بصمت الدورة الخامسة عشر للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، التي تمتد إلى الثاني عشر من الشهر الجاري، على فوضى عرفها البساط الأحمر، منذ يوم الافتتاح، خلال الجمعة الماضي، إلى ليلة تكريم مدير التصوير كمال الدرقاوي، مساء الثلاثاء. ففي الوقت الذي تجري العادة في المهرجانات العالمية للسينما على أن يمر في البساط الأحمر الشخصيات الفنية الوازنة التي تنافس على الجوائز، أو ممن تعرض أفلامهم في هذه المهرجانات، أو الشخصيات المشاركة في الفيلم المكرم، عرفت نسخة هذه السنة ما يشبه "فوضى عارمة"، كانت أبرز تجلياتها مرور عدد من الأشخاص الذين لا علاقة لها بالفن السابع لا من قريب ولا من بعيد. هذه الفوضى لم تقتصر على ذلك، بل امتدت إلى عدد من الفنانين المغاربة الذين اختاروا القيام بمجموعة من الحركات "البهلوانية"، تستجدي جذب انتباه الجمهور وعدسات المصورين، حيث كان لافتا خلال اليوم الأول حضور الكوميدي المغربي الملقب ب "إيكو" في "طابي روج"، ووصوله إليه على متن دراجة هوائية، كشكل وصفه متابعون كثر لفعاليات المهرجان ب "البهرجة"، وكذا وضع الممثل الكوميدي عبد الله فركوس لنظارات شمسية ليلا، وقيامه بعد أن وطأت قدماه البساط بعدد من الحركات البهلوانية أمام عدسات المصورين، وحركات لا تقل غرابة وبعدا عن حس السينما قام بها ممثلون آخرون وممثلات، كعزيز دادس وغيره. يضاف إلى المظهر الأول والثاني، تكرار مرور الوجوه السينمائية نفسها منذ اليوم الأول إلى ليلة اليوم الخامس من المهرجان، ما أفقد مجموعة من الصور جاذبيتها وقيمتها الفنية نتيجة هذا التكرار، فيما كان ملحوظا أن عددا من الفنانين المغاربة، الذين طال "سباتهم الفني" وافتقدوا الحس الإبداعي، اختاروا الظهور والبروز في الواجهة عبر بساط الدورة الخامسة عشر لمهرجان مراكش. وفيما يمر النجوم السينمائيون العالميون على "طابي روج" بخفة وحضور جسدي طاغ زادته احترافية تعاملهم مع عدسات المصورين وتحيات الجمهور بهاء، يصر المحسوبون على الفن من المغاربة على تمطيط فترة مرورهم على البساط، إلى حين تنبيههم من قبل مسؤولي البروتوكول في إشارات لا تخلو من امتعاض، مقابل إصرار هؤلاء الفنانين على الاستمرار في الاستعراض.