قال رئيس التجمع الوطني للأحرار، صلاح الطين مزوار، إنّ الفضل في استقرار التجربة المغربية لما بعد دستور 2011، والحفاظ على استمرارية الحكومة الحالية، يعود إلى حزبه، بعد انضمامه إلى حكومة عبد الإله بنكيران في نسختها الثانية سنة 2013، إثر انسحاب حزب الاستقلال منها. ودافع مزوار بقوة عن الدور الذي لعبه حزبه في المرحلة التالية لانسحاب حزب الاستقلال من الحكومة، وذهب إلى حد القول إنّ التجربة المغربية لما بعد دستور 2011 كانت سائرة في الطريق إلى الانهيار، "وبفضل حزبنا استقرت التجربة وتغير المسار وأصبح المغرب نموذجا في منطقة تعرف اضطرابات واهتزازات"، على حد تعبيره. رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، الذي كان يتحدث في اللقاء الوطني لرؤساء الجماعات والمجالس الجهوية التابعين للحزب بمدينة الرباط، وصف الوضع داخل الحكومة حين الانضمام إليها ب"المأساوي"، وذهب أبعد من ذلك بقوله: "كانت الأمور تسير في طريق لا تحمد عقباه". في مقابل "السوداوية" التي تحدث بها عن الوضع داخل حكومة بنكيران حين انضمام حزبه إليها، تحدث مزوار بكثير من الفخر عما حققه حزب "الحمامة" داخل الحكومة، بقوله: "لقد أرجعنا قطار الحكومة إلى السكة، ورفعنا من وتيرة الأداء الحكومي، وكذا البرلمان، وتمكن حزبنا خلال السنتين الأخيرتين من توجيه عمل المؤسسات نحو مسار آخر". ويبدو أن حزب التجمع الوطني للأحرار يضع نصْب عينيه الفوز بالانتخابات التشريعية لسنة 2016، إذ قال مزوار في هذا الصدد إن حزب "الحمامة" سيدخل الانتخابات التشريعية القادمة "بكل عزيمة وقوة وسيستفيد من الأخطاء التي ارتكبها خلال الانتخابات الماضية"، متوقعا أن تكون النتائج التي سيحصل عليها الحزب "جيدة". مزوار قطّر "الشمع" على خصومه السياسيين، قائلا: "هناك من يحاول إيهام الرأي العام وخلق بلبلة داخل الحزب بقولهم إننا لن نحقق نتائج جيدة، ونقول لهم موعدنا في 2016، وْغادي تْعَرْفو من هو التجمع وَاشْنو قادر يْديرْ التجمع"، مضيفا: "حزبنا سيكون في الموعد". ويبدو أن الخلافات التي برزت بين حزب التجمع الوطني للأحرار وبين حزب العدالة والتنمية، القائد للتحالف الحكومي، عقب الانتخابات الجماعية والجهوية الأخيرة، والتي أفرزتها التحالفات التي أعقبت الانتخابات، لم تٌطو بعد، فقد حرص مزوار على الإشارة إليها في تصريحات صحافية. في هذا الصدد، قال إن الذين يتهمون حزب التجمع الوطني للأحرار بالخيانة، في التحالفات، في إشارة إلى حزب العدالة والتنمية، هم أول من خان التحالفات، وأضاف في الكلمة التي ألقاها أمام منتخبي حزبه: "حْنا كانْتعامْلو بأدب لأننا وْلادْ الناس، لكن حذار من تجاوز الخطوط الحمراء، والفاهم يفهم".