"بدا لي الملك محمد السادس بصحة جيدة، ووجه بشوش، وكان مرفوقا بصديقه ومستشاره فؤاد عالي الهمة، وبعض حراسه الشخصيين"..هكذا لخص المهاجر المغربي بفرنسا، حمزة"، لجريدة هسبريس، لقاءه بعاهل البلاد، عصر أمس الجمعة، في زنقة فرانسوا الأول بحي الشانزلزيه، بالدائرة الثامنة في العاصمة باريس. وظهر الملك بمعية شاب مغربي، حيث التقط لهما حارسه الخاص صورة بطلب من حمزة، حيث التقاه بالصدفة قرب محليّ Zilli وSmalto، وهي الصورة التي انفردت بنشرها صفحة "محبو الملك محمد السادس" على الفيسبوك، والتي يديرها الناشط الشاب سفيان البحري. وظهر الملك في الصورة رفقة المهاجر المغربي بالديار الفرنسية، وهو يرتدي كعادته سرواله الشبابي المفضل "جينز" بلون أزرق، وكان يلبس أيضا سترة فوقية تقترب من لون السروال، بينما كان يضع على رأسه طاقيته التي لا يكاد يفارقها في خرجاته الخاصة، فضلا عن نظارته السوداء المعروفة. وأبدى الكثير من المتابعين والمعلقين في ذات الموقع الأزرق إعجابهم بعفوية الملك، خصوصا في زياراته الخاصة، حيث يَخف ثقل التدابير الأمنية والمراسيم البروتوكولية، ما يتيح لعدد من المغاربة أن يحققوا رغبتهم في التقاط صور خاصة مع العاهل المغربي. وأشاد الكثيرون بقوة حاكم البلاد وهو يتجول بكل أريحية في فرنسا، التي لم تستفق بعد من صدمتها التي أحدتتها التفجيرات الإرهابية التي ضربت عمق العاصمة باريس، وأسفرت عن مقتل وجرح المئات، ما فسره البعض بأن الملك يعيد الحياة للسياحة الفرنسية التي شُلت بعد ضربات "داعش". وقال متابعون إن الملك محمد السادس يعيد سيناريو زيارته الخاصة إلى تونس، في صيف السنة قبل الفائتة، حين كان يتجول في أزقة وشوارع العاصمة التونسية دون حراسة أمنية لصيقة، وكان يلتقي المواطنين المغاربة والتونسيين بعفوية أثارت اندهاش الجميع، خاصة أن البلد حينها كان قد عاش قبل ذلك بوقت قصير رعب هجمة إرهابية. وأثنى معلقون على تصرف الملك الذي ظهر وهو يتجول في محلات تجارية كبرى وسط العاصمة باريس، بالرغم من الخوف الذي لا زال يجثم على صدور الفرنسيين، جراء ما حدث في يوم "الجمعة الأسود"، وهو ما صفق له متابعون فرنسيون أيضا أكدوا أن قليلا من الزعماء من يجرؤ على فعل ما قام به ملك المغرب. وكانت فرنسا على لسان رئيسها فرانسوا هولاند قد أشادت بالتعاون الفعال الذي قدمه المغرب للأجهزة الأمنية بفرنسا، عقب حدوث الاعتداءات الدموية، وهو التعاون الذي تمثل في معلومات حاسمة كان لها دور بارز في مداهمة شقة في "سان دوني" شمال باريس، حيث كان يختبئ من وُصف بالعقل المدبر لهجمات باريس، عبد الحميد أباعود.