خلصت دراسة أنجزها مكتب دراسات أمريكي حول الإنترنيت المتنقل من الجيل الرابع (4G)، الذي أطلقته الشركات المغربية بداية الصيف المنصرم، أن استعمالات هذه التقنية داخل أوساط المستهلكين المغاربة تركزت بشكل كبير على استهلاك المحتوى السمعي البصري، حيث ارتفعت وتيرة مشاهدة مقاطع الفيديو وتحميل الأغاني بشكل يفوق المستويات التي كانت مسجلة قبل دخول هذه التقنية إلى السوق المغربي. ورصد مكتب الدراسات الأمريكي، "نيلسون"، في تقريره، أنه في الوقت الذي كان فيه 77 في المائة من مستعملي الجيل الثالث للإنترنيت يقبلون على تصفح المواقع الاجتماعية بالدرجة الأولى، فإن 45 في المائة منهم كانوا يقبلون على مشاهدة الفيديو عبر تقنية "ستريمينغ" و28 في المائة يتصفحون المواقع الإخبارية. وساعد "4G"، تقول الدراسة الأمريكية التي أنجزت لحساب "إنوي" المتعهد الثالث في قطاع الاتصالات، على بروز استخدامات جديدة للإنترنيت المتنقل من الجيل الرابع على رأسها تحميل مقاطع الفيديو والملفات الموسيقية والتطبيقات الخاصة بالأجهزة الهاتفية الذكية. الدراسة، التي اعتمدت على آراء عينة عشوائية من مستخدمي الجيل الرابع تمثل كافة الشرائح الاجتماعية بالمغرب، أوردت أن 71 في المائة من مستخدمي هذه الخدمة لاحظوا الفرق بين الصبيب الذي يؤمنه "4G" والصبيب الخاص بالجيل الثالث، فيما عبر 85 في المائة من الزبناء عن ارتياحهم لهذه الخدمة. يشار إلى أن المغرب يعتبر أول دولة في شمال إفريقيا شرعت في العمل بخدمات الجيل الرابع للإنترنيت النقال فائق السرعة، وهو ما يجعل منه إحدى الدول الرائدة في قطاع الاتصالات النقالة، وفق خبراء القطاع. ويرى العاملون في قطاع التكنولوجيا الجديدة للاتصالات أن المغاربة سيتعاملون بذكاء كبير مع الجيل الرابع للإنترنيت، نظرا للتجربة التي راكموها خلال السنوات الماضية على مستوى التعامل مع البيانات والإنترنيت عبر شبكات الجيل الثالث. كما توقعوا أن يحدث الجيل الرابع ثورة حقيقية في العديد من القطاعات الحيوية بالمغرب، كالتعليم عن بعد والصحة والعديد من القطاعات الاقتصادية، حيث سيساهم الإنترنيت فائق السرعة في تدارك أي خصاص في هذا المجال. وتشير التوقعات إلى أن إنترنيت الجيل الرابع سيساهم في أزيد من ثلث النمو الاقتصادي للمغرب، انطلاقا من سنة 2016، كما ستشهد حركة بيانات الفيديو نموا سنويا بنسبة 55 في المائة، بحيث ستمثل 60 في المائة من إجمالي حركة البيانات في شبكات الجيل الرابع، إذ ستواصل حركة بيانات الفيديو النقالة نموها مدفوعة بتطبيقات مشاهدة الفيديو وتنامي انتشاره على مواقع التواصل الاجتماعي.