ركزت الصحف العربية الصادرة ،اليوم الخميس، اهتمامها بالخصوص على موضوع الإرهاب الذي اصبح يضرب بقوة في أكثر من بلد في المنطقة، مشددة على ضرورة تضافر جهود الجميع لمواجهته والقضاء عليه . ففي مصر، كتبت صيفة (الأهرام) في افتتاحيتها بعنوان (استعدوا لحرب طويلة) أن "المعارك الضارية التي خاضتها قواتنا المسلحة والشرطة الباسلة ضد الإرهابيين في سيناء خلال الساعات الماضية" أكدت أن مصر تواجه حربا حقيقية منظمة يجري تخطيطها وتنفيذها وتمويلها عن طريق قوى دولية ومنظمات إرهابية لم تعد مجهولة بهدف إسقاط الدولة المصرية. وأكدت أن هذه الحرب تتطلب دعم وحدة الشعب واستئصال بؤر الخيانة والتخريب ومصارحة المواطنين بالأخطار المحتملة واتخاذ الإجراءات العملية الكفيلة بإعداد الدولة ومؤسساتها الرسمية والشعبية لحرب طويلة الأمد باهظة التكاليف من الشهداء والموارد. أما صحيفة (الجمهورية)، فكتبت في افتتاحيتها بعنوان (العدالة الناجزة) أن الحقيقة أصبحت الآن واضحة و" كشف الإرهابيون عن وجههم القبيح كشفا كاملا، وأعلنوا علينا الحرب، بالأمس الأول اغتالوا النائب العام الشهيد هشام بركات، وبالأمس استهدفوا جنودنا الصائمين في سيناء". وأكدت أن "مصر في خطر، ولم يعد الصمت ممكنا، مصر تتعرض في هذه الأيام لواحدة من أعتى موجات الإرهاب (..) إن المجرمين نظموا صفوفهم وهاهم يشعلونها نارا.. فماذا نحن فاعلون¿" داعية إلى " أن نتوحد جميعا لمواجهة الخطر لأن الخطر يترصدنا كلنا (..) وبالإضافة إلى ذلك يجب تفعيل وتجديد القوانين عندنا بحيث إن المجرم يلقى جزاءه العادل فورا، لأن في العدالة البطيئة موتا بطيئا للمجتمع". بدورها قالت صحيفة (اليوم السابع) في افتتاحيتها بعنوان (مضى زمن التبرير هي الحرب لا محالة) إن المصريين استيقظوا أمس على حرب بكل ما تحمله الكلمة من معنى، مشيرة إلى أن ما تم امس هو الأعنف عسكريا في سيناء ربما منذ حرب 1973. وشددت على ضرورة تفعيل قانون مكافحة الإرهاب الذي تضمن تعديلات تتضمن اختصار إجراءات نظر قضايا الإرهاب ، كما دعت لتشديد الإجراءات الأمنية والتعامل مع الجماعات الإرهابية بدون رحمة. وبالإمارات، أكدت صحيفة (الخليج)، في افتتاحية بعنوان "في مواجهة الإرهاب" أنه إذا كانت المنظمات الإرهابية تجاهر وتتباهى بأنها جاءت للقتل والذبح والتخريب، ولا تجد غضاضة في نشر صور جرائمها عبر وسائل الإعلام ، فإن "رد الفعل يجب أن يكون في مستوى الجريمة التي ترتكب بحق مئات الأبرياء يوميا كي يشعر هذا النفر من الهمج والذئاب الجائعة للدم بأن المواجهة مكلفة وثقيلة، وأن العقاب بحجم ما يرتكب وأكثر". وشددت الصحيفة على عدم جواز مهادنة هذه الجماعات الإرهابية أو انتظار توبتها ، بل يتعين متابعتها وملاحقتها على مدار الساعة وضربها بيد من حديد ، لأن خطرها بات في الشارع والمدرسة والجامع والجامعة والفندق وفي البر والبحر والجو. وأكدت (الخليج) على أن النزعة الانتحارية التدميرية التي يمارسها الإرهابيون من أمثال منظمات (داعش) و(النصرة) و(الإخوان) و(أنصار بيت المقدس) وغيرها من التنظيمات المماثلة هي ثقافة راسخة لديها، مضادة للتاريخ والمنطق وثقافة الحياة، ولا يمكن التعايش معها أو القبول بها. أما صحيفة (البيان)، فأبرزت في افتتاحية بعنوان "جيش مصر مستهدف"، أن العمليات الإرهابية التي يتعرض لها الجنود المصريون، تستهدف "جيشا وطنيا له موروثه المصري والعربي، وكان دوما في طليعة الجيوش العربية". وأوضحت في هذا السياق أن الاستهداف يتم بأدوات محلية بحتة ترتدي لبوس الدين والشعارات، حيث " يراد استدراج الجيش المصري، أحد أهم الجيوش العربية نحو الهاوية، في خدمة مباشرة لمخطط تفكيك مصر العظيمة". وشددت الصحيفة على أن الأمر يتعلق بمخطط معروف وواضح، ذلك أن الأصابع الخفية التي تعبث في أمن الإقليم، تريد أن تدمر المؤسسات العسكرية العربية، وان تضع هذه المؤسسات في مواجهة مع شعوبها، إلى جانب سعيها لتحطيم الروح المعنوية للمنتسبين لهذه المؤسسات. وفي قطر ، اعتبرت صحيفة ( الشرق) في افتتاحيتها أن أحداث سيناء الدامية، التي راح ضحيتها عشرات الجنود من الجيش المصري، "جاءت لتجدد المخاوف مرة اخرى من انجرار دولة كبرى بثقل وحجم مصر في المنطقة، الى دوامة عنف لا يعلم نهايتها إلا الله " مشددة على ان هذه الهجمات "ليست سوى عمل اجرامي يستهدف زعزعة أمن واستقرار مصر ، يتنافى مع كل القيم والمبادئ الدينية والإنسانية، وهو هجوم وجريمة آثمة تستوجب الادانة والاستنكار الشديدين، والتأكيد على التضامن الكامل مع الشعب المصري ". وترى الصحيفة أن قادة مصر في السلطة والمعارضة ''اليوم امام تحد كبير، ومسؤولية تاريخية، لتجنيب بلادهم المخاطر المحدقة بها، وهو أمر لن يتحقق، ما لم يضع الجميع المصالح العليا للشعب والوطن فوق كل اعتبار". وفي الشأن اليمني ، لاحظت صحيفة ( الراية) انه في كل يوم يثبت الحوثيون وحليفهم المخلوع علي عبدالله صالح للجميع "أن هدفهم الأساسي جر اليمن إلى حرب أهلية طاحنة وإدخاله في دوامة الصراعات والأزمات"، مبرزة أن ارتكابهم مجزرة مروعة أمس "يدل على مدى إصرارهم على القتل والدمار وارتكاب جرائم حرب". من المهم، تضيف الصحيفة في افتتاحيتها ، أن يدرك المجتمع الدولي أن ممارسات الحوثيين المتعمدة ضد الشعب اليمني "أصبحت تشكل تحديا للجميع وتقدح في مصداقية المنظمات الدولية والإقليمية تجاه حماية الشعب اليمني وإغاثته"، مشيرة الى أن دعوة الحكومة اليمنية للأمم المتحدة بحماية سفن الإغاثة وتأمين الموانئ التي تصل إليها في المحافظات المنكوبة "مطلب وجيه ومقبول يجب أن تنظر إليه المنظمة الدولية بجدية باعتبار أنه ليس هناك بديل لتغيير الوضع الحالي في ظل إصرار الحوثيين على حصار المدن والموانئ إلا بحمايتها عربيا ودوليا". وفي الأردن، استأثر تمدد خطر التطرف والجرائم الإرهابية وسبل محاربتها على اهتمامات الصحف، إذ تطرقت جريدة (الرأي)، في مقال لها، لما اعتبرته خروج التنظيمات المسلحة من دائرة الاحتواء والسيطرة بفعل زيادة قوتها العسكرية وقدرتها على التمدد، والتوسع في عملياتها الإرهابية التي ضربت الكويت وتونس ومصر وفرنسا، وقالت إن هذه السلسلة من الجرائم الإرهابية "تأتي مكملة للصورة المرعبة، التي شكلتها الأحداث الدامية في سوريا والعراق وليبيا واليمن والصومال (...)". وأكدت الصحيفة، في السياق ذاته، أن "من حق الأردن أن يتحرك لتحقيق مصالحه وحماية حدوده وشعبه ويحافظ على أمنه واستقراره، بعيدا عن كل ضغط أو رغبة في جره إلى موقف لا مصلحة لنا فيه". وكتبت صحيفة (الغد)، في مقال بعنوان "نحو قمة عربية لمكافحة الإرهاب والتطرف"، أن كثيرا من دول العالم تعاني من الإرهاب الذي "أصبح معولما"، مؤكدة على ضرورة التعاون الدولي لمكافحته، قبل أن تضيف "إلا أن مشكلة الإرهاب في العالم العربي باتت وجودية". وأكد كاتب المقال بالصحيفة أن الإرهاب "أصبح من أكبر التحديات التي تواجه الدولة العربية. ولأنه أصبح عابرا للحدود، فلم يعد من الممكن مواجهته من قبل أي دولة وحدها"، مشددة على ضرورة "مشاركة جميع الدول العربية في هذا الجهد. وقد تكون الخطوة الأولى في هذا الاتجاه قمة عربية مخصصة لمحاربة الإرهاب". وقالت صحيفة (العرب اليوم)، في مقال لها، إن الولاياتالمتحدةالأمريكية لم تصب، حتى الآن، بإرهاب (داعش)، محذرة من أن هذا "الطاعون سيتمدد عاجلا أو آجلا ويضرب حيث يتمكن. وهو بلا شك سيحقق نجاحات دامية وبشعة وقاتلة وسوداء في العالم". ورأت الصحيفة أن الوقت "لم يفت لضرب (داعش)"، وأن كل يوم تأخير إضافي "خطوة إلى الأمام نحو تمدد الإرهاب الداعشي الأسود"، مشيرة إلى أن المحافظة على "أسد البراميل المتفجرة لن يقفل أبواب جهنم أمام (داعش). وإرضاء إيران وروسيا بالإبقاء على الأسد يعني فشل ضرب (داعش)"، لتخلص إلى أن "التاريخ حاكم قاس". وفي البحرين، قالت صحيفة (الوسط) إن البشرية تعاني حاليا من شباب تم تجنيده باسم الإسلام من أجل قتل كل أنواع البشر وفي كل مكان، مبرزة أنه تم دخول مرحلة مختلفة عن السابق، وذلك لأن "اللعبة الخطرة التي تقوم على استخدام الدين، ليس لها حدود عقلية، وما تعتبره الإنسانية مذابح مأساوية، يعتبره الإرهابيون جهادا في سبيل الله". وكتب رئيس تحرير الصحيفة في مقال بعنوان "الإرهاب نتيجة فكر يكره الحياة ويكره البشر"، أن الدين الإسلامي المرتبط بالفطرة الإنسانية العادلة والمتوازنة "أصبح الآن يرتبط في أذهان الكثيرين بالتوحش"، مؤكدا أن المعالم الفكرية والسلوكية للمتطرفين واضحة، وهي ليست نتيجة مؤامرة من قوة أجنبية، كما أنها "ليست نتيجة لنهج التزم به ضحايا هذا الإرهاب، كما يطرح ذلك بعض الإعتذاريين. إن هذه المآسي نتيجة مباشرة لفكر كاره للحياة وكاره للبشر". وفي مقال بعنوان "الاتحاد الخليجي.. متى¿"، أشارت صحيفة (البلاد) إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي بلا استثناء، تعيش حاليا تحت تهديدات داخلية وخارجية، تزداد بشكل واضح ويدرك خطرها القادة قبل الشعوب، مؤكدة على ضرورة اتخاذ خطوات تنفيذية سريعة على طريق تحقيق الوحدة الخليجية الكاملة، باعتبار أنه لا حل في مواجهة "المؤامرة الحالية" سوى الاتحاد. وبعد أن أوضحت الصحيفة أن طريق الوحدة لن يكون سهلا أو مرحبا به من لدن الدول الإقليمية والعالمية، شددت على أنه يتعين "علينا أن نختار بين خوض هذا المشوار بصعوبته المتوقعة، وبين تعرض دولنا لخطر الفوضى الأمنية كمقدمة للتدخل الخارجي الذي إن حدث في إحدى الدول سينتقل حتما إلى غيرها".