بعد ثلاث سنوات من وفاة مرشد جماعة العدل والإحسان، الراحل عبد السلام ياسين، تستعد "الجماعة" لتخليد ذكرى رحيله، وهي التي اختارت بعد ذلك بعشرة أيام صفة "الأمين العام" لخليفته محمد عبادي، في انتخاب مجلس الشورى، وفاء ل"الزعيم الروحي" للجماعة، في وقت ظلت قيادتها تردد أن مشروع "العدل والإحسان" غير مرتبط بالشيخ المرشد؛ "بل قائم على الجماعة ومبني على المؤسسات". واختار مجلس إرشاد "العدل والإحسان" إحياء "ذكرى الشيخ" الذي يوصف ب"الإمام المجدد"، وكذا "المفكر المجتهد"، بتنظيم ندوة تتطرق إلى "التحولات الإقليمية الراهنة، أي دور للنخب والشعوب؟"، نهاية الأسبوع بمقرها المركزي في سلا، إلى جانب حفل تأبيني موافق لتاريخ "رحيل ياسين". عبد الكريم العلمي، رئيس مجلس شورى جماعة العدل والإحسان، قال في كلمة مختصرة تضمنها إعلان مرئي عن الموعد ذاته إن الاحتفال "عنوان من عناوين الوفاء ومظهر من مظاهر الصحبة للإمام المرشد، وتجلٍ من تجليات محبته"، مضيفا أن "الصلة الروحية القلبية لا تقطعها هذه النقلة من دار إلى دار.. فهي دائمة"، وفق تعبيره. وحمل الاستعداد لتخليد الموعد السنوي عددا من الرسائل التي اختارت الجماعة أن تبعثها، خاصة على المستوى السياسي، إذ أوردت كلمة نشرت على الموقع الرسمي لعبد السلام ياسين بأن الذكرى الثالثة "يتجدد معها الوفاء لدعوة حية بانية، تبعث نور الإيمان في القلوب، وعلم الجهاد في العقول، ودراية التحرك بين الناس بالرفق لا العنف، وبالحكمة لا التهور". وحول موضوع الندوة العلمية، قال المصدر ذاته إنه يستمد أهميته "من كونه مناسبة يلتئم فيها ثلة من نساء ورجال هذه الأمة، بمختلف توجهاتهم السياسية والمذهبية والفكرية والدعوية، لرصد الأحداث المتسارعة والتحولات الراهنة محليا وإقليميا ودوليا، ولتقريب المواقف والرؤى إزاء مداخل وإمكانات الحوار والتعاون". وأضاف المصدر ذاته أن "الذكرى الثالثة تحلّ ورياح التغيير تزلزل الوطن العربي والإسلامي، وتعيد طرح الأسئلة التأسيسية الكبرى التي أُريد لها أن تُنسى وتُطوى"، مشددة على أن "الشعوب خرجت وتخرج ملتئمة إلى الشوارع لتعبر عن مطالبها بوضوح.. بعضها أسقطت أنظمة عتيدة في الاستبداد (..) وبعضها لا تزال تتلمس طريقها للتحرر والانعتاق". وتساءلت المقالة بخصوص إشكالية علاقة النخبة بالشَّعب عن كون "النخبة فاعلة أم مستقيلة؟ محرضة على التغيير أم مقاومة له؟ متحاورة بينها لبناء المشترك أم متدابرة متعاندة؟"، وهي الإشكالية التي ظلت متناولة من طرف الراحل ياسين في مؤلفاته ورسائله، والذي حذر "من المنزلقات التي يحتمل الوقوع فيها جراء الحماسة الثورية وفورة الانتقال والتوثب إلى السلطة".