تراجع عدد السياح الجزائريين الوافدين إلى تونس، خلال شهر أوت الفارط، إلى أدنى مستوياته منذ أعوام، حسب الأرقام المعلنة من قبل وزارة السياحة التونسية مؤخرا. وبلغت نسبة تراجع الوافدين، خلال الشهر الفارط، حوالي 13 بالمائة وتضم السياح الليبيين أيضا. تؤكد إحصاءات شهر أوت الفارط الصادرة عن وزارة السياحة التونسية والتي تناقلتها وسائل إعلام محلية أمس، تراجع نسبة الوافدين من الجزائر وليبيا رغم الجهود التي بذلتها الوزارة للتخفيف من تأثير شهر رمضان على توافد السياح إلى تونس وخاصة من السوقين الجزائرية والليبية. وبلغت النسبة الإجمالية لتراجع الوافدين خلال الشهر الفارط حوالي 13 بالمائة رغم الزيادة الطفيفة في مؤشرات السوق الأوروبية بحوالي 3 بالمائة، ارتاح لها البعض نسبيا من منطلق أن شهر الصيام لم يؤثر على توافد السائح الأوروبي. وسجلت السوق السياحية المغاربية تراجعا في حدود 41 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية. وتشير المؤشرات الإجمالية للوافدين خلال الثمانية أشهر الفارطة إلى تراجع في عدد السياح في حدود 2,2 بالمائة مقارنة بالسنة الماضية. وينظر المهنيون بقلق كبير إلى تواصل تراجع مؤشرات بعض الأسواق الهامة على غرار السوق الألمانية ''تراجع بأكثر من 7 بالمائة''، مع انخفاض المداخيل السياحية ب 7,0 بالمائة خلال الثمانية أشهر الماضية من السنة الجارية. وحسب المعطيات والأرقام المسجلة، تعود أسباب هذا التراجع الحاد في عدد السياح والمداخيل في تونس إلى عوامل آنية تمثلت في تواصل تأثير الأزمة الاقتصادية العالمية إضافة إلى تزامن شهر رمضان مع ذروة الموسم السياحي وعوامل أخرى هيكلية تتصل ببعض الهيئات في القطاع، منها ما يتصل بمحدودية ميزانية الترويج وطرقها إلى جانب غياب التنويع في المنتوج السياحي وموسمية النشاط وغيرها من العوامل. وتبقى آمال قطاع السياحة التونسية في إنقاذ بقية الموسم والخروج بأخف الأضرار تنصب حاليا على ما تبقى من الموسم الحالي والموسم المقبل، خاصة أن منظمة السياحة العالمية تتحدث عن بداية تعافٍ تدريجي للحركة السياحية العالمية. وكان متعاملو السياحة التونسية قد عبروا، في وقت سابق، بشأن عدم قدرة الوجهة السياحية التونسية على التوصل لتحقيق نتائج إيجابية هذا الموسم نتيجة العوامل المذكورة سابقا. وتسعى السلطات في تونس من أجل إنقاذ موسمها السياحي إلى الترويج للوجهة الصحراوية من خلال استئناف نشاط خطوط جوية من ميلانو الإيطالية ومدريد الإسبانية إلى توزر، خلال شهر نوفمبر القادم. فيما تسعى الخطوط التونسية بالتعاون مع مهنيي السياحة بالجنوب إلى تنظيم ورشتي عمل بكل من ميلانو ومدريد في الأسابيع القادمة، حسب معلومات صحفية تونسية، وذلك بهدف التعريف بالخطين الجويين وضمان مردودية أكبر لهما لم يتمكنا من تحقيقها خلال السنة الفارطة بسبب ضعف الدعاية.