أكد خبراء مغاربة وأجانب في مجال الميديا والمحتوى الإخباري الرقمي أن سنة 2016 ستشهد زيادة كبيرة في حجم الاستهلاك الرقمي السمعي البصري للأخبار على شبكة الأنترنيت بنسبة لافتة، حيث أكد باسكال شوفاليي، الرئيس التنفيذي لمجموعة "وورلد ميديا" العاملة في مجال المواقع الإخبارية الرقمية، أن الصحافة الورقية إلى زوال، عكس الصحافة الرقمية التي ينتظرها مستقبل زاهر، وفق رجل الأعمال الفرنسي. وأضاف شوفاليي، الذي يعتبر واحدا من أكبر المستثمرين العالميين في مجال الميديا، أن التوجهات الكبرى لسوق استهلاك المحتوى الرقمي تفيد بأن القارئ في العالم سيتوجه بشكل أكبر نحو استهلاك الفيديوهات الإخبارية التي لا يتعدى زمنها 3 إلى 4 دقائق بنسبة تزيد عن 80 في المائة، في الوقت الذي لن يتم فيه استهلاك سوى 20 في المائة من المحتوى الرقمي المكتوب. توفيق أبو الضياء، المدير المسؤول عن حاضنة "EMERGING BUSINESS Factory"، التي تستقطب المقاولات الناشئة الذكية في مراكش، أكد بدوره أن استهلاك المحتوى الإخباري الرقمي سيتجه أكثر نحو مقاطع الفيديوهات الإخبارية المركزة والمختصرة في العالم وفي المغرب، وذلك ابتداء من سنة 2016. وأفاد أبو الضياء، الذي يعتبر واحدا من المقاولين الشباب الذي استثمر مبكرا في المقاولات الناشئة "startup"، أن انتشار استعمال الهواتف الذكية والجيل الرابع للإنترنيت فائق السرعة ساهما بشكل كبير في إقبال المغاربة على استهلاك المحتوى الرقمي، مقابل التخلي بشكل متسارع عن المحتوى الورقي، خصوصا وأن القارئ أو المستهلك تصله المعلومة بشكل آني، ويجد نفسه غير مهتم بالمحتوى الورقي الذي يعيد نشر المعلومة نفسها بالمعطيات نفسها. وتتطابق توقعات الخبير المغربي في المجال الرقمي مع الاستنتاجات التي توصلت إليها دراسة أنجزتها مجموعة "إريكسون" السويدية حول استهلاك البيانات الرقمية في شبكة الإنترنيت، حيث يقول المسؤولون في "إريكسون": "لقد رصدنا في سنة 2015 أربعة تغييرات، حيث إن المستهلكين سيتابعون بشكل متزايد الفيديو عبر تقنية الستيريمينغ أو البرامج التلفزية، كما أن الفيديو سيستحوذ على نصف حركة البيانات المتنقلة على شبكات الجيل الرابع LTE، إضافة إلى أن عدد المشتركين سيتضاعف بنسبة 80 في المائة، وأخيرا فإن التغطية عبر الصبيب النقال فائق السرعة ستتجاوز 70 في المائة، فالأمر يتعلق هنا بعوامل تغيير قوية ستفتح آفاقا جديدة في قطاع التكنولوجيات الجديدة للاتصالات". رشيد شيحاني، الرئيس التنفيذي لمجموعة "إريكسون" في المنطقة المغاربية، قال، في تصريح لهسبريس: "نحن في Ericsson توصلنا إلى أن تشهد حركة بيانات الفيديو نموا سنويا بنسبة 55 في المائة، وفي المغرب ستمثل 60 في المائة من إجمالي حركة البيانات في شبكات الجيل الرابع خلال العام الحالي، وستواصل ارتفاعها خلال 2016، إذ ستواصل حركة بيانات الفيديو النقالة نموها مدفوعة بتطبيقات مشاهدة الفيديو وتنامي انتشاره على مواقع الإعلام الاجتماعي". وأبانت الدراسة التي أجرتها "إريكسون" أن الإنترنيت فائق السرعة يمكن أن يساهم بشكل كبير في تعزيز نمو اقتصاديات الدول، حيث تفيد الدراسة بأن مضاعفة الصبيب يمكن أن يساهم في نمو الدخل الوطني الخام بنسبة هامة، ويتجلى هذا الأمر بشكل خاص على مستوى الربح المسجل في المردودية الإنتاجية، وتقليص تكاليف الاستغلال، والولوج إلى الخدمات الأساسية، بل وخلق خدمات جديدة.