واصلت المبادلات التجارية بين القطاعين الخاصين في المغربي والإسرائيلي نموها، منذ بداية العام، وسجلت ارتفاعا قياسيا بلغت نسبته 140 في المائة خلال الشهور الإحدى عشرة الأولى من العام الجاري مقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي. وأبانت الإحصائية الرسمية الصادرة عن المكتب المركزي الإسرائيلي للإحصاء خلال الشهر الجاري، أن قيمة المبادلات التجارية بين البلدين بلغت في الفترة الممتدة ما بين يناير ونونبر ما يناهز 31.7 مليون دولار، مقابل 13.2 مليون دولار في الفترة نفسها من العام المنصرم. وأقدمت الشركات المغربية على تصدير 10.9 ملايين دولار من البضائع؛ منها 1.2 مليون دولار في شهر نونبر الماضي لوحده، في الوقت الذي تم استيراد نحو 20.8 مليون دولار إلى غاية نونبر 2015. ويرى سيون أسيدون، الناشط الحقوقي المغربي المناهض للتطبيع مع إسرائيل، أن الانتعاش الكبير للمعاملات التجارية بين المغرب وإسرائيل، خلال السنة الحالية، يعود، في جانب كبير منه، إلى الجرأة التي أضحى يتمتع بها الموردون التجاريون المغاربة في تعاملهم مع نظرائهم الإسرائيليين، معتبرا أن حجم المعاملات بين الطرفين بدأ يسير نحو الارتفاع، لافتا الانتباه إلى أن هناك كميات كبيرة من واردات المغرب من إسرائيل تتم عن طريق شركات وسيطة توجد مقراتها في أوروبا، وفرنسا على وجه الخصوص. واحتل المغرب الرتبة الثالثة على مستوى دول شمال إفريقيا والشرق الأوسط، وراء كل من الأردن ومصر، ومتقدما على موريتانيا، حيث بلغت قيمة "المبادلات التجارية العربية الإسرائيلية"، مجتمعة، ما يزيد عن 515 مليون دولار، تسيطر فيها الأردن على حصة الأسد بما يربو عن 386 مليون دولار. وقامت الأردن بتصدير ما يزيد عن 304 ملايين دولار من البضائع نحو إسرائيل في حين استوردت منها ما يناهز 82 مليون دولار، أما بالنسبة لمصر فقد بلغ حجم معاملاتها مع تل أبيب 121 مليون دولار، تمثل فيها الواردات من إسرائيل نحو القاهرة 67 في المائة بقيمة 81.4 مليون دولار، في وقت صدرت بضائع بقيمة 43.4 مليون دولار. موريتانيا بدورها سجلت مبادلاتها نوعا من الاستقرار مع إسرائيل، حيث بلغت 4.3 ملايين دولار، منها 3 ملايين دولار عبارة عن واردات من الدولة العبرية و1.3 مليون دولار كصادرات منتظمة.