اهتمت صحف أوروبا، الصادرة اليوم السبت، على الخصوص، بالحملة الانتخابية في إسبانيا، والجولة الأولى للانتخابات الاقليمية بفرنسا، وإطلاق النار في سان برناردينو في الولاياتالمتحدة، ومكافحة داعش. ففي إسبانيا اهتمت الصحف بإنطلاق، أمس الجمعة، الحملة للانتخابات الخاصة بالاستحقاقات العامة المقررة يوم 20 دجنبر الجاري والبرامج الانتخابية لمختلف الأحزاب التي تخوض غمار هذه الاستحقاقات. وهكذا، كتبت (لا راثون) أن هذه الحملة تتميز بنسبة عالية من الناخبين المترددين، مضيفة أن نحو 900 ألف من الناخبين العاديين من الحزبين التقليديين، الحزب الشعبي والحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، لم يحسموا بعد اختياراتهم السياسية. أما (إلموندو)، فأوردت أن الأمين العام للحزب الاشتراكي العمالي الإسباني، بيدرو سانشيز، يعتزم اقتراح ميثاق على سيوددانس وبوديموس ضد الحزب الشعبي، وتقديم برنامج مشترك، مضيفة أنه متأكد من أن سيوددانوس سيختار الحزب الشعبي لتشكيل ائتلاف محتمل. المنحى ذاته سارت عليه صحيفة (إلبايس)، التي كتبت أن الأمين العام للحزب الاشتراكي العمالي الإسباني بيدرو سانشيز يخطط لتحالف، في حال ما إذا فاز الحزب الشعبي في الانتخابات، من خلال تقديم نفسه على أنه الخيار الأفضل لتشكيل حكومة مستقرة. من جهتها أشارت صحيفة (أ بي سي) إلى أن الأمين العام لسيوددانوس ألبرت ريفيرا، يطمح لتولي رئاسة الحكومة الإسبانية بدعم من الحزب الاشتراكي وحزب بوديموس، إذا ما حل ثانيا في الانتخابات بعد الحزب الشعبي. وفي ألمانيا اهتمت الصحف الصادرة اليوم بموافقة البرلمان الألماني "البوندستاغ" بالأغلبية على مشاركة الجيش الألماني في العملية العسكرية للتحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الاسلامية "داعش". فكتبت صحيفة (تاغستسايتونغ) في تعليقها أن الأمر لا يخلو من تحديات معبرة عن تخوفها من أن تأتي المشاركة في هذه المهمة بنتائج عكسية "لأن الحرب التي أعلنها تنظيم الدولة الإسلامية على بقية العالم يتعين أخذها على محمل الجد". من جهتها كتبت صحيفة (ميتلبايريشه تسايتونغ) "التصويت في البرلمان كان واضحا إذ أن أغلبية البرلمانيين قالوا نعم ، لكن تظل الشكوك رغم ذلك ، والصراعات الداخلية حول هذا الموضوع متواصلة . فالمهمة أكيد تسعى لمحاربة تنظيم الدولة الاسلامية الوحشي. لكن يبقى السؤال حول الطريقة الصحيحة". أما صحيفة (سفابيشه تسايتونغ) فترى أن التصويت لصالح هذا القرار "كان واحدا من أصعب القرارات التي اتخذه البرلمان في السنوات الأخيرة ، خاصة وأنه يتعلق بالانخراط في حرب لا يمكن التنبؤ بمدة انتهائها " معربة عن اعتقادها أن " النواب لم يكن أمامهم خيار آخر ، وأيضا لم يكن مناسبا رفض ألمانيا مساعدة فرنسا بعد أن طلبت منها ذلك". ووفق صحيفة (هانوفريشه أليغماينه تسايتونغ) فإن الموافقة على مهمة الجيش الألماني في سوريا لم تكن متوقعة من قبل مشيرة إلى أنه حتى نتائج استطلاع رأي أجري حديثا أفادت بأن 58 في المائة من المواطنين الألمان يدعمون مشاركة القوات الجوية الألمانية في المعركة ضد "داعش" ملاحظة أنه نادرا ما تتم موافقة أغلبية الألمان على مشاركة بعثات عسكرية في مثل هذه المهام. وفي بريطانيا اهتمت الصحف بقضية "السفاح الماوي" الذي أدين بالاغتصاب، وفوز حزب العمال في الانتخابات الجزئية، والغارات الجوية في سورية. وأوردت (ديلي ميرور) خبر إدانة محكمة بلندن "السفاح الماوي" المتهم باغتصاب اثنين من أتباعه واختطاف ابنته، مما قد يعرضه للسجن مدى الحياة، مشيرة إلى أن ارافيندان بالاكريشنان الملقب ب"الرفيق بالا" (75 سنة) أسس سنة 1970 ببريكستون جنوبلندن معهدا للعمال وفق الفكر الماركسي اللينيني الماوي. أما (الغارديان) فعادت لفوز الحزب العمالي المعارض في الانتخابات التي جرت بشمال انجلترا بعد وفاة النائب العمالي مايكل ميتشر عقب أشهر قليلة من انتخابه في أولدهام الغربية ورينتون أحد معاقل حزب العمال منذ عقود عدة، مشيرة إلى أن مرشح الحزب جيم ماكماهون حصل على 17 ألف صوتا مقابل 6500 لأقرب منافيسه. وتطرقت صحيفة (ديلي تلغراف)، في سياق آخر، إلى تعزيز الإجراءات الأمنية حول الملكة اليزابيث والعائلة الملكية بعد إنطلاق الضربات الجوية البريطانية في سورية، في حين أشارت (ديلي اكسبريس) إلى التهديد الإرهابي الذي يستهدف المملكة المتحدة. في فرنسا، حذرت صحيفة (لوموند) من صعود الحزب الفرنسي اليميني المتطرف الجبهة الوطنية، عشية الانتخابات الجهوية ، مشيرة الى ان أيديولوجية هذا الحزب ومقترحاته تتعارض مع قيم الجمهورية، وضد المصلحة الوطنية وسمعة فرنسا في العالم. وقالت الصحيفة "إلى كل أولئك الغاضبين بسبب فشل أو عجز الأحزاب الحاكمة منذ عقود، والذين يريدون دعم الجبهة الوطنية للتعبير بشكل أفضل عن عدم ثقتهم ، يجب أن نكرر أن هذا الحزب يشكل تهديدا خطيرا للبلاد". من جانبها، كتبت صحيفة (لو فيغارو) أن الجولة الأولى من الانتخابات الجهوية سوف تقدم صورة دقيقة لحالة الرأي العام، قبل ستة عشر شهرا من الانتخابات الرئاسية. وأضافت الصحيفة أن هذه الانتخابات "من شأنها تأكيد ظاهرة تسود منذ عدة سنوات، وهي الهيمنة الثلاثية في السياسة الفرنسية" بين الحزب الاشتراكي والحزب الجمهوري (يمين) و الجبهة الوطنية . من جانبها، تطرقت صحيفة (ليبيراسيون) للمفاوضات الجارية في مؤتمر الاممالمتحدة للمناخ ( كوب 21 ) في باريس ، مشيرة الى أن الاتفاق لن ينقذ الكوكب ولن يغير النظام الذي دمر هذا الكوكب ، ولكن سيقدم على الأقل نوعا من الأمل. وفي إيطاليا، تركز اهتمام الصحف حول إطلاق النار الذي وقع في سان برناردينو في كاليفورنيا، والاتفاق بين دول الاتحاد الأوروبي ال28 حول ملف المعلومات الخاصة بالمسافرين عبر الجو. وكتب (المساجيرو) أن إطلاق النار بسان برناردينو "يحمل بصمة داعش"، مشيرة إلى أن زوجة سيد فاروق الذي هاجمت معه مقر الخدمات الصحية بهذه المدينة حيث قتلا 14 شخصا، أعلنت "ولاءها لداعش على الفيسبوك"، مشيرة إلى أن هذا التنظيم الإرهابي تبنى هذه العملية التي نفذها اثنان من "أتباعه". الموضوع ذاته تناولته صحيفة (كورييري ديلا سيرا) التي اعتبرت أنه بعد هذا الاعتداء هناك تخوف من أن "يخلق خطر صراع بين الغرب وبين الإسلام فجوة بين المجتمع الأمريكي ومكوناته من المسلمين". أما (لا ريبوبليكا) فأوردت أن بلدان الاتحاد الأوروبي ال28 اتفقت أخيرا بشأن ملف المعلومات الخاص بركاب الطائرات وتعهدت بالحفاظ على مستقبل حرية التنقل في منطقة شنغن، مشيرة إلى أن وزير داخلية لوكسمبورج، ستيفن شنايدر، صرح بأن الدول الأعضاء وافقت على فترة احتفاظ لستة أشهر دون اخفاء البيانات، بناء على طلب أعضاء البرلمان الأوروبي. وفي سويسرا، اهتمت الصحف بالعملية المسلحة في كاليفورنيا وانعكاساتها على الحملة الانتخابية في الانتخابات التمهيدية بالولاياتالمتحدة. وبالنسبة لجريدة (لوطون)، فإن اعتداء سانبيرناردينو الذي وصف بالإرهابي سيغير المعطيات في البلاد حيث أن البعض يخشى رد فعل أمني قوي وعودة موجة الخوف من الإسلام من جديد. واعتبرت أن تفاقم المسألة الأمنية قد تخلق صعوبات للرئيس باراك أوباما، والذي يحاول لحد الآن عدم التورط في بلدان كالعراق وسوريا. من جانبها، أكدت (24 أور) أن مدينة سان بيرناردينو تحولت إلى منطقة حرب بعد عملية الأربعاء الماضي، مضيفة أن هذه العملية تعيد النقاش السياسي حول حجم التهديدات الجهادية التي تؤرق الولاياتالمتحدةالأمريكية متسائلة ما إذا كان ذلك يشكل مرحلة جديدة من العنف المسلح أو تنامي التهديد الإرهابي كما هو الشأن بالنسبة لفرنسا ¿ أما (لاتريبون دو جنيف) فقد أشارت من جانبها إلى المشتبه فيه تاشفين وزوجته، التي بايعت، حسب الجريدة تنظيم داعش على الفيسبوك في حساب لم يكن باسمها. وفي بلجيكا، اهتمت الصحف بالانتخابات الجهوية في فرنسا والتي قد تسفر عن اختراق جديد للجبهة الوطنية. وفي هذا الصدد، كتبت (لاديرنيير أور) أنه في وقت يجب فيه اختيار من يسير الجهات، سيختار الناخبون، المتذمرون من الحزب الاشتراكي والاتحاد من أجل حركة شعبية، الجبهة الوطنية، معتبرة أن ذلك لا يعني انخراطهم في رؤى الجبهة بقدر ما أنه وفي ظل هذه الظرفية حيث البطالة وانعدام الأمن يجد حزب مارين لوبين تأييدا أكثر فأكثر. أما (لا ليبر بلجيك) فأكدت أن التصويت على الجبهة الوطنية يجعل من فرنسا بلدا غير متسامح، ومنغلق على نفسه، معربة عن أسفها لكون هذا الحزب الذي لم يكن في الماضي سوى ورم صغير في المشهد السياسي الفرنسي أصبح اليوم سرطانا ينتشر في المشهد كله. وأشارت (لوسوار) من جهتها إلى أن فرنسا تلقت عقوبتين، عقوبة وصول الجبهة الوطنية إلى السلطة في عدد من الجهات وعقوبة الاعتداءات الإرهابية التي ضربت باريس، معربة عن أملها في أن يتحلى الناخبون برؤية عميقة والتمييز بين الشعبوية والسياسة بمعناها الحقيقي.