بعد شهر على مسيرتهم الأولى، احتجاجا على ما بات يعرف ب"مرسومي بلمختار"، خرج الأساتذة المتدربون في مسيرة ثانية جابت عددا من شوارع الرباط، للمطالبة بإسقاط المرسومين رقم 588 و589، القاضيين بفصل التكوين عن التوظيف وخفض المنحة. المسيرة التي انطلقت من باب الأحد بالرباط إلى مقر وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني وشارك فيها الآلاف، رفعت خلالها شعارات منددة بما اعتبره الأساتذة المتدربون "ظلما يتعرضون له"، نتيجة فصل تكوينهم عن التوظيف و"تقزيم المنحة"، كما شهدت تطويقا أمنيا مكثفا حال دون وصول المحتجين إلى مقرّ وزارة التربية الوطنية. وقال منصف بنحمزة، منسق شعبة الفلسفة في مركز مكناس للتكوين، إن هذه المسيرة تأتي للتعبير عن رفض الأساتذة المتدربين لكلا المرسومين، و"القضاء على الراتب الأساسي وتعويضه بمنحة مقزمة تبلغ 1200 درهم بدل 2400 درهم". وشدد بنحمزة، في تصريح لهسبريس، على أن الأساتذة المتدربين يعتبرون هاذين المرسومين "ضربا للأساتذة وللشغيلة المغربية بشكل عام، وضربا لمكتسبات الشعب المغربي في تعليم عمومي وفي الحق في الشغل"، مضيفا أن هذه المسيرة يشارك فيها 41 مركزا للتعليم من مختلف ربوع المملكة، بالإضافة إلى مجموعة من المتضامنين، وآباء الأساتذة. واعتبر منسق شعبة الفلسفة أن الأساتذة المتدربين لا يخشون التهديد بسنة بيضاء، حيث إن "هذه الورقة هي في يد الأساتذة، ونحن من يهدد الحكومة بها وليست هي"، مردفا القول إنهم يعرفون الحاجيات والخصاص المهول الذي تتخبط فيه المنظومة التعليمية، و"إذا أرادوا تحقيق الجودة فلابد من فتح باب الحوار مع الأساتذة والاستجابة لمطالبهم وحقوقهم". بدوره قال عضو التنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربين، خالد العوني، إن هذه المسيرة تأتي تأكيدا للمطالَب العادلة للأستاذة المتدربين، وتنديدا بالاعتداءات التي يتعرضون لها في مراكز طنجة والعيون والراشدية ومجموعة من المراكز الأخرى، و"رفضا للمراسيم التي تهدد الوظيفة العمومية وتهدف للإجهاز عليها وعلى المكتسبات التاريخية"، على حد تعبيره. وشدد العوني، في تصريح لهسبريس، على أن هذه الاحتجاجات تم الإعلان عنها باعتبارها "معركة مفتوحة وستبقى كذلك إلى حين إلغاء المرسومين وتحصين المكتسبات والمحافظة على حق أبناء الشعب في التعليم والوظيفة العمومية"، معبّرا عن رفضه لما أسماه "تسليع التعليم وجعله خاضعا لمنطق العرض والطلب"، متوعدا بأن "هذه المراسيم لن تمر". "إذا كان هناك من يخشى السنة البيضاء فهي الحكومة بقراراتها اللاشعبية التي تضرب بمكتسبات الأساتذة عرض الحائط، وتضرب القنوات التي من المفترض أن تمر منها هذه المراسيم"، يقول المتحدث ذاته، مضيفا أنه كان أولى بالحكومة أن تبحث عن حلول للارتقاء بجودة التعليم، بدل فصل التوظيف عن التكوين، كما توقع أن يتزايد عدد التلاميذ في الأقسام خلال السنوات المقبلة، نتيجة السنة البيضاء، "مما سيخرب المدرسة المغربية"، بحسب تعبيره.