في كل مرة يضرب الإرهاب منطقة قريبة من المغرب، يضع العاملون في قطاع السياحة أيديهم على قلوبهم خوفا من الآثار السلبية التي قد تصيب قطاعهم بفعل هذه الهجمات. وهو الوضع نفسه الذي تكرر مع الانفجار الأخير الذي هز العاصمة التونسية، تونس، وأودى بحياة أفراد من الأمن الرئاسي، إلا أن مركز البحث الأوروبي "أورو مونيتور"، المتخصص في الإحصاء، أصدر دراسة تبعث القليل من الطمأنة للفاعلين السياحيين بالمملكة، من خلال حديثها عن تأثير "محدود" للهجمات الإرهابية في تونس ومصر على أسواق سياحية مجاورة. وبحسب معطيات المؤسسة الأوروبية، فإن الأحداث الإرهابية التي عرفتها تونس خلال العام الحالي دفعت بأكثر من 3500 سائح بريطاني لمغادرة البلاد، وذلك في وقت بدأت السوق التونسية تحقق تعافيا ملحوظا بانتقال عدد السياح البريطانيين من 423 ألف سائح سنة 2010، إلى 360 ألف خلال سنة 2011، وهي سنة اندلاع الثورة، قبل أن تعود للارتفاع وتبلغ 440 ألف سائح في العام الماضي، إلا أن الأحداث الإرهابية التي هزت بلد الياسمين ضربت قطاع السياحة في مقتل. الوضع نفسه تكرر في مصر، تفيد الدراسة، بحيث شهد عدد السياح الوافدين على أرض الكنانة تراجعا ملحوظا منذ سنة 2013، التي بدأ فيها عدد السياح الوافدين يتراجع بنسبة 18.5 بالمائة سنويا إلى غاية العام الحالي، وأكدت الدراسة، التي اتخذت السياح البريطانيين عيّنة، أنه باستثناء السوق المصرية والتونسية "لم يظهر أي تراجع للسياح البريطانيين في الوجهات الأخرى". وتفيد الدراسة بأنه في سياق موسوم بالخوف والحذر، "فإن السياح البريطانيين والمستثمرين في قطاع السياحة لم يتأثروا بهذا الوضع"، قبل أن تقدم المثال بالمغرب "الذي شهد ارتفاعا في عدد السياح البريطانيين الوافدين على المملكة بتسجليهم انتقالا من 308 ألف سائح خلال سنة 2010، إلى 460 ألف سائح خلال العام الماضي". المؤسسة الأوروبية لاحظت أن عدد السياح البريطانيين قد ارتفع خلال سنة 2012 بأكثر من 51 ألف سائح، وذلك بعد سنة فقط من تفجير مطعم أركانة بمراكش، لتخلص إلى أنه "عندما لا تكون الهجمات الإرهابية متتالية، فإن تأثر قطاع السياحة يكون محدودا وعلى المدى القصير"، واعتبرت المؤسسة الأوروبية أن الوجهات الرئيسية للسياح الأوروبيين لن تتأثر، باستثناء الدول التي مازالت تعرف هجمات إرهابية متتالية. وهو الأمر الذي أكده محمد بلمكي، العامل في قطاع السياحة لدى وكالة للأسفار، عندما اعتبر أن تأثر السياحة المغربية بما يحدث في دول الجوار، "لا يظهر بشكل فوري، وإنما يظهر بعد ثلاثة أو أربعة أشهر ويبقى تأثرا محدودا"، مؤكدا أن هناك من المغاربة من توجه إلى تونس لحضور مهرجان قرطاج السينمائي رغم الأوضاع الأمنية غير المستتبة هناك. وأقر المتحدث بوجود حالة من الحذر لدى السياح، إلا أن "هذا لم يمنعهم من قصد وجهاتهم الرئيسية"، أما عن السياحة الداخلية، فأوضح بلمكي أن "الفترة الحالية تعرف بعض الركود، لكن سيتم تدارك الأمر خلال الشهر القادم مع احتفالات رأس السنة وفي الشهر الذي يليه مع العطل المدرسية.