أفاد عبد الكريم العلمي، رئيس مجلس شورى جماعة العدل والإحسان، بأن المرشد الراحل عبد السلام ياسين، عانى من الحصار الإعلامي والأمني، بما فيه تراثه وكتاباته"، مشيرا إلى أن "طاحونة المخزن عملت كل ما في وسعها أمنيا وإعلاميا لطمسه وتشويهه"، فيما اعتبر وفاته عام 2012 "رزية عمت البلد والأمة جمعاء، فموت الرجال الاستثنائيين خسارة كبيرة". العلمي، وفي تصريح لهسبريس أياما قبل تخليد الذكرى السنوية الثالثة لرحيل مؤسس الجماعة، قال إن "العدل والإحسان" مستمرة في "الدعوة إلى الله معرفة وإحسانا، ومقاومة للاستبداد عدلا وإيقانا"، فيما يرى الموعد السنوي الحالي "ذكرا وتذكيرا بالمعاني العظيمة التي غرسها وسقاها ياسين في القلوب والعقول، والتي ستبقى محجة ناصعة نسير عليها". ونبه القيادي في الجماعة إلى أن ما وصفها "موجات وارتدادات الزلزال الكبير، الذي كان مركز انطلاقه تونس في 18 دجنبر 2010 والذي اصطلح عليه بالربيع العربي، لم تتوقف"، مضيفا أنها "لن تتوقف في المدى القريب، بل إن تبعاتها وآثارها ستظل ملازمة لهذه الشعوب وهذه الأمة إلى مدى لا يعلمه إلا الله". حديث العلمي لهسبريس جاء تعليقا على اختيار "الجماعة" إدراج ندوة ضمن فعاليات الاحتفاء بالذكرى، والتي تهم الوضع الإقليمي الحالي في موضوع "التحولات الإقليمية الراهنة، أي دور للنخب والشعوب"، مشددا على أن الواقع "حلقة من سلسلة طويلة من تاريخ الأمة منذ الانكسار التاريخي، الذي تكسرت معه الروابط الأساسية التي كانت تمسك الأمة". الروابط ذاتها، بحسب رئيس مجلس شورى الجماعة، محددة في "الشورى والعدل والإحسان والوحدة"، متابعا بالقول إن "الاستبداد، والظلم، والإفساد، والبعد عن الله، والتمزق المذهبي والطائفي، تربعت على أنقاضها"، قبل أن يورد "الرجاء في الله كبير أن تكون هذه التحولات الراهنة إيذانا بنقلة تاريخية ترفع بلداننا وأمتنا إلى ما تتطلع إليه شعوبنا ونخبها من حرية وكرامة وعدالة وعزة". وتوقف العلمي عند رحيل ياسين، مبرزا أن "جماعة العدل والإحسان تعبّر عن معاني العرفان والوفاء لهذا الرجل الذي أعطاها كل شيء، والذي بذل من أجل دعوة الله وإعزاز الأمة الوقت والجهد والمال والراحة والرياسة والجاه"، مضيفا أن الراحل "لم يكن مدعيا امتلاك الحقيقة، ولا مريدا التحجير على العقول لتبدع وتجتهد".