عرفت المبادلات التجارية بين المغرب و إسرائيل في عهد حكومة بنكيران نموا متواصلا، إذ ارتفع حجم هذه الأخيرة خلال التسعة أشهر الأولى من السنة الجارية إلى حوالي 187 مليون درهم، مقابل 183.5 مليون درهم سنة قبل ذلك، مسجلة نموا ناهزت قيمته 3.5 مليون درهم بين الفترتين وفق إحصاءات المكتب الإسرائيلي للإحصاء. وكشفت معطيات المكتب أن أسباب نمو هذه المبادلات، يرتبط أساسا بارتفاع واردات الدولة العبرية من المغرب بحوالي 12.9مليون درهم لتنتقل من 26.8 مليون درهم نهاية شتنبر من سنة 2011 إلى 39.8 مليون درهم خلال السنة الجارية، في حين تراجعت صادرات إسرائيل نحو المغرب إلى 147.2مليون درهم مقابل 156.7مليون دولار بين الفترتين بانخفاض قيمته 9.5 مليون درهم .
وبهذه الأرقام، يحتل المغرب، تسجل إحصاءات المكتب الإسرائيلي للإحصاء، المرتبة الرابعة بعد الأسواق العربية المستقطبة للبضائع الإسرائيلية خلال الفترة ذاتها، حيث يأتي مباشرة بعد الأردن التي بلغت مبادلاتها مع إسرائيل أزيد من 2. 46مليار درهم،ومصر بحوالي ملياري درهم،ولبنان.
و تظل هذه الأرقام حسب ما أفاد به خالد السفياني، رئيس مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق و فلسطين، جريدة أخبار اليوم، "غير دقيقة، خاصة و أن مصدرها مرتبط دائما بالجانب الإسرائيلي، وامتناع المغرب عن توفير ما يمكن الاعتماد عليه للوصول إلى الرقم الحقيقي لهذه المبادلات". في انتظار "أن تكشف الحكومة عن حقيقة المعاملات بين المغرب و إسرائيل بكافة أشكالها، و بالتالي إذا كانت هناك عمليات رسمية، فإنه يجب وضع حد فوري لها". يضيف السفياني لذات الجريدة.
من جهة أخرى طالب السفياني الحكومة، حسب نفس الجريدة، "بالتحري في موضوع العلاقات التجارية بين المغرب و إسرائيل، للكشف عن المطبعين في المجال التجاري و الاقتصادي مع الكيان الصهيوني،و اتخاذ الإجراءات اللازمة،خاصة وأننا ضد التطبيع بكافة أشكاله،والذي سيشكل الشعار الثاني لمسيرة 25 نونبر المقبلة".
أما المبادلات التجارية بين المغرب و إسرائيل، خلال شهر شتنبر الماضي لوحده، فقد تراجعت إلى 6.9 مليون درهم مقابل 20.7مليون درهم خلال الشهر نفسه من سنة 2011، بانخفاض بلغت قيمته 13.6 مليون درهم، تضيف أرقام المكتب الإسرائيلي للإحصاء. ويعزى ذلك حسب ذات الاحصائيات إلى انخفاض صادرات إسرائيل نحو المغرب، إلى 3.4 مليون درهم في شتنبر من سنة 2012 مقارنة مع 15.5 مليون درهم خلال الشهر ذاته من السنة الماضية، و انخفاض واردات الدولة العبرية من المغرب إلى 3.4 مليون درهم أيضا مقابل 5.1مليون دولار سنة قبل ذلك.
وتشير احصائيات المكتب الاسرائيلي إلى تراجع عدد السياح المغاربة الوافدين على إسرائيل عند نهاية شتنبر الماضي بنسبة 4 في المائة مقارنة مع الفترة نفسها من سنة 2011، ووصل عددهم إلى حوالي 1800 سائح، غالبيتهم حلوا عبر الرحلات الجوية بانخفاض نسبته5 في المائة مقارنة بسنة 2011.
وتتشكل الصادرات المغربية من إسرائيل أساسا من المنتجات الفلاحية، خاصة بذور الطماطم و البطاطس و المبيدات المرافقة لها لمحاربة الطفيليات، إلى جانب تكنولوجيا المعلوميات الحديثة و الآليات الزراعية و مواد التجهيز و الألبسة .. و لا تقتصر المبادلات التجارية بين المغرب و إسرائيل على القطاع الفلاحي، بل تمتد إلى مجالات أخرى كالقطاع السياحي. _