو جنيف" فذكرت أن الحزبين اليساري المتطرف ( بوديموس) والليبيرالي ( سيودادانوس" تمكنا من البروز كنتيجة لازمة غير مسبوقة هزت ليس فقط الاقتصاد ولكن أيضا المؤسسات. وأضافت الصحيفة أن المحافظين كانوا يدركون أن المعركة ستكون صعبة جراء رد فعل الناخبين المصابين بصدمة السياسة التقشفية غير المسبوقة التي أدت الى انتشار كبير للبطالة في البلاد. من جهتها ، اعتبرت صحيفة " 24 أور" أن صعود حزبي " بوديموس" و " سيودادنوس" " أصبح حقيقة في الساحة السياسية لمرحلة ما بعد الأزمة ، مشيرة الى أن الحزبين يطالبان بالتجديد الديمقراطي ومزيد من الشفافية في الحياة السياسية لوضع حد للفساد ''. وفي فرنسا اهتمت صحيفة (ليبراسيون) بظاهرة الجهادية وخاصة آلة الدعاية التي تطورها داعش عبر الشبكات الاجتماعية والفيديوهات على الانترنيت من اجل التخويف وجذب الشباب. واضافت الصحيفة انه يتعين على الجميع امام هذه الالة الحربية تحمل مسؤولياته، داعيا وسائل الاعلام الى عدم السقوط في فخ الجهاديين، والتأكيد في كل مناسبة على ان الامر يتعلق بدعاية . من جهتها دقت صحيفة (لوموند) ناقوس الخطر في ما يتعلق بتطور داعش بليبيا، مشيرا الى ان هذا التنظيم الارهابي لا يتوقف عن توسيع محيط سيطرته بالسواحل الليبية انطلاقا من مدينة سرت. وقالت ان مستقبل ليبيا بين ايدي فصيلين يتنافسان على السلطة واللذين وقعها مؤخرا على اتفاق بالمغرب من شأنه ان يؤدي الى تشكيل حكومة وحدة وطنية . من جانبها تطرقت صحيفة (لوفيغارو) الى فوز القوميين بكورسيكا خلال انتخابات المناطق التي جرت بفرنسا مؤخرا مشيرة الى انه يبدو ان الحكومة المنشغلة بصعود الجبهة الوطنية، لا تعير اهتماما لفوز القوميين بهذه الجزيرة.