اهتمت الصحف العربية ،الصادرة اليوم الأحد، بمواضيع أبرزها الأوضاع في الأراضي الفلسطينية ، ومشكل الإرهاب وسبل مكافحته، والأزمة السورية وتداعيات إسقاط الطائرة الروسية من طرف تركيا ، فضلا عن مواضيع محلية. ففي مصر كتبت صحيفة (الأهرام) في افتتاحيتها عن مشروع تنمية شرق بورسعيد الذي أطلقه الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس والذي يدخل ضمن مشروع تنمية محور قناة السويس كلها وقالت إن هذا المشروع "فتح نافذة أمل جديدة لنا جميعا، بأن مصر الجديدة الناهضة تسير على الطريق الصحيح نحو المستقبل". وحول الموضوع نفسه كتبت صحيفة (الجمهورية) في افتتاحيتها بعنوان (التنمية ضد الإرهاب) أن الرئيس السيسي أطلق أمس إشارة البدء في تنفيذ "المشروع العملاق" لتنمية محور قناة السويس. وأشارت إلى أنه في نفس اليوم تم " استشهاد أربعة من جنود الشرطة" على يد مسلحين في ضواحي القاهرة "مما يعطي للمتشككين والمترددين وللإرهابيين أيضا ، دليلا جديدا على مدى صلابة الشعب المصري وتمسكه ببناء دولته الحديثة التي قررتها ثورة 30 يونيو، ومديىاستعداده لبذل المزيد من التضحيات في مقاومة الإرهاب واسقاط مخططات محرضيه في الداخل والخارج". واستطردت أن هؤلاء المحرضين يحاولون منع مصر " من تأسيس دولة كبري يدركون تأثيرها الهائل في منطقة كادوا يجهزون على دولها لصالح القوى الدولية الساعية بكل وسائل الضغط والحرب للسيطرة والهيمنة علي وفرض التمزق والتخلف على الشعوب العربية ". أما صحيفة (الأخبار) فتناولت في مقال لأحد كتابها حادث إسقاط تركيا للطائرة الروسية وقالت إن الحادث لم يكن مصادفة، بل "كان مدبرا من الجانب الامريكي والتركي " لإفشال المساعي الجارية لحشد تحالف دولي للقضاء على الارهاب بصفة عامة و(داعش) بصفة خاصة في سوريا والعراق. وفي قطراهتمت صحيفة ( الوطن) بالأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة ، خاصة مع استمرار "انتفاضة السكاكين" مبرزة في مقال لها أن "الأمور تتفاقم، واستمرار الانتفاضة (..) ( ..) واستمرار الطعن لا يعني فقط طعن أجساد يهود وإنما طعن شرعية إسرائيل ذاتها، وهذه رسالة هضمها الغربيون أنفسهم"، تضيف الصحيفة . و أكدت الصحيفة أن الستة ملايين فلسطيني الخاضعون "لأسوأ احتلال عرفته العصور، مجمعون على الاستقلال، لا يهمهم كثيرا كيف يحدث ذلك، لكن الوضع الحالي ممنوع من الاستمرار ". و تحت عنوان "التعصب هو الذي يقود للتطرف" ،جاء في مقال لجريدة (الشرق) حول تنامي ظاهرة الارهاب "أن التعصب بدأ يتسرب إلى كيان الأمة الاسلامية في السنوات القليلة الماضية، ويكاد يشتت وحدتها وترابطها وتماسكها، نزوعا إلى الحروب والمشكلات الطائفية الضيقة، بسبب الاختلافات المتباينة"، و شدد صاحب المقال على ضرورة التركيز على "مسألة التعصب الأعمى لقضايا فرعية اجتهادية، لأنها تخلق التوتر "، مبرزا أن الأمة الاسلامية " بحاجة ملحة إلى رؤية جديدة من خلال النخب الفكرية والدينية والسياسية ، وأن واجب العلماء والمفكرين والتربويين أن يسهموا في خلق الوعي والفكر لدى الأجيال من مخاطر التعصب والتطرف والغلو". وفي الأردن، اهتمت افتتاحية صحيفة (الرأي) بالإحصاء العام السادس للسكان والمساكن، الذي سينطلق غدا الاثنين في الأردن، مبرزة ما يمثله هذا "الاستحقاق الوطني الكبير من معان ودلالات". وقالت إنه يعتبر "فرصة للتجديد والانطلاق للمستقبل تبعا لما يوفره لصانع القرار من أرقام ومعطيات لتحديد خطوته التالية على أي صعيد". ورأت صحيفة (الدستور)، في مقال بعنوان "الأردن أمام أسئلة صعبة..¿! "، أن خيار "الحياد الايجابي" سيظل "المخرج الوحيد" لتعامل الأردن مع "حالة الاستقطاب" التي برزت في المنطقة بعد إسقاط تركيا للطائرة الروسية. أما إذا وجد الأردن نفسه مضطرا لاختيار "الأبيض أو الأسود" - تضيف الصحيفة - فإنه "سيجد أن أفضل خياراته هو العودة إلى التحالف الدولي ضد الإرهاب الذي تقوده واشنطن". وشددت على ضرورة أن يعمل الأردن على "تمتين الجبهة الداخلية لمواجهة أي مفاجأة (...) وعدم الرهان على (المكاييل) الدولية بشكل مطلق، بما يقتضي البحث عن مواقف وخيارات متوازنة على قاعدة الحياد الايجابي". وكتبت صحيفة (الغد)، في مقال بعنوان "حصاد (السوخوي)"، أن القيادة الروسية "لم تتأخر في حصد المكاسب السياسية والميدانية" في سوريا. فإلى جانب العقوبات الاقتصادية، دفعت على الفور بمنظومة صواريخ أس 400 إلى ميدان المعركة، "لقطع الطريق نهائيا على مشروع تركيا بإقامة منطقة آمنة داخل الأراضي السورية". وأضافت (الغد) أن العلاقات بين موسكو وأنقرة "لن تعود لما كانت عليه" قبل إسقاط تركيا لطائرة السوخوي الروسية، "لكن حدود التصعيد بين الطرفين لن تتعدى سوريا". وبالإمارات، أكدت صحيفة (الخليج)، في افتتاحيتها، أن المنظمات الإرهابية التي خرجت إلى الضوء في السنوات الأخيرة ومارست أبشع صنوف القتل والتدمير والتوحش والبربرية هي محض "تفقيس أقباء مخابرات مظلمة، وأفكار مزورة عن الإسلام وبدع منسوخة عن بعض الغلاة الذين مارسوا تحريف الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة التي تتعارض بالمطلق مع القيم الإسلامية السمحة ". وشددت على أن الذين يمارسون الإرهاب في صفوف (داعش) و(جبهة النصرة) وغيرهما لا يعرفون الإسلام على حقيقته، وخصوصا "المرتزقة الذين وفدوا من الدول الغربية أو الذين عادوا إليها وقاموا بعمليات قتل وتخريب وترويع ...". وبحسب الافتتاحية فقد نجح الإرهابيون ، حتى الآن ، في "أسلمة التطرف، وتحويل الدين الإسلامي إلى تكئة لجرائمهم، ومع الأسف هناك في عالمنا الإسلامي بعض الأدعياء من رجال الدين يفتي ويسوغ لهؤلاء ما يرتكبونه من موبقات وافتراءات باسم الإسلام". أما صحيفة (الوطن)، فلاحظت في افتتاحيتها، أنه عندما يختبئ الإرهاب خلف الدين، ويعمل على قولبة نصوصه وتشريعاته على ما يتوافق مع أهواء القتلة والمجرمين، فإنه " يصبح من الواجب على كل البشرية تعرية هؤلاء المارقين وكشف زيفهم وزيف ما يدعون إليه من دمار وخراب وإفساد في الأرض، ويصبح من الواجب على كل عاقل أن يتصدى لهذا الفكر الإجرامي الذي يسعى للنيل من عقول الشباب والتغرير بهم إلى طريق الهلاك والضياع". ومن جانبها، سلطت صحيفة (الاتحاد)، في مقال لرئيس تحريرها، الضوء على ظاهرة الإرهاب في كل من اليمن وليبيا. وأبرز كاتب المقال، أنه في ظل ارتفاع صوت المجتمع الدولي حاليا بشعار "لا صوت يعلو على صوت محاربة الإرهاب، خصوصا إرهاب داعش"، فإن هناك قضايا مهمة تنزوي ويخفت صوتها، وتتوارى بعيدا عن بؤرة الاهتمام، ويتعلق الأمر ب" قضيتي اليمن وليبيا على الرغم من أن اليمن وليبيا يجب أن يكونا في قلب الاهتمام الدولي بمحاربة الإرهاب من منطلق إرهاب مليشيات الحوثي والمخلوع في اليمن، وإرهاب الجماعات المتناحرة في ليبيا، فهما مسؤولان بشكل مباشر عما تعانيه الدولتان العربيتان من دمار وخراب وانهيار". وفي البحرين، قالت صحيفة (الوطن) إن هناك اتجاها دوليا لدى بعض الحكومات الغربية لتعقيد الأوضاع في الشرق الأوسط، بالنظر أساسا إلى وجود رقعة جغرافية مازالت الأكثر استقرارا على مستوى الإقليم، وهي منطقة دول مجلس التعاون الخليجي. وترى الصحيفة أن الأمر يتطلب تفعيلا أكثر وأسرع للاتفاقات الأمنية والعسكرية الخليجية المشتركة، ومراجعة كافة السيناريوهات، مبرزة ارتباط أمن الخليج وأمن دول المنظومة الخليجية بأمن الطاقة، وبالتالي "من يفكر جديا في تهديد دول المجلس، أو خوض مغامرة عسكرية ضدها، فإنه لن يهدد أمن هذه الدول فحسب، بل أمن دول العالم التي يمكن أن يتوقف عنها النفط الخليجي". ومن جهتها، أوضحت صحيفة (البلاد) أن الإرهاب لا دين له، ولا مذهب، ولا أية صفة اعتبارية، بل هو عبارة عن فكر منحرف متطرف شرس، لا يرضى إلا بقناعاته، ويرغب بفرض قوانينه المتناقضة، ولا يريد إلا مصالحه الذاتية، ويهدف إلى السيطرة والتسلط والفرض، باسم الدين ودون الاهتمام بمصالح الآخرين. وأبرزت الصحيفة أن دور كل المجتمعات - حتى الغربية منها - أن تؤمن مجتمعاتها من توغل الفكر المتطرف فيها، وأن تهتم بشبابها وتستثمر طاقاتهم، وألا تسمح لفكر مريض كهذا بأن يغزو عقولهم، قائلة: "نحن لسنا ملزمين بأن نكرر حقيقة أننا مسالمون، لا نضمر العداء لأحد، ونكره زهق الأرواح".