اهتمت الصحف المغاربية الصادرة اليوم الثلاثاء بالتهديدات الأمنية واتفاق الحل السياسي الليبي الموقع في تونس مؤخرا، وقانون المالية 2016 المثير للجدل في الجزائر ، والحوار السياسي بين الأغلبية والمعارضة في موريتانيا. ففي تونس، واصلت الصحف متابعتها لمستجدات الوضع الأمني في البلاد ، حيث أوردت صحيفة (الصباح) أنه على "إثر عملية استخباراتية نوعية" تمت الإطاحة بالمشرفة على موقع إلكتروني يحمل اسم "منتدى أنصاريات الشريعة" بعد مداهمة مقر إقامتها ب"جندوبة" ، مضيفة أن التحقيقات أظهرت أن " المعتقلة على علاقة مع ارهابيين متحصنين في الجبال، وأنها كانت في تواصل معهم على شبكة تويتر". من جهة أخرى ، سلطت الصحيفة الضوء على نشاطات المجموعات الارهابية في تونس ، المتعلقة باستقطاب المراهقين والأطفال وتعبئتهم "عقائديا وفكريا" وتجنيدهم في صفوفها للقيام بعمليات إرهابية ، مشيرة في هذا الصدد إلى أن هذه المجموعات تلجأ للقيام بذلك الى استعمال أساليب الإغراء ، مستغلة حماس هؤلاء المراهقين واندفاعهم وعدم نضجهم وحساسية الفترة التي يمرون منها. وفي إطار مكافحة هذه الظاهرة واجتفاف منابعها ، نقلت صحيفة "الضمير" عن محافظ البنك المركزي التونسي الشاذلي العياري قوله إن "نظام مراقبة الجمعيات يحتاج الى إعادة نظر في كيفية إدارة الجمعيات". وأضاف أن البنك، عن طريق "اللجنة التونسية للتحاليل المالية" داخله ، بصدد دراسة الاجراءات المتعلقة بمراقبة مصادر تمويل الجمعيات دخلا وصرفا ، وفقا لمقتضيات قانون مكافحة الارهاب ومنع غسل الأموال. في نفس السياق ، وتحت عنوان " 235 منها تنشط خارج القانون..جمعيات مشبوهة تدعم الإرهاب" ، كتبت صحيفة "الشروق" في صفحتها الوطنية أن " تمويلات مشبوهة وأنشطة خارج القانون هذه هي حقيقة بعض الجمعيات والمنظمات التونسية التي تنشط تحت غطاء خيري أو إسلامي، بينت الأبحاث تورطها في دعم الجماعات الإرهابية أو تبييض الأموال..". من جهة أخرى تطرقت الصحف التونسية إلى موضوع التعديل الحكومي المرتقب . وفي هذا الصدد كتبت صحيفة "الشروق" أنه مع "اقتراب الإعلان عن التعديل الوزاري، يطرح المتتبعون تساؤلات حول طبيعة التوجهات الجديدة لرئيس الحكومة¿ "، متسائلة عما إذا كان "سيتمسك بحكومة سياسية أم سيستنجد بالتكنوقراط¿" . ومن جهتها ، وتحت عنوان "حول التحوير الوزاري المرتقب" ، أبرزت صحيفة "المغرب" أن أزمة "نداء تونس" تجمد عمل تنسيقية أحزاب الائتلاف الحاكم ، وتحول دون اتخاذ موقف موحد" من هذا التعديل المرتقب. على المستوى المغاربي استأثر موضوع التوقيع بتونس على "إعلان مبادئ" من شأنه التوصل الى اتفاق الأطراف الليبية لحل الأزمة السياسية في البلاد ، باهتمامات الصحف المحلية. وفي هذا السياق وتحت عنوان " اتفاق الحل السياسي الليبي خارطة طريق لحل الأزمة أم معضلة جديدة ستربك المشهد السياسي¿ " أشارت صحيفة "المغرب" إلى تباين المواقف الليبية من هذا الاتفاق، فيما نقلت صحيفة "الصحافة" عن رئيس الحكومة التونسية الحبيب الصيد دعوته إلى "ضرورة التعجيل بتشكيل حكومة الوفاق الوطني" في ليبيا. وفي الجزائر، تواصل الجدل الدائر حول قانون المالية 2016 الذي تم تحضيره في سياق الأزمة التي دخلتها البلاد بعد تراجع أسعار النفط في السوق العالمية وتأثيره على مالية البلاد. في هذا السياق، عادت صحيفة "ليكسبريسيون" إلى أحداث 30 نونبر ، اليوم الذي حاولت فيه أحزاب المعارضة بشكل صريح إلغاء التصويت بالبرلمان على قانون المالية لسنة 2016 ، والذي اعتبر الأسوأ من نوعه في تاريخ الجزائر. وذكرت الصحيفة بأن اللافتات التي حملها النواب تضمنت اتهامات خطيرة للأغلبية والحكومة، مشيرة إلى أن حرب النواب استمرت على شبكات التواصل الاجتماعي ، حيث تم إدراج النواب الذين صوتوا لصالح القانون ضمن "لائحة سوداء" من قبل مستخدمي الإنترنت الذين أبدوا اهتماما واسعا بهذا الموضوع ، معتبرين هذا التصويت بمثابة "خيانة". وأكدت صحيفة "ليبرتي" أن القوة التي تم استخدامها من أجل اعتماد مشروع القانون هذا بالبرلمان ، لم يغير شيئا من عزم المعارضة على مواصلة العمل. وذكرت الصحيفة أن مئات من النواب المنتمين إلى العديد من التشكيلات السياسية، من بينها أحزاب الأغلبية، سيطلقون اليوم الثلاثاء بمقر البرلمان عريضة يثيرون فيها " التجاوزات والضغوطات وتزوير التقارير والقوة التي استعملت في اليوم الشهير لÜ30 نونبر..". وأضافت الصحيفة أن "الموقعين على العريضة يعتزمون إطلاع الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، وتقديم عريضة إلى المجلس الدستوري..". ونددت صحيفة "لوكوتديان وهران" بمضامين مشروع القانون، خصوصا تلك التي تنص على الرفع من أسعار الوقود والكهرباء، مما سيثير مخاوف واسعة ، في المقابل اعتبرت أنه رغم ذلك فالتدابير ، التي أعلن عنها ، لن يكون لها تأثير على اقتصاد البلاد. وأوضحت الصحيفة في هذا السياق " أنه ليس بزيادة خمسة دنانير أو الزيادة في الضريبة على الكهرباء قد تهدد الحكومة التوازنات الاقتصادية في البلاد". من جانبه، شنت رئيسة حزب العمال هجوما عنيفا على وزير المالية متهمة إياه بتخفيض الضرائب لصالح أصحاب المليارات ، في الوقت نفسه الذي يرهق فيه كاهل أغلبية المواطنين. ففي نظرها "هناك اندماج بين السلطة التنفيذية وجزء من البرلمان لصالح أقلية من رجال الأعمال". في موريتانيا، استأثر موضوعان بارزان باهتمام الصحف الموريتانية ، ويتمثلان في الحوار السياسي بين الأغلبية والمعارضة ، وإطلاق برنامج وطني لإحياء التراث القيمي. فقد تناولت جريدة (الصحيفة ) الجلسة الأولى من المشاورات الممهدة للحوار الشامل بين الحكومة والأغلبية الداعمة لها وأحزاب من المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة المعارض. وذكرت الصحيفة بأن أحزابا من المنتدى، ومن ضمنها أكبر حزب معارض بالبلد ( تكتل القوى الديمقراطية ) ، قاطعت اجتماع الأسبوع الماضي واتهمت الأحزاب المشاركة بخرق ميثاق المنتدى، معتبرة أن ما قامت به " لا يمثل موقفها مطلقا ككتلة داخل المنتدى". وقالت الصحيفة إن المراقبين يرون في خروج تلك الأحزاب عن إجماع المنتدى "بداية لتفككه فعليا" حيث أنه صمد لفترة طويلة على مواقفه المحرجة للسلطة بمقاطعة التشاور والحوار السياسي، خالصة إلى أن المنتدى " تفكك وانتهى " وأن المعارضة مقبلة على" مزيد من التشرذم". وفي سياق متصل، نقلت صحيفة ( الأمل الجديد)عن قيادي في المنتدى أن ممثليه الذين التقوا بالوزير الأمين العام لرئاسة الجمهورية اشترطوا الحصول منه على رد مكتوب على اقتراحاتهم للدخول في حوار مع الحكومة والأغلبية الداعمة لها، مؤكدا أن هذا الشرط "غير قابل للتنازل". وفي الشأن الثقافي، تطرقت الصحف الموريتانية لإطلاق وزارة الثقافة والصناعة التقليدية ،أمس الاثنين، لبرنامج وطني لإحياء التراث القيمي ضمن المخطط الوطني للتنمية الثقافية الذي يمتد على مدى خمس سنوات. وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة ( الشعب ) أن هذا البرنامج الذي أشرف على انطلاقته الوزير الأول يروم وضع الأسس الكفيلة بتصالح الأمة الموريتانية مع ذاتها عبر إحياء ودعم الثقافة والتراث. وأشارت الصحيفة إلى أن التغيرات الأخلاقية التي فرضت نفسها على المجتمع الموريتاني خلال العقود الأربعة الأخيرة ، وتحديدا منذ بدء الهجرة المكثفة من الريف إلى المدينة بسبب عوامل الجفاف "باتت تهدد موريتانيا كبلد وكأمة، وهي التغيرات التي مست صميم المسلكيات والمعتقدات ، والتي عمقها أكثر اتساع وسائل التواصل وهيمنتها والانفتاح القوي والمفاجئ على ثقافات العالم".