اهتمت الصحف العربية الصادرة ، اليوم الإثنين، بمحادثات السلام في اليمن وتشكيل التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب والأزمة الليبية وتطورات الأوضاع في سورية. ففي مصر كتبت جريدة (الأخبار) في مقال بعنوان "سورية .. ظنون نتمناها آثمة" أن الذي دفع بأصدقاء سورية إلى إقرار الاتفاق واضح ومفهوم فلا روسيا التي دخلت وبثقلها العسكري المهول على خط المواجهة المباشرة حماية لما تبقى من سورية ،ولا الصين التي اكتفت بالدعم المعنوي، يريدان لسورية وللسوريين أكثر من سلام واستقرار حقيقي يحفظ التوازن بالمنطقة، يحفظ مصالحهما ويمنع نشوء دويلات ظلامية إرهابية معادية لكل ما هو إنساني متحضر، ولا أي منهما يسعى لمعاداة الشعب السوري بالاستمساك ببقاء رئيس إن لم يرده شعبه ولذلك فلم تبد أي منها اعتراضا على مسار سياسي ينتهي بانتخابات رئاسية يختار عبرها السوريون وحدهم رئيس البلاد. أما جريدة (الجمهورية ) فكتبت في مقال لها أن التحالف الإسلامي المزمع أنشاؤه لن يكون بديلا عن القوة العربية المشتركة وأن الغرض منه أن يكون قوة حقيقية تضم مشاركة عالمية من دول إسلامية . وأضافت أن الهدف من إنشاء هذه القوة والتي سيباركها الملك سلمان بزيارته للقاهرة قريبا وذلك للمحافظة على كيان الدول ووقف المجازر التي تعمل على ابادة الشعب السوري. وفي الإمارات، كتبت صحيفة (الاتحاد)، في مقال لرئيس تحريرها محمد الحمادي، أن لا أحد كان يتوقع نجاح "مشاورات سويسرا بين الشرعية اليمنية والانقلابيين الحوثيين، كما أن الذهاب إلى جولة أخرى من حوار الطرشان كان متوقعا أيضا، ربما لمحاولة إبراء الذمة من جانب المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، حتى يقال إنه بذل ما في وسعه، لكن الأمور في طريق مسدود". واعتبرت الصحيفة أن هناك تخبطا أمميا، في هذا المجال، ذلك "أن هناك طرفين، أحدهما شرعي ومعترف به دوليا، والآخر غير شرعي ومتمرد ومنقلب على الشرعية، فكيف يكون هناك مجال للتفاوض بين الشرعي وغير الشرعي، وبين المعترف به وغير المعترف به". وشدد كاتب المقال على أنه لا يمكن التفاوض إلى ما لا نهاية، كما يريد الإنقلابيون، بالرغم من أن الحكومة الشرعية تبدي مرونة كبيرة وتسلك كل الطرق من منطلق إحساسها بالمسؤولية عن سلامة الشعب اليمني. ومن جهتها، اعتبرت صحيفة (الوطن)، في افتتاحيتها، أنه على الرغم من كافة العقبات التي تضعها مليشيات الحوثي والمخلوع أمام محادثات السلام اليمنية في سويسرا، فإن التحالف العربي والحكومة الشرعية في اليمن يحرصان على الخروج بنتائج مثمرة تعود على اليمنيين بالخير والأمن والاستقرار. وأبرزت أن التحالف العربي استطاع، من خلال دعمه الكبير للشرعية في اليمن، وتصديه لكافة الاعتداءات التي يقوم بها الانقلابيون بحق اليمنيين ، بسط الشرعية على الجزء الأكبر من اليمن، وإلحاق الهزائم المتتالية بصفوف المليشيات التي تقاتل تحت راية الباطل. وفي الشأن السوري، كتبت صحيفة (الخليج)، في افتتاحيتها، أنه بالرغم من أن القرار 2254 الذي صدر عن مجلس الأمن قبل ثلاثة أيام بشأن التسوية السياسية في سوريا، حدد الخطوط العريضة للتسوية وآلياتها، واعتبره البعض بمثابة خريطة طريق، إلا أن ذلك لا يعني أن الطريق مفروش بالورود، وأن التسوية باتت في متناول اليد. وأكدت في هذا الصدد على أن القرار مجرد خطوة أولى على طريق شاق وطويل، وأن كل محطة تحتاج إلى جهد ومثابرة كي تحظى بالموافقة والإجماع، لأن المتفاوضين سوف يحضرون إلى الطاولة ولكل منهم وجهة نظر وخلفية وأمل بتحقيق أكبر قدر من المكاسب كي يظهر أنه المنتصر. وفي قطر ، استنكرت صحيفة (الراية) في افتتاحيتها تعمد الحوثيين وحليفهم المخلوع علي عبدالله صالح عرقلة التوصل لاتفاق في محادثات السلام اليمنية التي جرت في سويسرا، وإفشال الجهود الدولية للتوصل لاتفاق سلام دائم ينهي الأزمة رغم حسن النية التي أبداها وفد الحكومة الشرعية لإنجاح المفاوضات . وقالت الصحيفة إن الحوثيين وحليفهم المخلوع صالح "مسؤولون مسؤولية مباشرة عن انهيار المفاوضات الجديدة بسبب عدم رغبتهم أصلا في المفاوضات ووضعهم شروطا تعجيزية بعيدة عن الواقع وغير مقبولة، خاصة بعدما التزم وفد الحكومة اليمنية الشرعية بالهدنة المعلنة التي خرقها الانقلابيون من أول لحظة لإعلانها في تحد سافر لإرادة الشعب اليمني والمجتمع الدولي ." في الشأن الليبي ، جاء في مقال لصحيفة ( الشرق) أن الاتفاق السياسي الذي وقع عليه الفرقاء الليبيون بمدينة الصخيرات يوم الخميس الماضي " ينطوى على رغبة حقيقية في الخروج من دائرة الوجع ,التي تمددت في البلاد على مدى العامين المنصرمين , فكادت أن تبلغ حالة الدولة الفاشلة بعد العديد من الانقسامات , طالت مختلف المستويات الحكومية والبرلمانية والعسكرية والاقتصادية , فضلا عن نزيف الدم الذي أودى بحياة الآلاف من المواطنين , وتدمير للبنى التحتية ." إن هذا الاتفاق ، يضيف صاحب المقال ، "يعيد الاعتبار لخيار وحدة الدولة الليبية أرضا وشعبا ,واستعادة عافيتها على أسس مغايرة ,تقوم على التعددية والمواطنة من خلال تشكيل حكومة توافق وطني , تحظى بحالة من الرضا العام ,عبر تمثيلها لكافة التوجهات المؤمنة بالديمقراطية منهجا لفترة عامين, تنتهي خلالها من إعادة صياغة دستور حديث وإجراء انتخابات برلمانية لبناء مؤسسات الدولة, بما يضمن تمكينها من امتلاك زمام الأمور ,بمنأى عن منطق الميليشيات التي فرضت معادلتها , منذ سقوط نظام العقيد معمر القذافي". وفي البحرين، قالت صحيفة (أخبار الخليج) إن تشكيل تحالف إسلامي لمحاربة الإرهاب، بقيادة المملكة العربية السعودية، يعتبر خطوة لها أهمية كبيرة، لعدة أسباب في مقدمتها كون الدول العربية والإسلامية "هي أكبر ضحايا الإرهاب في العالم". واعتبرت الصحيفة أن من هذه الأسباب، أيضا، أنه "على الرغم من أننا أكبر ضحايا الإرهاب (..) فإنهم في الغرب لديهم من الصفاقة والنوايا الإجرامية ما يكفي كي يتهموا الإسلام، ويتهموا دولنا ومجتمعاتنا بأنها هي سبب الإرهاب"، كما أن هذا التحالف الإسلامي "سيحارب الإرهاب بشروطنا نحن، ووفق أجندتنا نحن في العالم العربي والإسلامي، وهذه قضية لها أهمية حاسمة". ومن جهتها، كتبت صحيفة (الوطن) أن الأمة الإسلامية لم تشهد مثل هذا التحالف الذي يضم هذا العدد من الدول منذ سقوط الخلافة العثمانية، مؤكدة أنه " سيكون إن اكتملت أركانه سدا منيعا ودرعا حصينا لا ينفذ بعد اليوم منه تآمر على الأمة أو إرهاب". وأبرزت الصحيفة أن هذا التحالف يحمل في طياته "رسالة قوية موجهة لمن تمادى وتمدد وطغى ليعود إلى رشده ولينسحب وينكفئ هو وميليشياته إلى داخل حدوده"، مشيرة إلى أن الإرهاب ازدادت رقعته وانشطرت تنظيماته، و"تسارعت الكثير من تلك الدول للذود عنه ورعايته، وتنوعت مصادر تمويله من هبات وتبرعات (..)". وفي بلبنان، علقت (المستقبل) على مقتل الأسير السابق لدى إسرائيل سمير القنطار في قصف جوي إسرائيلي بالقول، إنها "ضريبة مستنقع الدم المراق في سوريا يدفعها اللبنانيون مجددا على مذبح حرب (حزب الله) المستميتة دفاعا عن بقايا حكم مترهل متهلهل في دمشق"، بينما يقف العدو الإسرائيلي، تضيف الصحيفة "متربصا على ضفة المستنقع الممانع يتحين فرص الانقضاض على صيد ثمين هنا وآخر استراتيجي هناك منفذا أجندة تصفيات واغتيالات تطال أفرادا استعصوا عليه في لبنان وفي عمق فلسطينالمحتلة ليجدهم تحت (الوصاية الروسية) فريسة سهلة في العمق السيادي السوري". وخلصت الى أن سمير القنطار "لم ينل مرتبة الشهادة لا في نهاريا (فلسطين) ولا على جبهات الجنوب المحتل إنما اغتالته إسرائيل غيلة في ريف دمشق تحت جنح الأجواء والقنوات السورية المفتوحة بين موسكو وتل أبيب.. وتحت أنظار منظومة (إس 400) الروسية المتطورة للدفاع الجوي". من جهتها، أبرزت (السفير) أن "سكرة" الإسرائيليين باغتيالهم سمير القنطار "لن تطول على الأرجح". مشير الى أن الإسرائيليين "اعتقدوا أنهم أقفلوا الفاتورة، لكن عندما ستنتهي آخر فقرة من خطاب د حسن نصرالله، هذه الليلة، سيدرك الاسرائيليون أن فاتورة جديدة باتت تنتظر من يسددها.. وسيكون السعر غاليا ، أقله بحسابات أهل المقاومة، الذين يدركون أن اسرائيل تحاول منذ يوليوز (تموز) 2006، لا بل منذ التحرير في العام 2000، خلق قواعد اشتباك تترك لها اليد العليا في الميدان والاستخبارات والأمن، قبل أن يفاجئهم (حزب الله) بما هو ليس في الحسبان".