اهتمت الصحف العربية ،الصادرة اليوم الأربعاء، بقضية الإرهاب الذي يتمدد في أكثر من منطقة بالعالم ، والأزمة في سوريا وتداعياتها ، والقضية الفلسطينية، وإسقاط الطائرة الروسية من قبل القوات التركية ،والعلاقات الروسية الإيرانية،ومواضيع أخرى إقليمية ومحلية. ففي مصر كتبت صحيفة (الأهرام) أوسع الصحف انتشارا ،في افتاحيتها ، عن "الاعتداء الإرهابى الأثيم" الذي وقع أمس بالعريش يشمال سيناء وقالت إن قوات الأمن منعت " كارثة محققة" ، حيث صدت "رصاصات الغدر، وأفشلت المخطط الإجرامى" قبل أن يفجر الفندق بكامله. وأكدت على أن مصر " تعيش حاليا حربا شعواء ضد هؤلاء الإرهابيين الهمج أعداء الحياة." وحول الموضوع نفسه كتبت صحيفة (الأخبار) في مقال لها أن أهادف جريمة العريش تأتي في إطار حرب الجماعات المتطرفة المعلنة على مصروسعيها الدائم لعرقلة نهوض مصر واجهاض مسيرتها نحو الاستقرار والبناء والتنمية. وقالت إن استهداف القضاة ،وهم يقومون بواجبهم لإتمام العملية الانتخابية، هو " محاولة اجرامية جبانة ويائسة لترويع القضاة ومنعهم من الوفاء بمسؤولياتهم وواجباتهم" مؤكدة أن هذه الجريمة لن تمر دون عقاب رادع وجزاء حاسم وعاجل. أما صحيفة (الجمهورية) فتناولت في افتتاحيتها الانتخابات التشريعية التي جرت مرحلتها الثانية في بحر هذا الأسبوع وقالت إن هذه الاستحقاقات تمت " رغم المؤامرات والعمليات الارهابية اليائسة ،في مناخ ديمقراطي". وبالإمارات، أكدت صحيفة (الخليج)، في افتتاحيتها، أنه بعد انهيار قلعة العنصرية والتمييز في جنوب إفريقيا عام 1993 " لم يبق على وجه المعمورة إلا الكيان العنصري الصهيوني وحده يعربد مزهوا بما يمتلك من قوة باطشة مزودة بأسنان نووية وبدعم غربي غير مسبوق". واعتبرت الافتتاحية أن ما يتعرض له الفلسطينيون من سلوك هجمي يتمثل في عمليات قتل واغتيال ممنهجة تستهدف الشباب والأطفال " يتساوق ويتماثل في النهج والأسلوب مع الإرهاب الذي تمارسه (داعش) وأخواتها، وكأنها من نبت شيطاني واحد، ومن رحم أفاع لا تحمل إلا السم الزعاف". أما صحيفة (الوطن)، فأبرزت في افتتاحيتها أنه رغم تعرض الفلسطيني لكافة أنواع المجازر، لكن ثباته في أرضه وعدم نزوحه كما يحاول الاحتلال الوصول إليه، هو الانتصار الأكبر لقضيته " فهو ابن الأرض الفلسطينية، ولم تخفف لا السنين ولا جرائم ومجازر إسرائيل من عزيمته وصبره وثباته". وخلصت الافتتاحية إلى أن "العالم أجمع وليس فقط الفلسطينيين، أمام كيان يمارس إرهاب الدولة ، وعلى مدار الساعة أمام نظر وسمع العالم أجمع، الذي أيقن وإن بشكل متأخر أن المناشدات والدعوات غير كافية لردعه، وباتت تعطي نتيجة عكسية لأن هذا الكيان يعرف أن ردود الفعل لن تتجاوز البيانات". وبخصوص الحرب على الإرهاب، كتبت صحيفة (الاتحاد)، في مقال لرئيس تحريرها أن دولة الإمارات دعت، وما زالت، وستظل تصر على دعوة العالم لمواجهة الإرهاب بشكل جماعي، ومن خلال منظومة عالمية، وتعاون دولي، لأنها تدرك أن مواجهة الإرهاب تحتاج إلى عمل يدوم، وبخطوات تأتي بنتائج ملموسة على أرض الواقع. وأكدت الصحيفة أنه "ومن دون ذلك فإن الجهود تبقى مبعثرة والنتائج غير مضمونة، أما قذائف الطائرات فقد لا تكون لها إلا نتائج محدودة ومؤقتة، وستكون تكلفة الحروب أكبر من نتائجها". وفي قطر أكدت صحيفة (الشرق) أن جولة أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الحالية في عدد من دول أمريكا اللاتينية من شأنها تعزيز العلاقات بين قطر وكل من كوبا والمكسيك وفنزويلا، فضلا عن مناقشة عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك مبرزة في افتتاحيتها أن الفرص الواعدة التي تتمتع بها قطر والدول اللاتينية الثلاث، "من شأنها توسيع قاعدة التعاون الاقتصادي وفتح الباب لرجال الأعمال والمستثمرين، وتتويجها باتفاقيات ومذكرات تفاهم". بدورها ،ترى صحيفة (الراية ) في افتتاحيتها أن جولة الشيخ تميم اللاتينية "ستترك بصمات جديدة في مسار العلاقات في شتøى المجالات السياسية والاقتصادية والاستثمارية والتجارية والثقافية، خاصة أنها تأتي بعد أيام من القمة العربية اللاتينية التي استضافتها الرياض ." أما صحيفة ( الوطن) فأبرزت الدور المهم والثقل السياسي والاستراتيجي للدول الثلاث(كوبا والمكسيك وفنزويلا)، مؤكدة أن التفاهمات الثنائية، والتعاون المشترك، بين قطر والدول الثلاث، على المستوى الاقتصادي، من شأنه فتح مجالات واعدة، للاستثمار المتبادل بين قطر وهذه الدول ، وملاحظة في افتتاحيتها أن مباحثات الشيخ، مع القيادة في كوبا ( المحطة الاولى في الجولة) شكلت علامة بارزة في تاريخ العلاقات بين البلدين ، حيث سجلت دخولها إلى مرحلة جديدة ذات آفاق رحبة وواعدة على كافة المستويات". وفي الأردن، كتبت صحيفة (الرأي)، في افتتاحيتها، أن الأزمة السورية وتداعياتها "كانت حاضرة بقوة" على جدول أعمال اللقاء الذي جمع أمس الملك عبد الله الثاني والرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمدينة سوتشي الروسية. وأبرزت تأكيد العاهل الأردني على ما كان قد "دأب على الدعوة إليه منذ وقت مبكر" ، وهو أن الطريق الوحيد لحل هذه الأزمة هو الحل السياسي (...)". أما صحيفة (الغد)، فرأت أنه لا يوجد، إلى الآن، ما يمكن أن يمزق الشراكة بين روسيا وإيران في سوريا، فالروس في الجو، والإيرانيون على الأرض، "والهدف تكسير المعارضة وترجيح كفة الأسد" في محادثات السلام، لكن هذه الصيغة "قد لا تكون (متماسكة) على المدى البعيد، خاصة وأن المصالح الإيرانية في سوريا قد تكون أكثر تعقيدا مما يفترضه الروس، وترتبط بجوانب عقدية وطائفية، وبنفوذ واسع في النظام السياسي الجديد". وأوضحت الصحيفة، في مقال بعنوان "المرشد والقيصر والكعكة"، أنه بالرغم من الصورة الإعلامية الوردية عن زيارة بوتين إلى طهران، "إلا أن هناك شكوكا عميقة وكبيرة تحيط بمدى صلابة هذا التحالف وقدرته على التماسك عندما تبدأ التفاصيل المرتبطة بعملية الانتقال السياسي". وتحت عنوان "ما بعد هجمات باريس ليس كما قبلها"، قالت صحيفة (الدستور) إن ما دفع تنظيم (داعش) إلى استهداف فرنسا "لا يتعلق بحضورها في التحالف الدولي، بل بالقدرة على تنفيذ عملية متميزة داخل أراضيها"، موضحة أنه "لو ملك التنظيم قدرة على تنفيذ هجمات من هذا النوع في الولاياتالمتحدة لفضل ذلك بكل تأكيد". وحسب الصحيفة، فإن هجمات باريس ستترك آثارا أخرى لا يمكن تجاهلها، "يتعلق بعضها بوضع الجاليات المسلمة في الغرب التي ستتأثر، خاصة في فرنسا، بالهجمات". وفي البحرين، قالت صحيفة (الوسط) إن إسقاط سلاح الجوي التركي ، لطائرة حربية روسية قرب الحدود التركية السورية يعتبر تطورا خطيرا، موضحة أن ذلك يأتي بعد توتر في العلاقات، أبرزه قول المتحدث باسم الخارجية التركية، إن "غارات روسيا لا تندرج تحت مظلة مكافحة الإرهاب، وإنما تعتبر اعتداء على القرى التركمانية المأهولة بالسكان المدنيين". وأشارت الصحيفة إلى أن هناك من يرى أن السماح لروسيا بتحقيق انتصارات سريعة في سورية - من دون خسائر فادحة - سيحقق مردودات باهرة وكبيرة جدا، وبالتالي فإن "إغراق روسيا في وحل الأزمة السورية وتكبيدها خسائر فادحة قد يذهب زهوها ويعطل إنجازاتها"، مبرزة أنه لكي يتحقق ذلك، فإن "قواعد الاشتباك" لا بد وأن تتغير، وما حدث أمس قد يغير القواعد، وقد يتغير مسار الأحداث تباعا، وأي رد روسي عسكري سيعني أن العالم يقترب من دخول حرب عالمية ثالثة. ومن جهتها، قات صحيفة (الوطن) إن الحشد الأوروبي الحالي ضد الإرهاب بعد أن أصاب باريس لن يطال نظام بشار الأسد تماما، "بل سيساهم في تدمير سورية أكثر باسم مكافحة (داعش)، وهي عملية لن تكون مجدية أبدا حتى لو تم شن حملة عسكرية جوية على مدار الساعة". وترى الصحيفة أن المحصلة النهائية ستتمثل في الحفاظ على نظام الأسد، وتقسيم الأراضي السورية لعدد من الدول موزعة إثنوÜ طائفيا، بالإضافة إلى تشتيت تنظيم (داعش) الإرهابي على أكثر من جبهة، وقد ينال التنظيم حظه بقطعة أرض يؤسس له فيها دولة، أو ينتقل للعراق ليتكرر سيناريو تقسيم سورية مستقبلا، أو يمكن نقل ميليشيات (داعش) إلى أراض عربية أخرى لاحقا، ويتم العمل عليها باسم محاربة الإرهاب و(داعش). وبلبنان، قالت صحيفة (الجمهورية) إن العالم "انشغل"، أمس، ب"التوتر الروسي التركي" الناجم من إسقاط تركيا للطائرة الروسية مشيرة إلى أنه وفي انتظار تبلور طبيعة الرد الروسي على هذا "التطور العسكري" فإن مصادر ديبلوماسية كشفت أن موسكو "نشرت بحرا وبرا منظومات صواريخ "إس 300 " للتصدي لأي طيران حربي يمكن أن يخترق الأجواء السورية. وتوقعت أن تتصاعد الغارات الجوية الروسية على حدود سورية الشمالية مستهدفة مواقع مختلف فصائل المعارضة المسلحة في محاولة لإقفال هذه الحدود والسيطرة عليها نهائيا. أما (المستقبل) فاعتبرت في افتتاحيتها أنه من الواضح أن "لا مصلحة للروس ولا للأتراك في الوصول إلى حالة صدامية لا تفيد الدولتين بشيء، وإنما تشتت جهودهما وجهود المجتمع الدولي والقوى الإقليمية الفاعلة، في الحرب على الإرهاب...". وفي الشأن الداخلي، اهتمت (السفير) بجلسة الحوار الوطني ال 11 التي ستنعقد اليوم، مشيرة الى أنها ستنعقد "في أجواء سياسية مغايرة لتلك التي سادت الجلسات السابقة".