تراجع حجم استهلاك المغاربة للحوم الحمراء بمعدل 40 في المائة، في وقت انخفضت أسعار الجملة بنسبة تراوحت ما بين 15 و20 في المائة، نتيجة تراجع الطلب في المدن الكبرى، خصوصا مدينتي الدارالبيضاء والرباط. وربط عبد العالي رامو، كاتب عام نقابة تجار اللحوم بالجملة (القصابة)، هذا التراجع في حجم الاستهلاك بانخفاض القدرة الشرائية للمستهلكين، وارتفاع أسعار مجموعة من المنتجات الغذائية التي دفعت المواطنين إلى تقليص حجم استهلاكهم من اللحوم الحمراء، نافيا أن يكون لهذا التراجع علاقة بمرض الحمى القلاعية الذي يصيب الأبقار. وفي تصريح لهسبريس، قال رامو: "لقد تراجع عدد رؤوس الأبقار التي تذبح في المجازر الحضرية بمدينة الدارالبيضاء بنحو الثلث تقريبا، حيث انتقل عدد الأبقار التي يتم ذبحها من 660 رأسا تقريبا إلى ما بين 360 و460 رأسا، إضافة إلى التراجع الكبير الذي مس ذبح الأغنام نتيجة ضعف الإنتاج خلال هذه الأسابيع". وأفاد كاتب عام نقابة تجار اللحوم بالجملة، في التصريح ذاته، بأن "تراجع حجم الاستهلاك دفع الأسعار بالجملة إلى التراجع بشكل كبير، حيث بلغت الأسعار 52 درهما بالنسبة للكيلوغرام الواحد من لحم البقر، بينما تراجعت أسعار البيع بالتقسيط بوتيرة أقل". رامو ربط تراجع الأسعار بتوسع دائرة تسويق لحوم الأسواق، التي يمنع قانونا بيعها في الوسط الحضري ما لم تمر عبر القنوات الرسمية في المجازر الحضرية التابعة للحواضر الكبرى، مشيرا إلى أن اللحوم الفاسدة، التي تستقدم من مراكز الذبيحة السرية، تسيطر على 30 في المائة من سوق اللحوم الحمراء في العاصمة الاقتصادية للمملكة. ويسجل المهنيون ما يسمونه "تراجع" الجهات المختصة، من جماعة وسلطات محلية، على دعم عمل المصالح البيطرية لمحاربة الذبيحة السرية وانتشارها في مراكز معروفة بجل عمالات الدارالبيضاء، منها الزاوية بدرب غلف، وعكاشة بالألفة، وفيرارة بالحي الحسني، ودرب اليهودي بدرب السلطان، إلى جانب لحوم الأسواق الأسبوعية التي أصبحت تروج بالعلن في معظم محلات الجزارة بمدينة الدارالبيضاء.